سورية

دعت «النصرة» وداعش للابتعاد عن التكفير والالتزام بـ«الوسطية الإخوانية» … «الجماعة» ترد على من يتهمها بالتخلي عن الحلفاء: ليس عيباً

وكالات :

وصفت جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة في سورية من يتهمها بـ«التقلب» والتخلي عن الحلفاء، بأنه غير «ناضج سياسياً»، مشيرةً إلى أن «التحالفات السياسية بطبيعتها متقلبة». الجماعة أشارت إلى أنها تتواصل مع الجماعات المسلحة مثل حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«فيلق الشام» و«جيش الإسلام»، نافيةً أن يكون «فيلق الشام» تابعاً لها. في المقابل دعت الجماعة كلاً من جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، وتنظيم داعش الإرهابي إلى الابتعاد عن «تيار الإقصاء والتكفير والالتزام بالفكر الوسطي».
ورفض المراقب العام للجماعة محمد وليد أي تسوية تفضي إلى بقاء الرئيس بشار الأسد ولو لمدة ستة أشهر، محذراً من أن النظام الدولي «مراوغ» وقد يقبل ببقاء الرئيس الأسد لست سنوات.
وفي حوار مع موقع «زمان الوصل» المعارض، قال وليد: «لنا علاقات جيدة مع جميع الفصائل على الأرض ونتعاون مع أصحاب الفكر الوسطي المعتدل». وأضاف: «هذا لا ينفي وجود فئات تكره الإخوان لأسباب كثيرة، ونحن نحاورهم ونلتقي بهم، وكلما ازددنا قرباً منهم خفت أو زالت كراهيتهم لنا».
وبيّن أن الجماعة «على تواصل حواري مع أحرار الشام وفيلق الشام وجيش الإسلام وغيرهم». وأعرب عن أمله في أن يكون للإخوان «دور تنسيقي» بين تلك الجماعات الإسلامية يصب في «فائدة الجميع». ونفى أن يكون «فيلق الشام» فصيلاً إخوانياً، على الرغم من وجود قياديين في هذه المليشيا يعلنون أنهم ينتمون للجماعة.
ورداً على سؤال عن انعدام ثقة أطراف من المعارضة بالإخوان، والحذر السائد منهم لأنهم «يتركون حليفهم في أقرب منعطف»، أجاب وليد قائلاً: «هذه المقولة تشير إلى عدم نضج في الفهم السياسي، فالتحالفات السياسية بطبيعتها متقلبة، وكما يقال لا توجد في السياسة صداقات دائمة أو عداوات دائمة، وإنما مصالح دائمة»، واستطرد موضحاً: «قد تتغير التحالفات بتغير المعطيات. ولا يعتبر ذلك عيباً بل من صميم العمل السياسي».
وبشأن «النصرة»، وداعش، اعتبر وليد أنهما ينتميان لفكر القاعدة، الذي رأى أنه «مختلف عن الفكر الإخواني، الذي يتميز بالوسطية والاعتدال..». وأضاف: «نتمنى أن يبتعدوا عن تيار الإقصاء والتكفير، ويلتزموا بالفكر الوسطي الذي يحمل القابلية للحياة في المستقبل».
وكرر المراقب العام لـ«الإخوان» موقف الجماعة الرافض لبقاء الرئيس الأسد «في أي حال من الأحوال، سواء في المرحلة الانتقالية أم في مستقبل سورية». وفي تنبيه غير مباشر للمعارضة من القبول ببقاء الرئيس الأسد لستة أشهر، قال: «النظام الدولي نظام مراوغ، يختلق الأعذار ويغير المواقف كل يوم، والذي يقبل ببقاء (الرئيس) الأسد ستة أشهر سيضطر إلى قبوله لمدة ست سنوات».
ووصف مطالبة المجتمع الدولي للمعارضة بقتال داعش إلى جانب النظام بـ«الظلم». ورفض الدخول في أسماء تخلف الرئيس الأسد، وأضاف: «لا قيمة (لذلك) اليوم، ما لم يكن جزءاً لا يتجزأ من خريطة طريق قابلة للتنفيذ حول مستقبل سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن