رياضة

القلعة الأهلاوية تهتز..؟!

| غسان شمة

إذا كانت الشهباء مفرخة للمواهب الكروية ولاعبي المنتخبات الوطنية، فمما لا شك فيه أن القلعة الأهلاوية، فريق الاتحاد، قدم خلال تاريخه الطويل والعريق عدداً لا يحصى من اللاعبين المتميزين وخاصة للمنتخب الأول، وفي نظرة عامة ومراجعة بسيطة سيكتشف أي منا الحجم الكبير والمميز الذي ساهم فيه هذا النادي في ضخ دماء كروية تميزت بعطائها.

اليوم تعاني القلعة الحمراء وتهتز بشدة تحت وقع الخسائر المتعددة في الدوري الممتاز، وقد مر مركبها هذا الموسم بعواصف متنوعة أثرت في مسيرته بين صعود وهبوط بدا مؤخراً وكأنه علامة شبه ثابتة، فانحدر ترتيب الفريق لمواقع الخطر على لائحة الترتيب ولعل الخسارة الأخيرة على أرضه من النتائج الأكثر سلبية.

ما يجري داخل أروقة النادي، وما يتسرب من مشكلات، يبدو أنه ينعكس بشكل سلبي على الفريق الأول الذي ما زال يفتقد ضابط الإيقاع الحقيقي على مستوى المجموعة والأفراد، وما يثار حول مشكلات لدى بعض اللاعبين يجعل عشاق هذا الفريق الكبير في قلق مستمر، مع الإشارة دائماً إلى أنه واحد من الفرق التي تحظى برعاية ليست قليلة لكن روح العطاء وحماسة العمل يفتقدها البعض بشكل يثير التساؤل.

الأمر المثير في ثنايا وتفاصيل الصورة الاتحادية أن الإدارة المستقيلة من صلب وتاريخ النادي، ورئيسها يمتلك تاريخاً متميزاً في النشاط والعمل الرياضي، ومع ذلك عانت سفينة القلعة كثيراً ولم تتمكن من السير قدماً في أكثر من مجال، ولم يتمكن القائمون على فريق الكرة من استعادة التوازن وتحقيق آمال الجمهور الكبير في الدخول إلى دائرة المنافسة بقوة رغم الدعم والصرف المادي الكبير.

تشي هذه الصورة القلقة بكثير من تفاصيلها بارتباط غير معلن، وإن كان واضحاً، بكثير من الوقائع التي تعبر عن حال كرة القدم السورية، وفي اتحاد الكرة المستقيل الذي صرف في زمنه، الكثير من الأموال وقدم للمنتخب الكثير جداً لكن الفشل كان عنوان العمل رغم وجود خبراء وأصحاب تاريخ كروي وفني وإداري، من الناحية النظرية، لكن ذلك كله لم يشفع ولم يسهم في تحقيق ما نصبو إليه، وكأن البعض يجري في طريق والنجاح يجري في طريق آخر لا يعرفه القائمون على كرتنا أو لا يريدون ارتياده لصعوبته وبعده عن المصالح الشخصية…!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن