عربي ودولي

الناتو أكد مشاركة أوكرانيا في اجتماعه القادم.. وعضويتها في «الأوروبي» ستكون بين أولويات قمة باريس اليوم … لافروف يصل أنطاليا التركية ويلتقي اليوم كوليبا … روسيا: مهتمون بإجراء جولات مفاوضات جديدة مع كييف

| وكالات

قبيل وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مدينة أنطاليا التركية، مساء أمس، للمشاركة في اجتماعات تركية روسية مشتركة، ويلتقي على هامشها وزير خارجية أوكرانيا، كانت موسكو تؤكد اهتمامها بإجراء جولات جديدة من المفاوضات مع كييف، بينما لفتت الأخيرة إلى أنها تستعد لجولات مقبلة من أجل السلام، في حين أكد الناتو مشاركة وزيري دفاع أوكرانيا وجورجيا في اجتماع لوزراء دفاعه المزمع عقده في 16 الجاري، ليعلن الاتحاد الأوروبي أن مسألة منح أوكرانيا عضوية الاتحاد ستكون بين أولويات جدول أعمال قمة التكتل غير الرسمية المرتقبة في باريس اليوم.
وذكرت وكالة الأنباء التركية «الأناضول»، إن لافروف وصل إلى ولاية أنطاليا التركية جنوبي البلاد، للمشاركة في اجتماع مجموعة التخطيط الاستراتيجي التركية الروسية المشتركة اليوم الخميس، بحضور وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
وذكر بيان للخارجية الروسية أمس، أن الاجتماع المقرر، سيتناول قضايا إقليمية وعالمية مختلفة تتصدرها الأزمة السورية إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار البيان إلى أن جاويش أوغلو ولافروف سيتناولان الأزمات الإقليمية والعالمية، والعلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا، ويتبادلان وجهات النظر حيال الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوكرانيا والقوقاز وآسيا الوسطى وقبرص.
من جهتها قالت وكالة «فرانس برس» إن لافروف سيجري (اليوم) الخميس محادثات مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا في أول لقاء يجمع الوزيرين منذ بدء العملية الروسية في أوكرانيا.
وقبل وصول لافروف إلى تركيا قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، حسب موقع «روسيا اليوم»: إن روسيا مهتمة بإجراء جولات مفاوضات جديدة مع أوكرانيا في أقرب وقت، مضيفاً: إن ذلك مرتبط بمدى استعداد كييف.
وأضاف بيسكوف في تصريح صحفي أمس الأربعاء: «لقد كان الجانب الروسي ولا يزال مهتماً بمواصلة المفاوضات، الموقف الروسي واضح للغاية، وقد تم لفت انتباه المفاوضين الأوكرانيين إليه، ونحن مهتمون بإجراء جولات جديدة من الاتصالات بمجرد أن يكون مفاوضونا الأوكرانيون جاهزين لذلك».
على خط مواز قال بيسكوف، إن احتمال استخدام أوكرانيا لمطارات عسكرية لدول أخرى هو أمر غير مرغوب فيه، وسيناريو قد يكون خطيراً، وأضاف في تصريح أمس رداً على سؤال حول احتمال إمداد بولندا بمقاتلات «ميغ29» لأوكرانيا: لقد قدمت وزارة الدفاع تفسيراً حول إمكانية استخدام أوكرانيا بعض المطارات الأخرى في طلعات الطائرات المقاتلة، هذا سيناريو غير مرغوب فيه للغاية ومن المحتمل أن يكون خطيراً.
وأعلنت وزارة الخارجية البولندية، أول من أمس الثلاثاء، أن سلطات بولندا مستعدة لإرسال جميع طائراتها من طراز «ميغ29» إلى ألمانيا في قاعدة رامشتاين الجوية على الفور ومن دون مقابل، وجعلها تحت خدمة الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه شدد رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيكي على أن بلاده تعتبر هذا الخيار صحيحاً، لأنها بذلك لن تكون مشاركة في الصراع في أوكرانيا، وليست مستعدة لاتخاذ قرارات بشكل مستقل بشأن إمداد كييف بالأسلحة الهجومية.
وقبل ذلك قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، إن استخدام شبكة المطارات الخاصة بالدول المجاورة لمصلحة الطيران العسكري الأوكراني واستخدامها بعد ذلك ضد القوات الروسية يمكن اعتباره تورطاً لهذه الدول في نزاع مسلح.
وحول وقف الولايات المتحدة استيراد النفط والغاز الروسيين، صرح بيسكوف أمس بأن روسيا ستعمل على أساس مصالحها عند الرد.
بدوره قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أمس إن وفد بلاده سوف يعد لإجراء جولات جديدة من المفاوضات مع روسيا من أجل السلام.
وحسب وكالة «نوفوستي» أضاف زيلينسكي في خطاب متلفز أمس: لقد عاد أعضاء وفدنا ليلاً من المفاوضات التي جرت في بيلاروس وسوف أستمع إلى تقريرهم، وسوف نستعد لجولات مقبلة من المفاوضات من أجل أوكرانيا ومن أجل السلام.
وفي وقت سابق صرح ممثلو كل من موسكو وكييف بأن الجولة الثالثة من المحادثات الروسية الأوكرانية، التي عقدت في بيلاروس يوم الإثنين الماضي، لم تحقق النتائج المرجوة، وأعرب الجانبان عن استعدادهما لمواصلة الاجتماعات.
في السياق صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن الاعتماد على تصريحات زيلينسكي العلنية غير ممكن بسبب «الحالة الخاصة» لرئيس أوكرانيا.
وحسب وكالة «تاس» أوضحت زاخاروفا قائلة: «من الجلي أن حالة زيلينسكي غير متزنة، وفي أي حالة، وأي تصريح يدلي به، كل ذلك يشير إلى عدم وجود إمكانية للاعتماد بشكل جاد على مثل هذه التصريحات وأخذها على أنها حقيقة تامة أو تعبير عن موقف تمت بلورته بالفعل».
من جانب آخر قالت زاخاروفا أمس إن ما أعلنت عنه موسكو حول المختبرات البيولوجية في أوكرانيا قرب الحدود الروسية، تأكدت في كلمة نائبة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، التي أقرت بوجود «منشآت أبحاث بيولوجية».
وأضافت: ما تم اكتشافه في هذه الأيام أكد صحة مخاوفنا التي عبرنا عنها مراراً، فيما يتعلق بتطوير الولايات المتحدة على أراضي أوكرانيا مواد بيولوجية للأغراض العسكرية وتحت رعاية جهاز الاستخبارات الأميركية.
كذلك أعلنت زاخاروفا أن القوات الروسية سيطرت على عدد من المنشآت النووية في أوكرانيا لمنع الاستفزازات، مشيرة إلى أن موسكو كانت على علم باحتمال حدوث اعتداءات في مواقع نووية بأوكرانيا لإثارة الفوضى واتهام روسيا.
واتهمت زاخاروفا النظام في كييف بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، وقالت: إن مسؤولين في بعض المدن الأوكرانية هددوا بقتل المدنيين الذين يتوجهون إلى روسيا.
وانتقدت سياسة الدول الغربية، مشيرة إلى أن زعماء بعض الدول يدعمون مشاركة مواطني بلادهم في القتال بأوكرانيا، وحملت المسؤولين الغربيين مسؤولية مقتل مواطنيهم المشاركين في القتال بأوكرانيا.
في سياق متصل قال المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الأربعاء، إن بلاده لن ترسل طائرات حربية إلى أوكرانيا، معرباً عن أمله بإحراز تقدم في المفاوضات الروسية الأوكرانية.
وأوضح في حديثه للصحفيين ببرلين أن ألمانيا قدمت الكثير من المساعدة لأوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة، لكنها لن تقدم طائرات مقاتلة، مضيفاً: علينا أن نفكر ملياً فيما يتعين علينا القيام به، وهذا بالتأكيد لا يشمل الطائرات المقاتلة.
وأشار المستشار الألماني إلى أن الكل يدرك أن الحل العسكري للصراع لا معنى له، قائلاً: نحن بحاجة إلى حل دبلوماسي، ونبذل جهوداً متضافرة من أجل ذلك جنباً إلى جنب مع شركائنا الدوليين، وأعرب عن أمله بأن يكون هناك حل في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا للخروج من هذا الوضع.
على خط مواز أكد حلف الناتو أمس مشاركة وزيري دفاع أوكرانيا وجورجيا في اجتماع لوزراء دفاعه في 16 آذار الجاري، وقال الحلف في بيان إن «اجتماع مجلس حلف شمال الأطلسي سيعقد على مستوى وزراء الدفاع يوم الأربعاء 16 آذار 2022، وسيجتمع الوزراء شخصياً»، مضيفاً: إن وزراء دفاع جورجيا وأوكرانيا وفنلندا والسويد، إضافة إلى رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، سيشاركون في الاجتماع.
في غضون ذلك أعلن مسؤول رفيع المستوى بالاتحاد الأوروبي أن مسألة منح أوكرانيا عضوية الاتحاد ستكون بين أولويات جدول أعمال قمة التكتل غير الرسمية المرتقبة في باريس اليوم الخميس وغداً الجمعة.
وفي تصريحات صحفية أمس أوضح المسؤول أن رؤساء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء سينظرون في القضية المذكورة بعد تقديم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب عضوية بلاده في الاتحاد، وأضاف: إن جزءاً من الدول تريد أن تتم العملية بسرعة، فيما يرى بعض الزعماء الأوروبيين أن الموضوع يحتاج إلى دراسة ويتطلب وقتاً إضافياً.
ورداً على سؤال عما إذا كان النظر في طلبات أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا سيتم مع بعض أم على حدة، قال المسؤول: كل دولة يجب أن تمر بعملية وسيطلب مجلس الاتحاد الأوروبي من المفوضية الأوروبية أن تقيم وضع كل من الدول الثلاث على حدة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 49 منشأة عسكرية أوكرانية تم تدميرها بغارات الطيران الحربي الروسي أمس الأربعاء، كما عثرت قوات الحرس الوطني الروسي على عدد كبير من الأسلحة في محطة زابوروجيه النووية الأوكرانية، وتمت مصادرة أكثر من 500 قطعة سلاح من بينها بنادق آلية وقاذفات قنابل يدوية ومدافع رشاشة ومسدسات، بما في ذلك أسلحة الناتو.
وقال ممثل قوات الحرس الوطني الروسي للصحفيين أمس إن المسلحين جهزوا منصات إطلاق نار لاستهداف وحدات توليد الكهرباء، كما تم إطلاق النار على القوات الروسية من المباني الإدارية، وبعد السيطرة على الوضع تم نقل الأسلحة الخاصة بالحرس الوطني الأوكراني إلى مبنى خاضع للحراسة.
ونوه ممثل قوات الحرس الوطني الروسي بأن موظفي المحطة يعملون بشكل طبيعي، وأن الوضع فيها يخضع للسيطرة الكاملة من وحداته، لافتاً إلى أنه وبعد السيطرة، سلم جنود الحرس الوطني الأوكراني الذين يحرسون المنشأة أسلحتهم وتم إطلاق سراحهم لاحقاً من القوات الروسية.
وسبق أن صرحت وزارة الدفاع الروسية بأن سلطات كييف حاولت تنفيذ «استفزاز في غاية الوحشية» من الأراضي المجاورة لمحطة «زابوروجيه» للطاقة النووية.
من جانبها أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أنها لا ترى أي تأثير خطير على أمن محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية بسبب انقطاع الكهرباء في المنشأة، وأضافت إنها تعتقد أن الحمل الحراري للحوض الذي يتم فيه تخزين الوقود المستهلك وحجم سائل التبريد كافيان لإزالة الحرارة بشكل فعال من دون إمداد الكهرباء.
وذكرت الوكالة عبر «تويتر»، أمس، أن أوكرانيا أبلغتها بانقطاع التيار الكهربائي في محطة الطالقة النووية تشيرنوبيل التي شهدت كارثة عام 1986.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن