نقيب الأطباء البيطريين في السويداء يدق ناقوس خطر أزمة في تأمين اللحوم والحليب ومشتقاته … بكري لـ«الوطن»: الابتزاز عنوان بازار المواشي والتجار يشترون المواشي لتهريبها خارجاً
| عبير صيموعة
بيّن رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين في السويداء الدكتور وائل بكري أن ارتفاع أسعار الأعلاف أوقع مربي الثروة الحيوانية في قبضة التجار والسماسرة، موضحاً أن عجز المربين عن تأمين الأعلاف بالكميات المطلوبة لقطعان مواشيهم دفعهم إلى اللجوء إلى بيع قسم منها في سوق المواشي، وجعلهم تحت رحمة التجار الذين فرضوا أسعاراً وصفها بالميتة، مستغلين حاجة المربين للسيولة المالية لتأمين متطلبات باقي القطيع فضلاً عن حاجتهم الماسة لتأمين المتطلبات المعيشية لأفراد أسرهم جراء الغلاء الفاحش الذي طرأ على جميع المواد الغذائية.
وأوضح بكري أن الابتزاز كان عنوان بازار سوق بيع المواشي أمس في المحافظة حيث لم يتم دفع أكثر من 125 ألف ليرة للرأس الواحد من الأغنام، مؤكداً التفاوت الكبير وغير المبرر بين سعر الرأس الحي المعد للبيع وبين سعر كيلو اللحم لدى القصابين حيث لم يؤد انخفاض أسعار الرأس الحي من المواشي إلى انخفاض سعر اللحوم.
وأبدى بكري تخوفه من الواقع الذي آلت إليه أسواق المواشي والذي يمكن أن يدفع بالضرورة إلى قيام السماسرة بجمع المواشي وتهريبها خارج المحافظة ومن ثم خارج القطر مستغلين اضطرار المربين لبيع فطعانهم بسبب النقص في الأعلاف وعدم قدرة المراعي على تأمين الغذاء لتسمين المواشي، مؤكداً أن البيع سيخلق أزمة كبيرة في تأمين اللحوم الحمراء للأسواق فضلاً عن أنه سيخلق كارثة بقضية تأمين حليب الأغنام ومشتقاته في القادم من الأيام سواء من الألبان أم الأجبان والسمن الحيواني.
كما أشار بكري إلى توقف مسالخ الفروج أمس عن عمليات الذبح جراء عدم وجود الفروج الحي والذي يعود إلى إحجام كثير من المربين عن عمليات التربية بسبب غلاء الأعلاف واحتكار التجار الموردين للمادة إضافة إلى غلاء باقي مستلزمات العملية من محروقات وأدوية وصوص التربية.
بدوره المشرف وصاحب عدد من مداجن تربية الفروج وعضو مجلس النقابة في المحافظة الدكتور البيطري رسلان رسلان أكد لـ«الوطن» أن قطاع الدواجن يواجه كارثة حقيقية بسبب نقص الأعلاف الذي يعود إلى العملية العسكرية في أوكرانيا بالدرجة الأولى لأن روسيا تعتبر المصدر الرئيسي لتوريد الأعلاف إلى البلاد يضاف إليها احتكار المستوردين للمادة وحجزها في مستودعاتهم بهدف رفع أسعارها فضلاً عن قيام المؤسسة العامة للأعلاف التي من المفترض أن تكون صمام الأمان للمربين بتوقيف بيع المقنن العلفي للمربين من الدورة العلفية المتضمنة الذرة والصويا بحجة الإعلان عن مناقصة لشراء 100 ألف طن من الذرة والشعير وفول الصويا الأمر الذي يؤكد بالضرورة ارتفاع أسعارها كما سيؤدي بالضرورة إلى ارتفاع سعر الفروج الحي، مبيناً أن السويداء هي المحافظة الوحيدة التي لم تحصل على مخصصاتها من الدورة العلفية السابقة حتى هذا التاريخ رغم وجودها في مستودعات دمشق.
وبيّن رسلان أن المربي يعتبر الخاسر الأكبر في حلقة الإنتاج، والتاجر هو الرابح الوحيد إذ لا يتجاوز سعر الكيلو الفروج الحي في المداجن 7200 ليرة بينما يصل سعره لدى محال البيع إلى 10 آلاف ليرة بعد إضافة هامش الربح على أسعار مسالخ الفروج الخاصة في المحافظة.