ثقافة وفن

الموروث الشعبي والعربي في الغرب

| وسام حمود

حين نغادر ديارنا نحمل بحقيبة سفرنا كومة شوق نختبر معناه لحظة قرار الرحيل، يختبئ ذلك الشوق بين طيات ثيابنا يتغلغل في أوراق سفرنا، فالذاكرة والانتماء لا يرتهنا لمتغيرات الغربة حتى لو حملت جنسية أخرى.

في بلاد العم نيلز (السويد) تجسد التراث العربي بكل ألوانه، وأشكاله، وأطيافه ليرسم لوحة فنيه متكاملة بنسيج الوطن العربي الواحد.

كاريزما باند ذلك الاسم الذي حمل العراضة السورية وتنقل بها بين شوارع أوروبا ليعرف الآخر على النغم السوري، الحدوتة السورية، اللحن العراقي، الأناشيد الوطنية والهم الأول هو الحفاظ على تراثنا ومنع اندثاره، والأهم إنشاء أجيال عربية تعرف تاريخه الفني.

كاريزما باند فرقة عربية تشكلت عام 2006 في مالمو جنوب السويد، فرقة تضم خمسة وعشرين فناناً بين راقص فلكور، وعازف، ومغنٍ، لباسها الزي العربي المختلف من كل الوطن العربي.

حمادة العكر مؤسس ومدير فرقة كاريزما باند شاب مؤمن بأن التراث جزء من شرقيتنا وعروبتنا ومن مبدأ الحفاظ على الموروث قرر تأسيس فرقته حماد يوضح أن الفكرة كانت منذ سنوات طويلة ولكن تنفيذها استغرق وقتاً بحكم الظروف المالية وحتى اليوم ما زالت تعتمد على التمويل الشخصي منه، وأحيانا من خلال الحفلات التي يقدمونها.

أما عن سبب اعتماده دوماً في الحفلات على العراضة الشامية يؤكد حمادة العكر أن العراضة الشامية تملك قاعدة شعبية كبيرة ومنتشرة في كل العالم حتى السويديون أصبحوا يفضلونها في الحفلات التي تقدمها كاريزما باند.

وعن نوعية التراث فإن حمادة العكر يرى أنه يجب أن يقدم من خلال فرقته كل أنواع التراث العربي سواء السوري، أو العراقي، أو اللبناني والفلسطيني، لأن الجالية العربية كبيرة بمختلف أنواعها وهو هدفه ليس التخصيص بكل التراث العربي بالعموم.

والهدف من إنشاء الفكرة أكد حمادة العكر أن الهدف الرئيس هو أن تتعرف الأجيال الجديدة على تراثها الأصيل ولا تنسى من خلال اندماجها في مجتمع جديد، ولأن تراثنا هو جذورنا، وتاريخنا العميق المتجذر في الأرض الذي ينبغي أن نسعى بكل السبل للمحافظة عليه.

وحول تقبل الجمهور السويدي لهذا التراث الذي يعتبر وافداً على بلاده وصف حمادة حالة الإقبال على حضور حفلات فرقته بأنها كبيرة وينسجمون ويصفقون ويرقصون رغم عدم فهمهم للغة، حتى أن بعضهم يرغب في المشاركة معهم.

فرقة كاريزما باند بقيادة حمادة العكر تعتبر من الفرق التي لها حضور كبير في الساحة وحضورها دائم من خلال أهم النشاطات والمهرجانات سواء داخل السويد أو خارجها، وهذا النمط من الفرق يروي عطش المغتربين لبلاد.

التراث العربي رغم الغربة وصعوباتها وضغوطاتها ما زال المتنفس لكل المغتربين، وما زالوا محافظين عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن