ثقافة وفن

جديد «صفصاف الخابور» الثقافية بالحسكة … لعبة المنقلة «البوّيتة» التراثية الشعبية ومعرض فني لإبراز جمالية الخط العربي

| الحسكة - دحام السلطان

تناولت جمعية «صفصاف الخابور» الثقافية في دورية نشاطها الأدبي، الذي اعتادت على أن تُطلع المتابع والجمهور المهتم على الحالة الثقافية والشأن التراثي الشعبي ومدى ارتباطه بثقافة الجزيرة السورية الشعبية كحالة إرثية عامة، من خلال المعرض الفني الذي أقامته الجمعية بالتعاون مع فرع اتحاد الفنانين التشكيليين ومركز «سوا شباب» التابع لجمعية المودة الخيرية، والذي تناول في مضمونه ما ينوف عن الـ 50 لوحة فنية تشكيلية، تضمّنت ألواناً وأنماطاً متنوعة لفنون الخط العربي وأشكاله المختلفة، باعتباره الفن الذي لا يزال حاضراً في الذاكرة الشعبية والحياتية اليوم.

المعرض الفني الذي أقيم في صالة مركز «سوا شباب»، وشارك فيه 30 خطاطاً وفناناً تشكيلياً من مبدعي هذا اللون الفني بالمحافظة، يعتبر الثالث من نوعه الذي تقيمه جمعية «صفصاف الخابور الثقافية»، حيث امتاز بعرض لنماذج لونية متنوعة ومختلفة لأشكال رسم وتشكيل فن الخط العربي بأنواعه والمدارس التي ينتمي إليها كل فن على حدة، وقدم أيضاً حالة من التمازج اللوني لهذا الفن الإبداعي من منظار لغة الفن التشكيلي الإبداعية أيضاً، وجاء ليؤكد هنا جمالية وانسيابية هذين اللونين من الفن لدى وجدان ونظرة المتلقي وتكريس حالة الذوق لديه للحالة برمتها.

وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية «صفصاف الخابور» الباحث أحمد الحسين في تصريح لـ«الوطن»: أن المعرض هو الثالث من نوعه الذي يتناول الخط العربي، ضمن نشاط الجمعية المقام بالتعاون مع عدد من الشركاء في المجتمع الأهلي والمحلي، وما ميّزه اليوم هو زيادة عدد المشاركين عن السنوات السابقة، حيث وصل عدد المشاركين فيه إلى30 خطاطاً وفناناً، وتميّز أيضاً بتنوع وتعدد التجارب التي عكست جمالية الخط العربي الإبداعية بأشكاله وأنواعه كخط وحرف في آن واحد.

وأشار الحسين إلى أن المعرض تناول في مضمونه أيضاً، حزمة لونية ذات تأثير مباشر على المتلقي، اشتملت على عرض مباشر من العبارات التي تناولت القيم والحكم والمثل والأخلاقيات، التي بدورها تعطي إلى جانب المتعة البصرية متعة فكرية وقيمية لدى الجمهور، الذي أصبح بطبعه الفطري ويتوق بحسه البصري إلى متابعة كل جديد، لاسيما غير المألوف لديه من ذي قبل.

وأوضح المشارك الفنان والخطاط أحمد الحمور، أن المعرض اشتمل على مشاركة لخامات فنية متنوعة، منها الحروفيات والقصبة وغيرها من تقنيات رسم الخط الذي يعد من أجمل أنواع الفنون القابلة للتطوير والمزج، مشيراً إلى أنه شارك في المعرض بثلاث لوحات، اثنتان برسم الحروفيات والثالثة بخط الثلث.

فيما أشار المشارك الخطاط والفنان مروان العساف، إلى أن المعرض امتاز بالجودة الفنية والمتميّزة من قبل جميع المشاركين فيه، مبيناً أنه هذه المشاركة هي الأولى له من خلال لوحتين بفن الخط العربي، وأن لديه أيضاً أربع مشاركات من خلال أربعة أطفال متدربين لديه على فنون الخط العربي الأول بعمر 12 عاماً والثاني والثالث بعمر 11 عاماً والرابع بعمر 10 سنوات.

وبيّن المشارك الفنان والخطاط عبد الرحمن بتورة، أن أهمية إقامة المعرض تأتي من أهمية اللغة العربية والخط العربي الذي تتميز به الأمة العربية بشكل خاص، وهو فن جميل قائم بحد ذاته، وما يضيف للمعرض قيمة مضافة هي المشاركة الكبيرة للفنانين والخطاطين الذين يمثلون مختلف مدارس الخط العربي، لافتاً إلى أن مشاركته كانت عبر عملين مزج خلالهما الخط العربي بالفن التشكيلي عبر أسلوب وتقنيات معينة أظهرت جمالية الخط العربي بصورة أفضل.

وفي سياق نشاط «جمعية صفصاف الخابور» الآخر وبهدف الحفاظ على الموروث الشعبي التقليدي العريق وتعزيز التراث الحضاري السوري، تناول نشاط الجمعية الذي أقامته بالتعاون مع جمعية «البر والإحسان الخيرية» بطولة لعبة المنقلة «البوّيتة» التراثية، بمشاركة 24 لاعباً ومن مختلف الأعمار، في مقر مقهى قاسيون الشعبي وعلى مدار يومين، وسط أجواء تنافسية وحضور شبابي لافت للنظر يسعى للحفاظ على موروث أجداده، ساعية الجمعية من خلال إقامة هذه البطولة نحو الانطلاق باتجاه فضاءات جديدة لتنفيذ الأنشطة في المقاهي الشعبية، وإعطائها بعداً ثقافياً واجتماعياً إضافة لدورها الاعتيادي المعروف.

وبيّن أحمد الحسين رئيس مجلس إدارة «صفاف الخابور» أن الهدف من إقامة هذه اللعبة، يأتي للحفاظ على الموروث الشعبي التقليدي، وأهمية إحيائه من خلال هذه اللعبة الشعبية القديمة بما يحمله ذلك من مدلولات قيمية، لعل أهمها استمرارية هذه اللعبة وتوارثها عبر الأجيال، لافتاً إلى أن هذه اللعبة تتميز ببساطتها، وهي لعبة ثنائية بين لاعبين اثنين، وليس لها زمن محدد أو فئة عمرية محددة، بل هي لعبة للرجال والنساء، للصغار والكبار، على حد سواء كما أنها لعبة تمارس في جميع الأوقات، ولها انتشار في الأرياف أكثر من المدن، وتعتبر من الألعاب التي تعتمد على البداهة والذكاء واغتنام الفرصة المناسبة ومن أساسيات عمليات الحساب الذهني.

ولفت الحسين إلى أن بطولة العام الحالي، تميّزت بزيادة عدد المشاركين من مختلف الأعمار، وأصبح لها حالة تنافسية وحضور جماهيري يعمل على انتشارها وتنامي دورها على مستوى الرقعة الجغرافية للمحافظة بكثافة، إن كان على صعيد المدن وعلى صعيد الريف أيضاً.

من جانبه حسين علكش المدير التنفيذي لجمعية «البر والإحسان» الخيرية برأس العين، أكد أن لعبة المنقلة «البوّيتة»، تعتبر من الألعاب الشعبية المتميزة ذات الحضور الاجتماعي من خلال جمهورها ولاعبيها ومتابعيها، فهي يمكن أن تقام في أي مكان ولا تحتاج إلى مستلزمات كثيرة، كما أنها من الألعاب الرياضية الثقافية التراثية، مبيناً أن عملية الحفاظ عليها يعد جزءاً أساسياً من أساسيات المحافظة على هويتنا الوطنية الحضارية، كما تساهم إقامة مثل هكذا نشاطات على نشر المحبة والتلاقي وتمتين التماسك المجتمعي بين المشاركين الذين يمثلون مختلف أطياف المحافظة الاجتماعية ولونها الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن