الجيش الروسي تقدم في أوكرانيا.. وزيلينسكي: تطور في الاتصالات مع موسكو.. وأذربيجان تتوسط … بوتين لماكرون وشولتز: الضغط على كييف لوقف الأعمال الإجرامية للكتائب القومية
| وكالات
قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت، للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، دلائل وحقائق لقيام سلطات أوكرانيا بتنفيذ انتهاكات جسمية للقانون الدولي الإنساني، داعياً إياهما إلى الضغط على سلطات كييف لوقف الأعمال الإجرامية للكتائب القومية الأوكرانية، على حين أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن إحراز بعض التقدم في الاتصالات مع روسيا.
الحراك السياسي تزامن مع تقدم للقوات الروسية على أرض الميدان حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة الروسية تقدمت 21 كيلومتراً إضافية في عمق أوكرانيا، خلال الساعات الـ24 الماضية، وتقترب أكثر من كييف، كما قامت بتعطيل 3491 من منشآت البنية العسكرية الأوكرانية منذ بداية العملية الخاصة في أوكرانيا، محذرة من أن قوافل الأسلحة إلى أوكرانيا قد تصبح هدفاً عسكرياً للجيش الروسي.
فقد نقلت قناة «روسيا اليوم» عن بيان للرئاسة الروسية قوله أمس السبت: إن ماكرون وشولتز أثارا خلال مكالمة هاتفية ثلاثية جرت أمس السبت مع بوتين مسائل متعلقة بالوضع الإنساني في مناطق إجراء العملية العسكرية الروسية، مضيفة: إن بوتين بدوره أطلعهما على واقع الوضع هناك.
وأشار البيان إلى أن الرئيس الروسي كشف خصوصاً عن حالات متعددة لانتهاك معايير القانون الإنساني الدولي بشكل فاضح من قبل القوات الأوكرانية، بما يشمل الإعدام خارج نطاق القضاء للذين لديهم آراء مختلفة، واحتجاز رهائن واستخدام مدنيين كدروع بشرية، ونشر أسلحة ثقيلة في أحياء سكنية وعلى مقربة من مستشفيات ومدارس ورياض أطفال، إلخ».
وجاء في البيان: «في الوقت نفسه، تفشل الكتائب القومية بشكل ممنهج العمليات الرامية إلى إنقاذ المواطنين وترهب المدنيين الراغبين في الإجلاء».
وأشار البيان إلى أن بوتين حث الزعيمين الفرنسي والألماني على التأثير على سلطات كييف لوضع حد لمثل هذه الأعمال الإجرامية، وأشار البيان إلى أن بوتين وشولتس وماكرون اتفقوا على مواصلة اتصالاتهم بشأن الملف الأوكراني.
وقبل المكالمة الثلاثية، تواصل شولتس وماكرون هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وسبق أن أجرى الزعماء الثلاثة الخميس الماضي مكالمة أخرى بشأن تطورات الوضع في أوكرانيا، وطالب ماكرون وشولتس خلال ذلك الاتصال موسكو بوقف إطلاق النار فوراً.
وإجمالاً، أجرى ماكرون تسع مكالمات هاتفية مع بوتين منذ السابع من شباط الماضي، على خلفية التصعيد في أوكرانيا، وفقاً لقصر الإليزيه.
من جهتها، أكدت الخارجية الروسية أن المقترحات التي تقدمت بها موسكو إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو بهدف وضع نظام ضمانات أمنية متبادلة للحفاظ على الأمن في القارة الأوروبية لم تعد قائمة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في حوار مع القناة الأولى الروسية أمس السبت: «لا أستطيع القول إن المقترحات التي تحدثتم عنها لا تزال قائمة، لأن التوازن تغير جذرياً والوضع حالياً مختلف تماماً، والمهمة تكمن الآن في ضمان تحقيق الأهداف التي طرحتها قيادتنا قبل بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وهذه الأهداف أعلنت مراراً ومعروفة جيداً».
وأكد ريابكوف، غياب أي مشاورات أو محادثات بين موسكو وواشنطن بشأن الوضع في أوكرانيا حيث تجري روسيا عملية عسكرية حالياً.
وقال: «حذرنا الولايات المتحدة من أن تنظيمها لعمليات ضخ أسلحة من عدد من الدول إلى أوكرانيا لا يشكل خطوة خطيرة فحسب بل وخطوة تجعل من قوافل الأسلحة تلك أهدافاً عسكرية مشروعة للجيش الروسي».
وفي السياق أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن حصول تطورات تبعث على التفاؤل في الاتصالات مع الجانب الروسي الرامية إلى وضع حد للأعمال القتالية في بلده.
