«الأوروبي» أكد أن فرض حظر طيران فوق أوكرانيا كان سيطلق حرباً عالمية ثالثة.. واشنطن: لا نشترك في المعارك ولا نخطط لذلك … موسكو: من السابق لأوانه عقد لقاء بين بوتين وزيلنسكي والمفاوضات تحقق تقدماً جدياً
| وكالات
أكد الكرملين أن المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني تتناول، الشروط التي قد تتيح لعقد لقاء بين رئيسي البلدين، لكنه من السابق لأوانه الحديث عن النتائج، في حين أكد عضو في وفد التفاوض الروسي تحقيق تقدم جدي في المفاوضات مع أوكرانيا تحديداً في المجالين العسكري والإنساني، على حين أعرب مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل عن قناعته بأن إعلان الغرب منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا كان سيؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
وعلى الصعيد الميداني واصلت القوات الروسية، أمس الأحد، عمليتها الخاصة في أوكرانيا لليوم الـ18، معلنة تقدم وحدات منها مسافة تصل إلى 14 كيلومتراً في يوم واحد، وعن إخراج 3687 منشأة عسكرية أوكرانية عن الخدمة وتدمير نحو 100 طائرة و128 مسيرة منذ بدء العملية.
وفي التفاصيل، علق الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف على تصريح وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو الذي أشار إلى أنه في محادثة مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا يعارض الاجتماع مع نظيره الأوكراني، قال بيسكوف: «هذا ما يعمل من أجله الوفدان في المحادثات التي بدأت في بيلاروس، ومن السابق لأوانه الحديث عن النتائج».
من جانبه، أعرب ميخائيل بودولاك، مستشار رئيس مكتب زيلينسكي، عن أمل كييف بأن يجري لقاء في المستقبل المنظور، مضيفاً إن الطريق إلى عقد لقاء بين رئيسي البلدين «لم يعد طويلاً»، مع أنه استدرك قائلاً إن الحديث لا يدور عن «أقرب وقت» وإنها ليست قضية «يومين أو ثلاثة».
وفي السياق أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي، تحقيق تقدم جدي في المفاوضات مع أوكرانيا تحديداً في المجالين العسكري والإنساني.
وأشار سلوتسكي وهو عضو في الوفد الروسي إلى المفاوضات في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، إلى أن التقدم المذكور قد يؤدي إلى موقف واحد للتوقيع على وثائق ثنائية سيكون لها دور مهم في تسوية الأزمة القائمة.
وشدد سلوتسكي على أنه كان هناك في أوكرانيا أكثر من 30 مختبراً بيولوجياً، اعترفت كييف بوجودها، مضيفاً إن الهدف من هذه المختبرات تمثل في «صناعة أسلحة بيولوجية وتجربتها على الشعب السلافي».
وأكد سعي موسكو إلى حل الأزمة الراهنة مضيفاً إن «مصيرنا أن نبقى جيراناً مع أوكرانيا وعلينا العيش بحسن جوار».
وعلى خط مواز أعرب مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل عن قناعته بأن إعلان الغرب منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا كان سيؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
وقال بوريل، في مقابلة نشرتها أول من أمس صحيفة El Periódico الإسبانية: «نفعل كل ما بوسعنا من الناحية العسكرية لدعم الأوكرانيين في مقاومتهم من خلال إمدادهم بآليات عسكرية، ونحاول تفادي امتداد هذه الحرب إلى دول أخرى وتجنب مواجهة قد تؤدي إلى نزاع نووي».
وأوضح: «عندما يطلبون منا فرض منطقة حظر طيران فإنه يقضي بوجود قدرة واستعداد لإسقاط طائرات روسية تخالفها، وهذا كان سيعني تحويل النزاع إلى الحرب العالمية الثالثة، ونحن لا نرغب في ذلك على ما يبدو»، مشيراً إلى أن العقوبات الغربية لا تستهدف تغيير النظام السياسي في روسيا.
وفي السياق ذاته أكد البيت الأبيض أن العسكريين الأميركيين لا يشاركون في المعارك الجارية في أوكرانيا، وأن واشنطن لا تخطط لإرسالهم إلى هناك.
وقال مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جيك ساليفان في تصريحات لقناة CNN، أمس الأحد: «العسكريون الأميركيون لن يشاركوا في العمليات في أوكرانيا، لا وجود لهم هناك حاليا، لكننا سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الأحد إخراج 3687 منشأة عسكرية أوكرانية عن الخدمة وتدمير نحو 100 طائرة و128 مسيرة منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 شباط.
ونقلت «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية أمس الأحد إن الأهداف المدمرة تشمل 99 طائرة، و128 طائرة مسيرة، و1194 دبابة وعربة قتال مصفحة أخرى، و121 راجمة صواريخ، و443 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و991 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة.
وأعلن كوناشينكوف تقدم وحدات من القوات المسلحة الروسية لمسافة تصل إلى 14 كيلومتراً في يوم واحد، وأشار إلى أنه في بلدة نيكولسكويه جهز مقاتلو كتيبة «أيدار» القومية مواقع لإطلاق النار في باحات دير نيكولو-وفاسيليفسكي الأرثوذكسي، حيث احتجزوا نحو 300 مدني وراهب رهائن.
وعند قيام القوات الروسية بتحرير البلدة، تم القضاء على بعض المقاتلين القوميين بينما فر الآخرون من دون أن يصاب الرهائن ومباني الدير بأضرار.
وأشارت الدفاع الروسية إلى أن وحدات من قوات جمهورية لوغانسك الشعبية واصلت عملياتها الهجومية، وحاصرت بلدة بوروفسكي بشكل كامل وتحصنت في الضواحي الشمالية لبلدة بوباسنايا، كما أغلقت مداخل مدينة سيفيرودونيتسك من الشرق والجنوب.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الأحد أن القوات الجوفضائية الروسية أسقطت قاذفة أوكرانية من طراز «سو-24» وطائرتين مسيرتين بالقرب من بلدة لوبيموفكا في مقاطعة خيرسون جنوب أوكرانيا.
وأفاد المراسل الحربي الروسي ألكسندر سلادكوف على قناته في تطبيق «تيليغرام» أن الجيش الروسي قصف معسكراً غرب أوكرانيا يعمل فيه مدربون أجانب.
وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لقطات قيل إنها توثق آثار القصف الروسي للمعسكر.
ويضم هذا المعسكر «المركز الدولي لحفظ السلام والأمن» الذي تقول روسيا إن مدربين عسكريين من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا ودول البلطيق يعملون فيه على تدريب عناصر كتيبتي «أيدار» و«آزوف» القوميتين.
من جانبها قالت قيادة جمهورية دونيتسك الشعبية، أمس الأحد، إن قواتها المسلحة تمكنت حتى الآن من تحرير 89 مركزاً سكنياً داخل الجمهورية، بما في ذلك بافلوفكا ونيكولسكويه وفلاديميروفكا وبلاغوداتنوي».
بدورها قالت قيادة القوات الشعبية بجمهورية لوغانسك، إنها اكتشفت خلال هجماتها، مواقع نفذ فيها الأوكرانيون قتل المدنيين وذلك في منطقة السكة الحديد في بوباسنيانسكايا، وبينت أنه في قرية بولوفينكينو قام عناصر كتيبة «أيدار» للقوميين المتعصبين بتنظيم سجن ميداني في معمل سابق لإنتاج المرتديلا، وفيه جرى سجن وتعذيب الأسرى من القوات الشعبية وكذلك المدنيون المتعاطفون معهم.
في غضون ذلك نفى وزير خارجية النظام التركي، مولود تشاويش أوغلو، تعرض جامع في مدينة ماريوبول، ثاني أكبر مدينة تابعة لجمهورية دونيتسك، للقصف، وأشار إلى أن القصف طال محيط الجامع، مؤكداً عدم وجود خسائر بشرية.
وكانت السلطات الأوكرانية قد زعمت في وقت سابق قيام الجيش الروسي بقصف مسجد في مدينة ماريوبول، وادعت أنه لجأ إلى الجامع مدنيون بينهم رعايا أتراك.
وأكد تشاويش أوغلو، أمس الأحد، موقف بلاده المعارض لفرض عقوبات على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، ونقلت «روسيا اليوم» عنه قوله في مؤتمر صحفي عقد في أنطاليا التركية: «إن موقفنا مكشوف وواضح ومفاده أن العقوبات لن تحل المشكلة».