رياضة

في الأسبوع الثالث من إياب الدوري الكروي الممتاز … مباريات سهلة لفرق المقدمة ونار الصراع تستعر في المؤخرة

| ناصر النجار

قبل البدء في استعراض مباريات الأسبوع الثالث من الإياب التي ستجري غداً الجمعة باستثناء مباراة حرجلة مع الجيش التي تأجلت إلى يوم الثلاثاء الواقع في 29 الشهر الجاري بسبب مشاركة الجيش في الدور التمهيدي من دوري أبطال آسيا حيث سيلتقي فريق التعاون السعودي، لابد من المرور على مباريات الثلاثاء الماضي وقد أفرزت الكثير من المعطيات الجديدة على صعيد النتائج والترتيب.

باتت قناعتنا تؤكد أن فارس الدوري هذا الموسم سيكون أحد فريقي الوثبة أو تشرين وأمام الأداء العالي والجاد للفريقين فلن يتمكن الجيش أو الوحدة من اللحاق بهما في الأسابيع القادمة على أقل تقدير. وربما كان لقاء الوثبة مع تشرين هو الفيصل في اللقب إلا أننا لا يمكننا أن نستثني المباريات الصعبة لكلا الفريقين من الحسابات.

وأثبت فريقا الجيش والوحدة أنهما استعادا العافية وباتا في جاهزية جيدة مقرونة بأداء مقبول على العموم وهذا يبشر بعودتهما إلى ساحة المنافسة في الموسم المقبل على الأقل وفي مسابقة الكأس، وعلى العموم إن كانت هذه الفرق بخير فإن ذلك سينعكس على كرتنا خيراً، ومعهم نتمنى عودة الكرامة والاتحاد إلى ألقهما لأن الكرة السورية لن تعرف طريق النجاح والتطور بغياب هاتين المدرستين العريقتين.

علينا أن نتفق أن الكرامة هذا الموسم خانه التوفيق ولم تخدمه الظروف فالتبدلات الكثيرة في إدارة النادي كان لها الأثر الكبير على كرة القدم فيه، وخسارة الفريق أمام الوثبة وضعته في حجمه الطبيعي، لكن هذا لا يعني الاستسلام، بل يدفع إلى النهوض من جديد والعمل على استرجاع هيبة النادي واسمه وتاريخه في المباريات القادمة، وإذا كان الكرامة بعيداً عن اللقب فلا يعني بالضرورة أن يكون بعيداً عن فرق المقدمة.

ولعل الحديث عن الكرة الاتحادية يحزّ بالنفس ويجرح القلب في الصميم وهو النادي العريق الذي فتن محبيه وعشاقه بعروضه ونتائجه وصولاته وجولاته ولسنا ببعيد عن تربعه على العرش الآسيوي، لذلك نقول: إلى متى؟

الاتحاد يجب أن يعود فارس الكرة وهذا الأمر مرهون بالاستقرار الإداري، ومرهون أيضاً بالفكر الذي يخطط لكرة النادي، وكما نعلم جميعاً أن الكرة الاتحادية ممتلئة بالمواهب والخامات وهناك فريق آخر للاتحاد مبعثر بين فرق الدوري، والحل الأفضل لم شتات أبناء النادي واستقدامهم بدل العديد من المحترفين الذين كانوا عالة على فريق الاتحاد، ودعم المواهب الشابة في النادي ودفعهم ليكونوا قوام فريق المستقبل الذي يعيد للقلعة الحمراء أمجادها.

فريقا الفتوة وحرجلة كانا أسعد الفرق بحصولهما على نقاط مضاعفة من خصميهما المباشرين في المنطقة الرمادية، الفتوة على ما يبدو أنه استعاد ثقته بعودة مدربه الجلاد، والشرطة لم يكن بالمنافس الصعب فنال الفتوة الجائزة التي يحلم بها وكسر عقدة تفوق الشرطة عليه في السنوات السابقة.

وهذا لا يعني أن الفتوة وضع قدميه في المناطق الدافئة، وهو يحتاج إلى جهد أكبر وأكثر تميزاً ليصل إلى مراده.

وحرجلة تنفس الصعداء بفوز ثمين على عفرين بحلب، وهو ضروري ليواصل مهمة الهروب من المنطقة الخطرة التي تعج بالفرق، ومبارياته القادمة صعبة وهي تحتاج إلى هز أكتاف ليستمر بنضاله في مهمة النجاة الصعبة.

الطليعة خطا خطوة جيدة في مغادرة منطقة الخطر، لكن هذه الخطوة لن تكون كافية إن توقف عندها، فزحمة الفرق في النصف الثاني من الدوري وتقارب نقاطها لا يجعلان أي فريق في أمان بدءاً من المركز الخامس.