وأوضح زيلينسكي، خلال موجز عقده أمس السبت أن المفاوضين الأوكرانيين والروس بدؤوا بمناقشة مسائل محددة بدلاً عن طرح إنذارات نهائية، واصفاً هذه التغيرات في المواقف التفاوضية بأنها نهج جديد مختلف نوعيا، مشيراً إلى أن هذا النهج مطلوب لإنجاح التفاوض بين طرفي النزاع.
وأعرب زيلينسكي عن استعداده للتفاوض مع روسيا، مبدياً أمله في أن تنطلق عملية سلام بالأفعال وليس بالأقوال، محملاً موسكو المسؤولية عن رفض التفاوض معه في الآونة الأخيرة.
وأعلن زيلينسكي لأول مرة عن خسائر القوات الأوكرانية خلال العملية العسكرية الروسية، قائلاً إنها بلغت نحو ألف و300 عسكري.
في غضون ذلك أكد مساعد الرئيس الأذربيجاني للشؤون الخارجية حكمت حاجييف، أن بلاده مستعدة لعقد اجتماع بين روسيا وأوكرانيا، لما تتمتع به باكو من خبرة في عقد اجتماعات روسيا والناتو.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت أن قواتها قامت بتعطيل 3491 من منشآت البنية العسكرية الأوكرانية منذ بداية العملية الخاصة في أوكرانيا في 24 شباط الماضي.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان له: إن القوات الروسية استهدفت صباح أمس السبت بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة عدداً من مرافق البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، حيث تم تعطيل مطار فاسيلكوف العسكري جنوب العاصمة كييف والمركز الرئيس للاستخبارات الإلكترونية الأوكرانية في منطقة بروفوري شرق العاصمة.
وقال كوناشينكوف: إن القوات المسلحة الروسية تقدمت 21 كيلومتراً في عمق أوكرانيا، إضافية، خلال الساعات 24 الماضية.
وأعلن كوناشينكوف أن القوات المسلحة الروسية «وصلت إلى بلدات نوفودونيتســكي ونـوفـومايــورســكوي وبافلوفكــا، وتواصــل الهجــوم على جبهــة واسعة، على أكثر من جناح، مع مجموعة القوات العسكرية لجمهورية دونيتسك الشعبية».
وأضاف كوناشينكوف إنه خلال اليوم الماضي أسقط سلاح الجو والدفاع الجوي التابعين للقوات الفضائية الروسية 5 طائرات من دون طيار في الجو، اثنتان منها من طراز Bayraktar TB-2 إضافة إلى صاروخ تكتيكي Tochka-U.
وأصاب الطيران العملياتي والتكتيكي وطيران الجيش 145 منشأة تابعة للقوات الأوكرانية، بما فيها ثلاث منظومات صواريخ مضادة للطائرات من طراز Buk M-1، و8 مراكز قيادة وتحكم ومراكز اتصالات، و5 مستودعات للذخيرة ووقود ومواد تشحيم، و78 موقع تمركز للمعدات العسكرية.
وحسب البيان، فإن حصيلة الأهداف التي تم تدميرها منذ بداية العملية تضم 123 طائرة مسيرة، و1127 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و115 راجمة صواريخ، و423 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و934 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة.
وأشار البيان إلى أن قوات جمهورية دونيتسك الشعبية بدعم ناري من الجيش الروسي واصلت عملياتها الهجومية، وفرضت السيطرة على بلدتين وحاصرت أخرى من جهة الشرق والجنوب، بعد أن تقدمت لمسافة تبلغ 9 كم، فيما تقدمت القوات الروسية على عدة محاور في دونباس لمسافة 21 كم.
كما سيطرت قوات جمهورية لوغانسك على عدة بلدات مع تقدمها لمسافة 6 كم، وقالت قيادة القوات الشعبية في بيان أمس السبت، إن الخسائر في صفوف القوات الأوكرانية خلال الاشتباكات التي وقعت في المنطقة أول من أمس، بلغت 120 شخصاً.
من جانبه أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين، أمس السبت، أن القوات التابعة للجمهورية حررت 85 بلدة على أراضيها منذ بدء العملية العسكرية الروسية في منطقة دونباس في 24 شباط.
وقال بوشيلين لقناة «روسيا 1» التلفزيونية: «اليوم يمكن الحديث عن قيامنا بتحرير 85 بلدة، بما فيها مدينة فولنوفاخا، واليوم تعمل وزارة الداخلية هناك في إطار إجراءاتها الخاصة بها».
وأوضح بوشيلين أن ماريوبول لا تزال هي النقطة الأكثر سخونة بعد تحرير فولنوفاخا، وأنه من هذه الأخيرة، سيتم تطوير الهجوم في الاتجاه الغربي والشمالي الغربي نحو أوغليدار، قائلاً: «نقوم باصطياد، بكل ما في هذه الكلمة من معنى، عناصر الكتائب القومية المتعصبة المبعثرين والمحبطين، أما في ماريوبول، فنستمر في عملية التحرير».