سورية

إنشاء حلف عسكري لضرب  داعش محور لقاءات أولاند وبريطانيا تعرض على باريس فتح قاعدة في قبرص

وكالات :

يعتبر العمل على إنشاء حلف دولي عسكري واسع لضرب تنظيم داعش الإرهابي محور لقاءات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مع قادة عدد من الدول الكبرى هذا الأسبوع، والتي بدأت أمس بزيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى باريس عرض خلالها فتح «قاعدة أكتوريني الجوية» البريطانية في قبرص الجنوبية، أمام الطيران الفرنسي، على حين تنتظر باريس رداً من إسبانيا يظهر تعاونها في الحرب على داعش.
وقال كاميرون في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع أولاند في قصر الإليزيه، بحسب ما نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إنه عرض على فرنسا فتح «قاعدة أكتوريني الجوية» البريطانية في قبرص الجنوبية، لاستخدامها من الطيران الفرنسي في الغارات على مواقع داعش في سورية. وأضاف: إن برلمان بلاده سيصوت الأسبوع الحالي على مسألة تنفيذ بريطانيا غارات جوية على داعش في سورية، وذلك بعد أن أخفق في الحصول على موافقة البرلمان عام 2013 على شن ضربات جوية على الجيش العربي السوري. وتابع كاميرون: علينا فعل المزيد لحماية أمن أوروبا من الإرهاب، لافتاً إلى أنه بحث مع أولاند وضع إستراتيجية شاملة لمواجهة داعش في سورية والعراق. واعتبر أن التنظيم يعد تهديداً مباشراً لأمن بريطانيا.
يأتي عرض كاميرون في محاولة لإعادة إحياء صورة تحالف بريطانيا وفرنسا خلال حقبة استعمارية سابقة جمعتهما في الشرق الأوسط.
من جانبه، قال أولاند: إنهم لن يتهاونوا في موضوع الرقابة على حدود الاتحاد الأوروبي، مؤكداً ضرورة منع دخول الأشخاص الذين لهم صلة بالإرهاب إلى منطقة «شينغن» (الدول الأوروبية الموقعة على اتفاقية شينغن لحرية التنقل). وشدد أولاند على أن بلاده ستكثف غاراتها الجوية على داعش، لإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بالتنظيم، مرحباً بالجهود المشتركة بين لندن وباريس في مسألة مكافحة الإرهاب. وبيّن أولاند بحسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري: «سندقق في هوية القادمين إلينا لمنع دخول الإرهابيين إلى بلادنا حفاظاً على الأمن»، مؤكداً أنهم سيعززون جهودهم بشكل أكثر للقضاء على الإرهاب.
وأشار إلى أنه بحث مع كاميرون سبل مكافحة الإرهاب وما يجب على الحكومات الأوروبية فعله لمواجهة داعش، مؤكداً ضرورة توحيد الجهود المشتركة والتعاون الاستخباراتي بين الدول الأوروبية وتعزيز إجراءات مراقبة الحدود وحركة الملاحة الجوية. وذكرت صحيفة «الباييس» الإسبانية وفق «اليوم السابع»، أن فرنسا تنتظر من إسبانيا إظهار تعاونها في الحرب على داعش، وأن تطبق إسبانيا المادة 42\7 من معاهدات الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان يوفيس لو دريان: «دعونا نرى ماذا ستفعل إسبانيا، بشكل واضح إسبانيا من القوى الأوروبية التي تدعم الفرنسيين وخاصة في مالي، والآن لا بد من أن تكون معنا في الدفاع الأوروبي لضرب الإرهاب». وأشارت الصحيفة إلى أن كل دول الاتحاد الأوروبي أظهروا دعمهم الملموس لفرنسا، باستثناء إسبانيا.
وبعد لقائه كاميرون أمس، يجري أولاند محادثات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم في واشنطن ثم مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء في باريس ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس في موسكو. ومساء الأحد سيتناول العشاء مع الرئيس الصيني شي جينبينغ. وبعد عشرة أيام من تفجيرات باريس التي أدت إلى مقتل 130 شخصاً وجرح 350 آخرين والتي تبناها التنظيم، يريد أولاند إقناع القوى الكبرى بالتحالف لـ«تدمير» التنظيم الجهادي وإقامة تحالف دولي موسع «استثنائي» لضرب المتطرفين في سورية والعراق. وتعتبر باريس أنها باتت في موقع يؤهلها للمطالبة بانخراط أكبر لحليفها الأميركي الذي تعتبر ضرباته في سورية ضعيفة، بحسب مصادر حكومية فرنسية. أما زيارة موسكو فهي تهدف إلى «التعرف حقيقة على الموقف مع روسيا»، بحسب أحد هذه المصادر.
وفي سياق متصل يأمل أولاند خلال لقائه الرئيس الأميركي دفع واشنطن لتحرك أكبر لضرب التنظيم بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» البريطانية للأنباء. من جانبه أوضح أوباما الأسبوع الماضي في أنطاليا بتركيا رغبته في مساعدة فرنسا لكنه أشار إلى عدم وجود تغيير في الإستراتيجية الأميركية في محاربة داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن