في أي وقت تأتيه لتقبض راتبك، تجد الصراف خارج الخدمة أو مطفأ تماماً، باستثناءات قليلة، وهو ما يسبب معاناة شديدة للآلاف من العاملين بالدولة والمتقاعدين، الموطَّنين رواتبهم بمصرفي التسليف الشعبي والعقاري، والتي تتكرر كل فترة قبض رواتب في كل شهر بشكل مأساوي، وهو ما جعل أولئك العاملين والمتقاعدين يرفعون أصواتهم بالشكوى التي تتكرر أيضاً، من صراف «المصرف الزراعي» في مدينة سلمية.
وبيَّن العديد من الذين يقبضون رواتبهم من ذلك الصراف، أنهم يعانون الأمرين من توقفه عن الخدمة بمعظم الأوقات، بينما صرافات التجاري السوري الأربعة الملاصقة له، تعمل ليلاً ونهاراً وبأي وقت، فيتركونه ويتوجهون لفرع السورية للبريد لقبض رواتبهم، من نقطة الـ p. o. s لحاملي بطاقات الصراف الخاصة بالمصرف العقاري، ولكنهم يتفاجؤون بأن التقبيض لعدد محدود من الموظفين، أو المتقاعدين، بسبب ضعف الشبكة.
وأوضح بعضهم أنهم يتوجهون أيضاً لمكتب المصرف العقاري بسلمية قرب المالية للقبض يدوياً منه، ولكن في معظم الأوقات لا كهرباء، وإن وجدت فالتقبيض يكون لنصف ساعة وإذا تم تشغيل المولدة فيكون لساعة فقط، وهو ما يعني بقاء العديد منهم بلا رواتب، وعليهم محاولة الكرّة عدة مرات في أيام أخرى.
يقول المتقاعد سليمان فوزي: صراف المصرف الزراعي في سلمية، يشبه حكاية إبريق الزيت!.
فمنذ أكثر من 4 أشهر تلقينا خبراً بأنه سيتم معالجة مشكلاته التي تتلخص بخروجه عن الخدمة بمعظم الأحيان، لإعادة برمجته وفصله عن صراف مصرف التسليف الشعبي، وأنه تم التعاقد مع إحدى الشركات لذلك، ويحتاج الأمر إلى 3 أشهر فقط لتنتهي معاناتنا.
وأضاف: تفاءلنا خيراً بذلك وقلنا لا يصح إلَّا الصحيح، ولكن انقضت أربعة أشهر وأكثر، ومر وقت طويل على هذا الكلام، ولما يزل الصراف على حاله، فسقف السحب 10 آلاف ليرة للذين يقبضون من مصرف التسليف، ويعمل يوماً ويتعطل يومين، ولا يتم تغذيته بالمال إلا بعد اتصالات وترجيات، ومعاناة الموظفين والمتقاعدين تشتد والجهات المعنية لم تبادر لإيجاد حل.
وكأن هذا الصراف وجد للمنظر، مع أنه من أحدث الصرافات في العالم، ولو أعيدت برمجته وتشغيله بالشكل الأمثل لحل جزءاً كبيراً من الازدحام وخفف على الناس المعاناة.
وذكر فوزي أن الصراف مسؤولية إدارة المصرف الزراعي، والمصرف العقاري، وكل مصرف يلقي بالمشكلة على الطرف الآخر.
وهذه حكاية إبريق الزيت التي نعرف كيف بدأت ولا نعرف كيف تنتهي، فنتمنى من المعنيين معالجة الموضوع، وحّل هذه المشكلة.
ومن جهته، بيَّن مدير فرع المصرف الزراعي بسلمية زياد القصير لـ«الوطن»، أن مسؤولية المصرف الزراعي تنحصر بتغذية ذلك الصراف مالياً، وصيانة بعض الأعطال الخفيفة، وهو مشترك بين التسليف والعقاري.