صدمة إيجابية

الخسارة التي تلقاها فريق جبلة أمام الوحدة أحدثت صدمة إيجابية للفريق لتبرر الإدارة أمام جمهورها أن عينها ثاقبة وأن الخيار الأمثل للفريق هو المدرب ماهر بحري فقدمته في الملعب متابعاً قبل أن تقدمه بعد المباراة رسمياً.

البحري عندما غادر الوحدة قال عن سبب ذلك إنه لا يرغب في تدريب فريق غير مؤهل للبطولة، لذلك غادر بالليلة الظلماء إلى النجمة اللبناني لأنه مدرب بطولات، وعلى ما يبدو أنه لم ينجح مع النجمة ولم يحقق ما يريد، فعاد أدراجه متابعاً للدوري، البحري سينقلب اليوم من مدرب بطولات إلى مدرب إنقاذ، ومهمته ستكون محصورة بإبعاد الفريق عن أماكن الخطر، وربما نجح في ذلك وربما أخفق وهذا الأمر سيجيب عليه الزمن.

النقطة المهمة بفريق جبلة أن أغلب لاعبيه باتوا مترهلين فلم يقدموا الأداء المتوقع منهم لدرجة أن التهديف صارت نسبته صفراً وهو أقل الفرق تسجيلاً للأهداف بالمساواة مع الشرطة وعفرين، وإضافة إلى ذلك فإن العالمة الحارس الدولي بدل أن يكون صمام أمان ونصف فريق باتت أخطاؤه في المباريات مكلفة وباهظة الثمن، من هنا نقول: إن مهمة البحري صعبة جداً لأنه بحاجة إلى إعادة تأهيل كامل للفريق قبل أن يبحث عن نقاط النجاة والأمان.

اهتمام مفقود

لا ندري إن كانت إدارة نادي الشرطة تعرف ما يصنع فريقها وما يحققه من نتائج سلبية وضعته في الخطر الشديد هذا الموسم وهو من الفرق المهددة بشكل مباشر بالهبوط، والغريب أن الفريق بنتائجه هذه يقف المسؤولون عنه موقف المتفرج، في توصيف الفريق فإن هجومه عاجز عن التسجيل ودفاعه مهزوز ورصيده من النقاط وموقعه على سلم الترتيب معيب بحق ناد له إنجازات وتاريخ وبطولات.

وإذا استقال مدربه محمد شديد لأسباب فنية فإن مساعده واقع في المشكلة نفسها وبالمنطقة الفنية ذاتها، لذلك كان من المفترض أن تبادر إدارة النادي للتعاقد مع مدرب جديد علّه ينتشل الفريق مما هو فيه، والوقت ليس بمصلحة الفريق وهو سيواجه في المباريات القادمة كبار الدوري، وإن استمر الوضع على حاله في المباريات القليلة القادمة فإن النجاة ستكون من رابع المستحيلات.

على العموم فإن كرة الشرطة في خبر كان على صعيد كافة الفئات، وهذا أمر جدير بالاهتمام لإعادة النظر بآلية العمل في كرة النادي، ولأن أهل مكة أدرى بشعابها فإن إدارة النادي تعرف أين موقع الخلل ولابد من المعالجة السريعة لكل فرق النادي على أمل أن يستعيد النادي موقعه كأحد أركان الكرة السورية.

الخطر الحقيقي

حطين وحرجلة بموقعين متماثلين وعلينا أن نؤمن أنهما في خطر، وعليهما ألا يتكلا على الآخرين بحمل مقاعد الهبوط عنهما، القضية هي معرفة أماكن القوة والضعف في الفرق التي سيواجهانها وخصوصاً الفرق المماثلة بالمصير، فهذه النقاط مضاعفة وهي تقي بالدرجة الأولى من خطر الهبوط، لذلك فإن التهاون في أي مباراة قادمة لن يكون في مصلحة الفريقين، فالصراع في جدول الترتيب حامي الوطيس والفرق تتبادل فيما بينها المواقع أسبوعاً بعد آخر.

الخطر الحقيقي يداهم فريق النواعير المبتعد عن بقية الفرق وحظوظه بالبقاء مماثلة لحظوظه بالهبوط، وأوضاع الفريق الإدارية والمالية ساهمت كثيراً بالوضع الذي وصل إليه، فمنذ البداية لم يدخل الفريق الدوري كما يجب ولم يجهز فريقاً يثبت وجوده وبدأ الفريق الدوري بمن حضر من لاعبين وضمن إمكانيات النادي الفنية، ورغم مساحة التشاؤم الوافرة التي تحيط بعشاق النواعير إلا أن الأمل ما زال موجوداً بتجاوز هذه المحنة.

كل المراقبين يعتقدون أن عفرين سيكون أول الفرق الهابطة إلى الدرجة الأولى، وهذا الأمر مفروغ منه، ففريق بعد خمس عشرة مباراة لم يحقق أي فوز ليس جديراً أن يكون في الدوري، وعذراً من محبي النادي وعشاقه أن إدارة النادي لم تحسبها «صح» عندما تأهل الفريق إلى الدرجة الممتازة وعلى ما يبدو أن الخبرة لم تسعفها، أو إن تفرد رئيس النادي بالقرار وتهديده الدائم بالاستقالة هو الذي أوصل الفريق إلى هذه المنزلة التي لا يستحقها.

من الطبيعي أن الفريق دفع بسبب مجمل المشاكل الإدارية والصعوبات المالية ثمناً باهظاً، فكانت النتيجة التي آل إليها الفريق أمراً طبيعياً، وإذا كانت الإدارة قد هددت اللاعبين بوقف مستحقاتهم المالية بعد الخسارة أمام حطين، فما هي فاعلة بعد الخسارة أمام حرجلة في حلب؟

وهذا الكلام ينطبق على كل فريق ينوي الصعود إلى الدرجة الممتازة، فالتأهل إلى الممتاز ليس إنجازاً وحده، إنما الإنجاز هو إثبات الذات وتحقيق حضور مشرف، وللأسف قد نجد أن الناديين اللذين صعدا الموسم الماضي من الدرجة الأولى (النواعير وعفرين) سيعودان إليه مجدداً وذلك لأنهما لم يحسبا هذا التأهل ضمن الحسابات الصحيحة.

العثرة الأولى

الوثبة وتشرين كل منهما ينتظر عثرة من الآخر، الوثبة ليبتعد بالصدارة عن مطارده تشرين وليوسع الفارق بالنقاط وتشرين ليعتلي الصدارة ويطير بها فالمباراتان القادمتان للفريقين ليستا بالعسيرتين وإن كان ينطبق عليهما مقولة السهل الممتنع، الوثبة يواجه الطليعة في حمص، وتشرين يحل ضيفاً على الشرطة، والاستمرار بالمقدمة يدفع أهلها لأداء جيد لا يشوبه التعاون والتراخي، الطليعة يبحث عن بصمة، والشرطة عن مفاجأة، بصمة الطليعة بخرق شباك المتصدر وإيقافه ولو بالتعادل وهذا وحده إنجاز ومفاجأة الشرطة أن ينزل الهزيمة الأولى بتشرين هذا الموسم وقد يفعلها وهو محتاج إلى النقاط وخصوصاً أنه فرض على البحارة التعادل في الذهاب باللاذقية بهدف لهدف سجل للشرطة صياح نعيم ولتشرين باسل مصطفى، الوثبة فاز على الطليعة ذهاباً بحماة بهدفين لهدف سجل للوثبة وائل الرفاعي وصبحي شوفان وسجل للطليعة أمين الحداد.

الجيش الثالث مباراته مع الحرجلة مؤجلة كما ذكرنا في مقدمة الموضوع، أما الوحدة فسيواجه عفرين في ملعب الجلاء، ولن يجد الوحدة أسهل من هذه المباراة ليحقق فوزاً كبيراً يطرب به عشاقه، في الذهاب فاز الوحدة 3/1 سجل له: علي رمضان وأيمن عكيل ويحيى الكرك وسجل لعفرين حسام السمان.

كل الطرق تقود إلى فوز الوثبة وتشرين والوحدة وغير ذلك سيكون من المفاجآت الصاعقة في الدوري.

النقاط المضاعفة

الجاران حطين وجبلة في مباراة المصير والهموم المشتركة، وهما بأمس الحاجة إلى نقاط الأمان، ومن الممكن أن نرى بصمات مدرب جبلة الجديد الأولى في هذه المباراة مع حرص حطين على الظفر بها ليقترب أكثر من الأماكن الدافئة وليرد اعتباره من خسارته ذهاباً بهدف مصطفى الشيخ يوسف الذي أضاع ركلة جزاء بالمباراة ذاتها.

الكلام نفسه ينطبق على مباراة الحمدانية بين الاتحاد والفتوة، ولسان حال عشاق الاتحاد يقول: إذا لم نفز في هذه المباراة فمتى نفوز؟ نقاط المباراة مهمة جداً وهي ثمينة لمن يحوز عليها، في الذهاب تعادلا بهدف لهدف، سجل للفتوة محمد زينو من جزاء وعادله محمد ريحانية للاتحاد.

آخر المباريات مسرحها ملعب حماة البلدي وفيها يستضيف النواعير الغارق في الخطر ضيفه الكرامة الباحث عن حفظ ماء وجهه أمام جماهيره الحزينة.

النواعير في وضع يؤهله لتقديم مباراة كبيرة على أمل الفوز كخطوة أولى في طريق النجاة، والكرامة في وضع محرج يدفعه لتقديم أفضل ما عنده وصولاً إلى الفوز الذي حققه ذهاباً 3/1 سجل له حارث النايف وعمرو جنيات وإبراهيم الزين وسجل للنواعير حذيفة مخلوف، وكل الاحتمالات واردة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن