سورية

تصاعد الانتقادات لإستراتيجية أوباما في مواجهة داعش … واشنطن تعلن قرب وصول جنودها الخمسين إلى سورية لتنظيم قوات «الديمقراطية»

وكالات :

أعلنت الولايات المتحدة أمس عن قرب وصول جنود القوات الخاصة الأميركية إلى سورية من أجل تنظيم قوات «جيش سورية الديمقراطية» لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، وذلك في وقت تصاعدت حدة الانتقادات داخل الكونغرس لإستراتيجية الرئيس باراك أوباما في مواجهة التنظيم المتطرف، وبرزت مطالبة لإحدى أكثر الشخصيات الديمقراطية نفوذاً بفعل المزيد لمواجهة داعش.
وفي نهاية تشرين الأول، أصدر أوباما قراراً بنشر نحو 50 جندياً من القوات الخاصة في سورية في دور استشاري غير قتالي، لمساندة «جيش سورية الديمقراطية».
وذكر بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي لضرب داعش، أن جنود القوات الخاصة الأميركية «سيصلون قريبًا جدًّا» إلى سورية من دون مزيد من التفاصيل.
وأوضح ماكغورك لبرنامج «فايس ذي نايشن» على قناة «سي. بي. إس» أن دور الجنود يقتصر على «تنظيم» القوات المحلية التي تقاتل داعش في شمال سورية. ونوه بقوات «جيش سورية الديمقراطية» التي تشكل وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية عمادها وقوتها الضاربة، معتبراً أنها نفذت «عملية ناجحة جدًّا» باستعادة أكثر من ألف كلم مربع من الأراضي من داعش، في شمال سورية.
وأكد «ماكغورك» أن هدف المعركة في النهاية يتمثل في «عزل» مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش في سورية، إضافة إلى قطع الطريق على التنظيم عند الحدود السورية (التركية)، وقطع الطريق بين الرقة والموصل في العراق.
في سياق منفصل، تصدى ماكغورك لانتقادات وجهتها السناتور الديمقراطية البارزة ديان فينشتاين لإستراتيجية أوباما في مواجهة داعش. ونقلت وكالة «روتيرز» للأنباء عن الدبلوماسي الأميركي، قوله: إن التحالف «يستهدف الشبكات الدولية للتنظيم إضافة إلى الضغط عليه في العراق وسورية». وأضاف: «لن نشعر بالرضا حتى ندمر هذا التنظيم».
وسبق لفينشتاين، العضو الديمقراطية الكبيرة في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، أن اعتبرت أن الولايات المتحدة لا تفعل ما يكفي لمحاربة تنظيم داعش، محذرةً من أن التنظيم يتمدد ويكتسب قوة خارج العراق وسورية. وكشفت، خلال مشاركتها في البرنامج ذاته مع ماكغورك، أن وزير الخارجية جون كيري قدم للجنة صورة أشمل الأسبوع الماضي للإستراتيجية الأميركية لمحاربة تنظيم داعش بما في ذلك المحادثات التي جرت في العاصمة النمساوية فيينا لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة السورية. واستدركت قائلةً: «لا أعتقد أن هذا الأسلوب كاف لهذه المهمة».
وشددت على أن قرار أوباما إرسال 50 فرداً من القوات الخاصة لسورية «لن يحل المشكلة وأيدت وضع خطة أكبر وأكثر تحديداً لعمليات خاصة». وأضافت: «علينا أن نكون جسورين الآن».
ووصفت فينشتاين تنظيم الدولة الإسلامية بأنه شبه دولة «قوي جداً» ولديه 30 ألف مقاتل وبنية أساسية مدنية وتمويل.
كما انتقد الجمهوري ديفين نيونس، الذي يرأس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي، إستراتيجية أوباما بشأن تنظيم داعش بوصفها «سياسة احتواء». وقال في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن»: إنه يجب توسيع الإستراتيجية الأميركية لمجابهة التهديد العالمي لهذا التنظيم.
كما انتقد مارك روبيو، أحد المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، أوباما لأنه لا يمتلك سوى «مكونات الإستراتيجية» وليس خطة شاملة لمواجهة التنظيم.
وفي حوار مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، بحسب موقع «اليوم السابع»، تعهد روبيو باستخدام القوات الأميركية لإلحاق هزيمة مذلة لمقاتلي داعش، ليظهر للعالم أنه يمكن قهرهم. وأضاف: إن الطريق الوحيدة لهزيمة داعش تتمثل في أن ترفض الدول العربية التنظيم أيديولوجياً، وتهزمه عسكرياً، قائلاً: «يجب هزيمتهم على الأرض باستخدام قوات برية مكونة من مقاتلين عرب سنة من العراق وسورية، ولكن أيضاً من الأردن ومصر والإمارات والسعودية».
وبيّن أن دور الولايات المتحدة سيكون دعم الائتلاف (العربي) بغارات جوية مكثفة، ودمج عمليات خاصة على الأرض، لكنه لم يحدد أعداد القوات الأميركية، الذي سيتوافق مع «ما هو ضروري لتحقيق النصر على داعش».
وانضم روبيو أيضاً للدعوات بفرض منطقة حظر جوي في سورية، وبسؤاله من إذا ما كان ذلك سيسبب صراعاً مع موسكو، قال: إن روسيا تقول إنها هناك لمحاربة داعش، ومنطقة حظر الطيران لن يكون فيها مقاتلون لداعش. وأضاف: إنه لا يعتقد أن المصالح الجيوسياسية لروسيا تختلف عن تلك الخاصة بأميركا في الوقت الراهن، إلا أنهم يريدون حلاً يكون فيه الرئيس بشار الأسد في سدة الحكم، و«لن يكون هناك حلاً لهذه المشكلة».
في سياق متصل، قال وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هاغل: «لا أعتقد أننا سنجد حلاً لـ(الرئيس) الأسد حتى نعرف كيف نتعامل مع داعش، ونجلب المجموعات والعناصر والدول والقادة المختلفين معاً». وأضاف خلال مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن»: «ستكون لدينا اختلافات مع إيران وروسيا لسنوات وسنوات، لكن يجب ألا نسمح لهذه الاختلافات أن تفرض علينا أو أن نكون أسرى لهذه الاختلافات، يجب أن نتعاون أمام التهديد المشترك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن