عربي ودولي

زيلينسكي اتهم الغرب بعدم الإيفاء بـ«وعوده» وأكد أن بلاده غير مهتمة بـ«الناتو» … بوتين: المهام الحالية منوطة فقط بالجنود المحترفين

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها روسيا في أوكرانيا تضم فقط الجنود المحترفين، أما جنود الخدمة الإلزامية فهم خارج العملية، في حين اتهم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الغرب بعدم الإيفاء بـ«وعوده» حيال أوكرانيا.
ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين قوله في كلمة عبر الفيديو بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نشرها موقع الكرملين موجهة إلى أقارب الجنود المشاركين في العملية العسكرية في أوكرانيا: أرغب بمخاطبة أمهات وزوجات وشقيقات جنودنا وضباطنا الذين يدافعون الآن عن روسيا خلال العملية العسكرية الخاصة، يمكنكم أن تكونوا فخورين بهم تماماً كما تفخر الأمة كلها بهم، وأؤكد لكم أن الجنود في الخدمة الإلزامية لم يشاركوا ولن يشاركوا في المستقبل في العملية ولن يكون هناك استدعاء جديد لجنود الاحتياط.
وشدد بوتين على أن المهام الحالية منوطة فقط بالجنود المحترفين مضيفاً: أنا على ثقة بأنه يعول عليهم في ضمان الأمن والسلام لشعب روسيا.
في غضون ذلك قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أمس: إن «الوعود» الغربية بشأن حماية أوكرانيا من الهجمات الروسية، لم يتم الإيفاء بها، وحسب وكالة «أ ف ب» أوضح زيلينسكي في مقطع فيديو نشر على «تليغرام»: نحن نسمع وعوداً منذ 13 يوماً. يقولون لنا إنهم سيساعدوننا جوياً وإنه ستكون هناك طائرات وإنهم سيسلمونها إلينا، مضيفاً إن مسؤولية سقوط ضحايا تقع أيضاً على عاتق الذين لم يتمكنوا من اتخاذ قرار في الغرب لمدة 13 يوماً والذين لم يحموا الأجواء الأوكرانية.
وقال زيلينسكي: إن لدى كييف «حلاً ممكناً»، لمسألة الاعتراف بشبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وأوضح في مقابلة مع قناة «ABC» الأميركية أن أوكرانيا ليست مستعدة للإنذارات التي توجهها روسيا بشأن قضية التخلي عن إمكانية الانضمام إلى الناتو والاعتراف بشبه جزيرة القرم وجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين.
وقال: إن بلاده مستعدة للحوار مع روسيا بشأن كيفية إدارة حياة الناس في مناطق لوغانسك ودونيتسك والقرم، مضيفاً: أعتقد أن البنود المتعلقة بالأراضي المحتلة المؤقتة والجمهوريات غير المعترف بها إلا من روسيا، يمكننا مناقشتها وإيجاد حل وسط بشأن كيفية عيش هذه الأراضي. المهم بالنسبة لي هو كيف ستعيش الناس في هذه الأراضي من الذين يريدون أن يكونوا جزءاً من أوكرانيا؟ السؤال أصعب من مجرد الاعتراف بهم.
وبسؤاله عن موقفه من شروط روسيا الثلاثة في المفاوضات، بتغيير الدستور والتخلي عن فكرة انضمام أوكرانيا للناتو والاعتراف بجمهوريتي دونيستك ولوغانسك والقرم، قال زيلينسكي: نحن مستعدون للحوار وليس الاستسلام، بخصوص الناتو، التحالف لا يفضل الأمور الجدلية ويتجنب المواجهة مع روسيا.
وصرح الرئيس الأوكراني بأنه فقد الاهتمام بمسألة انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، قائلاً: أما بالنسبة للناتو، فقد فقدت الاهتمام بهذه المسألة منذ فترة طويلة بعد أن أدركنا أن الناتو غير مستعد لقبول أوكرانيا، فالحلف يخشى التناقضات والمواجهة مع روسيا.
من جانبه ناشد الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يانوكوفيتش الرئيس الحالي فلاديمير زيلينسكي بمطالبته بـ«وقف إراقة الدماء بأي ثمن والتوصل إلى اتفاق سلام».
وقال يانوكوفيتش في بيان: أفهم جيداً أن لديك العديد من المستشارين، لكنك شخصياً ملزم بوقف إراقة الدماء بأي ثمن والتوصل إلى اتفاق سلام. هذا ما هو متوقع منك في أوكرانيا ودونباس وروسيا.
وأضاف يانوكوفيتش إن الشعب الأوكراني وشركاء كييف في الغرب سيكونون ممتنين لمثل هذه الخطوة، قائلاً: أريد مناشدة فلاديمير زيلينسكي بطريقة رئاسية وحتى أبوية. فلاديمير ألكساندروفيتش، ربما تحلم بأن تصبح بطلاً حقيقياً! لكن البطولة ليست بالمفاخرة، ولا تكون (البطولة) بالقتال حتى آخر أوكراني. إنها في الحقيقة بالتضحية.. بتخطي الكبرياء والطموحات من أجل إنقاذ حياة الناس».
على خط مواز قال رئيس وفد التفاوض الروسي، فلاديمير ميدينسكي، إن روسيا جهزت 400 حافلة لإجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية، لكن الجيش الأوكراني لم يسمح لهم بالخروج ويستخدمهم دروعاً بشرية.
وأوضح ميدينسكي في تصريح صحفي أمس أن عمليات إجلاء المدنيين فشلت بسبب الجيش الأوكراني الذي يبدو أن السلطات في كييف فقدت السيطرة عليه، وبات يستخدم المدنيين دروعاً بشرية.
وأكد أنه على الرغم من ذلك، ستواصل روسيا إبقاء الممرات مفتوحة لعدة ساعات في اليوم والالتزام بوقف إطلاق النار، الذي لا تطبقه أوكرانيا، من أجل السماح للمدنيين بالخروج.
وأعرب رئيس وفد التفاوض الروسي عن أمله في التوصل لحل مع كييف للاعتراف بشبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وقال ميدينسكي: إن توقعات موسكو من الجولة الثالثة للعملية التفاوضية لم تتحقق لكن الاجتماعات ستستمر.
وأعلنت روسيا وقف إطلاق النار وتوفير ممرات إنسانية في عدة مدن أوكرانية بدءاً من العاشرة صباح أمس، واستعدادها لفتح ممرات إنسانية من كييف، وتشيرنيغوفا، وسومي، وخاركوف وماريوبول».
وحسب وكالة «تاس» قالت وزارة الدفاع الروسية: من دون مشاركة أوكرانيا، تمكن الجانب الروسي حتى الآن من إخراج 773.173 شخصاً من مناطق العملية العسكرية الخاصة من جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين إلى أراضي روسيا، من بينهم 187.44 طفلاً.
وأشارت إلى أنه سيتم إرسال البيان الروسي حول إنشاء الممرات الإنسانية إلى جميع السفارات الأجنبية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مضيفة رغم الموقف غير المسؤول للجانب الأوكراني تجاه حياة المواطنين، فإن روسيا مستعدة لاتخاذ خطوات لإخراج المدنيين.
وأشارت الوزارة إلى أن أكثر من مليوني مواطن من أوكرانيا لجؤوا إلى القوات المسلحة الروسية لإجلائهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن