صحيح أننا بتنا ضيوف شرف على ما تبقى من تصفيات الدور الحاسم المؤهل إلى نهائيات كأس العالم عن القارة الآسيوية، لكن الأصح أن منتخبنا الوطني هو الذي سيحضر أمام لبنان يوم 24 الحالي وأمام العراق يوم 29 منه، والمطلوب في كلتا المباراتين أن يبحث منتخبنا عن ردّ الاعتبار، وعن إعادة الحد الأدنى من الثقة لجمهوره، فالخروج من تصفيات المونديال ليس نهاية العالم وليس نهاية مشوار منتخبنا، ونعتبر هاتين المباراتين في إطار استعداداته للنهائيات الآسيوية، وعليه أن يزرع فينا من خلالهما القدرة مجدداً على متابعته.
حالة من اليأس الكبير أصابتنا جميعاً، لأن منتخبنا سجل الحضور الأسوأ له بتاريخ التصفيات المونديالية، وترافق ذلك بحالة فوضى غريبة على الصعيد الإداري والمؤسساتي، ولم نستطع في أي جانب من جوانب هذا المنتخب أن نمتلك ولو نسبة ضئيلة من مقومات (الاحترام) بكل أسف.
خرجنا من تخبطات الاتحاد الكروي المقال إلى ما هو أبشع وأسوأ مع اللجنة المؤقتة في اتحاد كرة القدم، وهنا وهناك حضرت المحسوبيات، والأفعال المراهقة، والضياع الإداري، وكثرت التصريحات التي لا معنى لها، ولم نسمع جملة مفيدة، ومازالت اللجنة المؤقتة، المكلفة تسيير أمور اتحاد كرة القدم تسجل المواقف الغريبة، وآخرها بيع حقوق مباريات الدوري لعدة مواسم في انتهاك صارخ لصلاحيات وحقوق الاتحاد الذي سيُنتخب في نهاية أيار القادم، والأغرب من هذا كله أن هذا الأمر يتمّ تحت أعين الاتحاد الرياضي العام، وموافقته، وربما بتوجيه منه، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة، وفي مقدمتها الاتهام غير المعلن للجنة المؤقتة بأنها سعت إلى تحصيل نسبة خاصة بها من جراء بيع حقوق الدوري وإلا فكيف أقدمت على ذلك وناقضت نفسها عندما تحدثت عن أنها لن تلزم الاتحاد الجديد بمدرب ولهذا طلبت من غسان معتوق أن يقود المنتخب في هاتين المباراتين..؟
لا نتهم أحداً، ولكننا نقرأ ونستنتج، ونستفسر، ونأمل أن تأتينا الأجوبة واضحة ومن دون مواربة.