المدابغ المهملة ثروات مهدورة … رئيس جمعية الدباغة لـ«الوطن»: 30 منشأة من أصل 85 معروضة للبيع
| طلال ماضي
أكد رئيس جمعية الدباغة مازن ثلجة أن صناعة الجلود في سورية ثروة مهدورة كانت في أوقات سابقة من أهم ثلاث مهن لإدخال القطع الأجنبي إلى البلد لكنها اليوم تتجه هذه المهنة نحو الاندثار، لأن ما تبقى من ورش يعتمد على كبار السن في عملها ولا يوجد شباب بعمر صغير تتعلم المهنة في الورش وخاصة من عمر 18 حتى 40 سنة كما توقفت أغلب المنشآت عن العمل.
وأشار ثلجة في تصريح خاص لـ«الوطن» إلى وجود 85 منشأة دباغة جلود اليوم في المنطقة الصناعية بعدرا، بعد أن انتقلت الدباغات من الزبلطاني وأصغر منشأة مساحتها اليوم 1200 متر مربع، وهناك منشآت مساحتها تتجاوز5 آلاف متر، لكن هذه المنشآت اليوم متوقفة عن العمل، وهناك 30 منشاة معروضة للبيع، و40 منشأة متوقفة عن العمل بشكل كامل، و10 منشآت تعمل بشكل متقطع، و5 منشآت تعمل في تصدير جلود الغنم والبقر.
وبيّن ثلجة أن دباغة الجلود تعتمد على أخذ جلود الحيوانات بعد سلخها وتحويلها إلى منتج قابل للاستخدام البشري، وتراجع عملها بسبب قلة الذبح والقيود المفروضة على الاستيراد والتصدير، وعدم الاستماع من المعنيين في وزارتي الصناعة والاقتصاد إلى مطالب الصناعيين بإدخال المواد نصف المصنعة ما أدى إلى تراجع دورها كثيراً وزاد من أتعاب المهنة وحالياً هي شبه متوقفة.
ولفت ثلجة إلى معاناة صناعيي دباغة الجلود من عدم توفر المياه في مدينة عدرا الصناعية إلا ليوم واحد في الأسبوع، وشراء المياه بالصهاريج على الرغم من الحاجة الماسة للمياه في مهنة الدباغات، وهذه الكلف ترفع من سعر المنتج النهائي، كما أثر استبعاد التجار من الدعم وزيادة كلفة الذهاب والعودة من المدينة الصناعية بعدرا وتسبب أيضاً بزيادة كلف الإنتاج..
وبيّن ثلجة أن الأسواق الداخلية ضعيفة جداً، والأسواق الخارجية للمواد المصنعة من ألبسة وأحذية وجلديات مغلقة، وبحاجة إلى جهود حكومية لتذليل الصعوبات مع دول الجوار والأسواق التي كانت مقصداً للتجار قبل الأزمة كأسواق الجزائر وليبيا.
واعتبر ثلجة أن التعاميم التي تصدر بشكل مستمر حول المستوردات تزيد من تعقيد الاستيراد وتطول مدة وصول البضائع، ما يتسبب للمستورد بخسائر نتيجة تقلبات الأسعار، لافتاً إلى أن جميع المواد تستورد من أوروبا وإيران والهند.
وقال ثلجة إن الجمعية طالبت بكتاب رسمي بإدخال المواد المصنعة إدخالاً مؤقتاً، وإضافة عليها قيمة مضافة ومن ثم إعادة تصديرها، وطلبنا إدخال مواد نصف المصنعة فجاء الرد مع عدم الموافقة، علماً أن الإدخال المؤقت أو إدخال البضائع نصف المصنعة يعيد عمل الدباغات إلى سابق عهدها ليلاً ونهاراً، ويوفر في استهلاك المياه وتلوث البيئة ونتخلص من 30 بالمئة من الجلود الستوك.
وأشار ثلجة إلى منع استيراد مواد الدهانات في سورية والبيان الجمركي يعتبر الملونات للجلود تحت اسم دهانات، ويمنع استيرادها وهي لا علاقة لها بالدهانات وهي غير متوفرة في البلد وخاصة المثبتات للبيكمانات أو الملون النهائي للجلد.