الخبر الرئيسي

واشنطن: مستعدون لخطوات دبلوماسية تراها كييف مجدية.. باريس: عقوبات جديدة خلال ساعات! … موسكو: قوافل الأسلحة لأوكرانيا أهداف مشروعة والضمانات الأمنية لم تعد قائمة

| الوطن

تواصلت العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، من دون أي تغيير في الأهداف الموضوعة رغم استمرار التصعيد الأميركي – الأوروبي، واستخدام كل ما تطوله يدها من عقوبات لم تترك حتى الآن أي أثر ميداني يذكر على الأرض، وإنما دفعت الاقتصاد العالمي نحو مزيد من الإرباك.

التقدم الميداني الروسي المتواصل، وتصاعد وتيرة العقوبات، لم تمنع بالمقابل استئناف الاتصالات الدبلوماسية، حيث أشار الكرملين إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث آخر مستجدات الوضع في أوكرانيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، وذلك خلال مكالمة هاتفية جرت أمس، حيث بحثت المسائل المتعلقة بالوضع الإنساني في مناطق إجراء العملية العسكرية الروسية.

ووفق بيان الكرملين فقد كشف الرئيس الروسي عن حالات متعددة لانتهاك معايير القانون الإنساني الدولي بشكل فاضح من قبل القوات الأوكرانية، بما يشمل الإعدام خارج نطاق القضاء للذين لديهم آراء مختلفة، واحتجاز رهائن واستخدام مدنيين كدروع بشرية، ونشر أسلحة ثقيلة في أحياء سكنية وعلى مقربة من مستشفيات ومدارس ورياض أطفال، وجاء في البيان: «في الوقت نفسه، تُفشل الكتائب القومية بشكل ممنهج العمليات الرامية إلى إنقاذ المواطنين وترهب المدنيين الراغبين في الإجلاء».

ووفقاً للبيان، أطلع بوتين ماكرون وشولتس على سلسلة الاجتماعات الافتراضية التي جرت بصيغة مؤتمر الفيديو في الأيام الأخيرة بين مسؤولين روس وأوكرانيين، موضحاً البيان أن الزعماء الثلاثة في هذا الصدد «استعرضوا بعض المسائل المتعلقة بالاتفاقات قيد العمل بخصوص تطبيق المطالب الروسية المعروفة».

بالتوازي أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن مستعدة لاتخاذ الخطوات الدبلوماسية التي تراها كييف مجدية للحل في أوكرانيا، وقالت في بيان لها رداً على تصريحات رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي التي ذكر فيها أن الغرب لم يشارك بشكل كافٍ بحل الوضع في أوكرانيا: «إذا كانت هناك خطوات دبلوماسية يمكن اتخاذها وتجدها الحكومة الأوكرانية مفيدة، فنحن مستعدون لاتخاذها، وفي الوقت نفسه، تبقى النيات الروسية واضحة، إذا نظرنا إلى ما يحدث على الأرض».

وأضافت: «الولايات المتحدة تدعم الدبلوماسية والجهود الأوكرانية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا، وانسحاب القوات الروسية».

من جهته أكد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك استمرار المفاوضات الروسية الأوكرانية عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، حيث شكلت مجموعات عمل فرعية خاصة، وقال: «تتواصل المفاوضات مع الوفد الروسي من دون انقطاع عبر الفيديو، وتم تشكيل مجموعات عمل فرعية خاصة ومواقف أوكرانيا تحددها توجيهات سابقة صارمة للغاية».

بدوره أعلن الرئيس الأوكراني عن حصول تطورات تبعث على التفاؤل في الاتصالات مع الجانب الروسي الرامية إلى وضع حد للأعمال القتالية في بلده، وأوضح زيلينسكي، خلال موجز عقده أمس، أن المفاوضين الأوكرانيين والروس «بدؤوا في مناقشة مسائل محددة بدلاً عن طرح إنذارات نهائية»، واصفاً هذه التغيرات في المواقف التفاوضية بأنها «نهج جديد مختلف نوعياً».

التفاوض الذي لم يتوقف بين الجانبين الروسي والأوكراني، توازى مع مواصلة الغرب شن حرب العقوبات الاقتصادية، ومد أوكرانيا بمزيد من المساعدات والأسلحة، الأمر الذي حذرت منه موسكو على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي قال: «حذرنا الولايات المتحدة من أن تنظيمها لعمليات ضخ أسلحة من عدد من الدول إلى أوكرانيا، لا يشكل خطوة خطيرة فحسب، بل وخطوة تجعل من قوافل الأسلحة تلك أهدافاً عسكرية مشروعة للجيش الروسي».

وذكر ريابكوف أن موسكو حذرت واشنطن من «عواقب قد يجلبها إمداد أوكرانيا على نحو طائش بأسلحة مثل منظومات صاروخية نقالة مضادة للجو وصواريخ مضادة للدبابات»، لافتاً إلى أن واشنطن لا تأخذ هذه التحذيرات الروسية على محمل الجد، مبيناً في الوقت ذاته أن المقترحات التي تقدمت بها موسكو إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو بهدف وضع نظام ضمانات أمنية متبادلة للحفاظ على الأمن في القارة الأوروبية لم تعد قائمة.

من جانبه جدد مفوض الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التأكيد، على أن الاتحاد الأوروبي لن يتدخل عسكرياً في أوكرانيا تفادياً لحرب واسعة النطاق، وقال: «روسيا تستطيع توسيع أنشطتها العسكرية، والتي يمكن أن تكون موجهة ضد دولة من دول الناتو أو ضد دولة أخرى، وهناك مخاوف جدية في هذا الصدد».

من جهته كشف الإليزيه بأن باريس تحضر لفرض عقوبات جديدة ضد روسيا خلال الساعات المقبلة، وأشار في بيان له أمس، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يبد استعداده لإنهاء الحرب، «لذلك سنعتمد عقوبات جديدة في الساعات المقبلة».

البيت الأبيض كان أعلن في وقت سابق أمس، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن وافق على منح أوكرانيا أسلحة ومساعدات عسكرية أخرى بقيمة 200 مليون دولار، وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أنه بهذا القرار يرتفع إجمالي المساعدات الأمنية الأميركية المقدمة لأوكرانيا على مدى العام المنصرم إلى 1.2 مليار دولار.

ورداً على الخطوات الأميركية الغربية بحق بلاده، قال النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي: إن العقوبات الغربية ضد موسكو لن تؤدي إلا لتعزيز الاكتفاء الذاتي في روسيا.

وأضاف رداً على تصريحات الرئيس الأميركي بأن العقوبات الغربية هدفها تدمير الاقتصاد الروسي: «لن يؤدي رحيل الشركات الأوروبية والأميركية إلا إلى خسارة حصتها في السوق الروسية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن