أميركا تحذر الصين من عواقب دعمها لروسيا! وأوكرانيا: لم نعد نعوّل على «الناتو» … محادثات التسوية تستأنف اليوم.. وموسكو: قواتنا تسير خطوة خطوة لتحقيق أهدافها
| الوطن
تستأنف اليوم المحادثات الروسية – الأوكرانية، تزامناً مع استمرار العملية العسكرية الروسية، ومواصلة الغرب ومعهم الولايات المتحدة ضخ المزيد من العقوبات بحق موسكو، والتحذير الموازي له بحق الصين التي أكدت مراراً على صلابة تحالفها مع روسيا.
المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، أعلن أن المحادثات الروسية – الأوكرانية من المقرر إجراؤها اليوم الإثنين، وأجاب بيسكوف على سؤال حول ما إذا كانت المعلومات صحيحة أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا جارية الآن، قال بيسكوف: «كلا، من المقرر عقد المحادثات اليوم الإثنين»، مشيراً إلى أن هذه المحادثات ستكون «عبر تقنية الفيديو».
من جهته كشف، رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما وعضو الوفد الروسي إلى المفاوضات مع أوكرانيا ليونيد سلوتسكي، تحقيق تقدم جدي في المفاوضات مع أوكرانيا تحديداً في المجالين العسكري والإنساني.
وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» اعتبر سلوتسكي أن التقدم المذكور قد يؤدي إلى موقف واحد للتوقيع على وثائق ثنائية سيكون لها «دور مهم في تسوية الأزمة القائمة».
وأشار سلوتسكي إلى أن الدول الغربية ترى أنه ليس من مصلحتها أن تكون روسيا قوية، واستخدم الغرب أوكرانيا لتشويه صورة روسيا عالمياً، لكنه لم يفلح في ذلك، معرباً عن ثقته بأن تخرج روسيا من هذه التجربة منتصرة محمية من التهديدات التي تواجهها.
من جهته أعرب وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا عن عدم ثقته في حماية حلف «الناتو» لأوكرانيا، مطالباً الحلف بتزويد كييف بالسلاح والعتاد، وقال كوليبا رداً على الصحفيين حول مدى استعداد الناتو لحماية أوكرانيا: «عندما تسألني عما إذا كان الناتو سيحمينا. حسناً، لا أتوقع ذلك».
وأشار إلى أن بلاده تعتبر المسألة الأكثر إلحاحاً في عملية تزويدها بالمساعدة العسكرية الأجنبية هي توفير الطائرات المقاتلة، وقال: «نحن بصراحة لا نفهم كل التفسيرات المقدمة لنا حول سبب عدم نقل هذه الطائرات، هناك نوع من اللغز الدبلوماسي، فمن ناحية، الكل مستعد لذلك، ومن ناحية أخرى لا يحدث شيء، ولا نحصل على الطائرات، هذا يذكرني بلعبة تنس الطاولة، عندما يرمي كل جانب الكرة إلى الآخر».
وعلى حين يستعد الاتحاد الأوروبي لإعلان حزمة جديدة من العقوبات بحق روسيا، أعرب مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل عن قناعته بأن إعلان الغرب منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا كان سيؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة، وقال في مقابلة نشرتها السبت صحيفة El Periódico الإسبانية: «نفعل كل ما بوسعنا من الناحية العسكرية لدعم الأوكرانيين في مقاومتهم من خلال إمدادهم بآليات عسكرية، ونحاول تفادي امتداد هذه الحرب إلى دول أخرى وتجنب مواجهة قد تؤدي إلى نزاع نووي».
وكشف مصدر في مكتب نائب رئيس الحكومة الروسية ديميتري تشيرنيشينكو، أنه تم إنشاء الخدمة الرقمية «بورصة الاستعاضة عن الاستيراد»، من قبل وزارة الصناعة والتجارة ووزارة التنمية الرقمية بتكليف من الحكومة الروسية وبفضلها سيتم التعاون المباشر بين شركات الإنتاج الروسية والعملاء.
وأضاف المصدر، يوجد في روسيا عدد كافٍ من المنتجين الذين لم يتمكنوا سابقاً من منافسة الموردين الأجانب وهم على استعداد لتزويد السوق بمنتجاتهم واستعادة سلاسل التوريد المعطلة بسبب العقوبات لذلك أصدرت الحكومة تعليمات لإنشاء هذه الخدمة الرقمية.
من جهته بين وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، أن الدول الغربية جمدت ما يقرب من 300 مليار دولار من احتياطيات روسيا من الذهب والنقد الأجنبي، ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن سيلوانوف قوله: لدينا إجمالي احتياطيات يبلغ نحو 640 مليار دولار، ولكن نحو 300 مليار من الاحتياطيات الآن في حالة لا يمكننا استخدامها فيها»، مشدداً على أن روسيا لديها أموال كافية لضمان إنتاج السلع الضرورية واستمرار المدفوعات.
وأوضح سيلوانوف أن الغرب يضغط على الصين للحد من وصول روسيا إلى احتياطياتها من عملة اليوان مؤكداً أن روسيا لا تتخلى عن التزاماتها بشأن ديون الدولة بل ستدفعها بالروبل حتى تفك الدول الغربية تجميد احتياطياتها من الذهب والعملات الأجنبية.
يأتي ذلك في وقت حذر فيه مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جيك ساليفان الصين، من أي محاولات لدعم الاقتصاد الروسي والتقليل من تداعيات العقوبات الغربية ضد روسيا، وقال ساليفان لقناة CNN: «نتابع عن كثب الحجم الحقيقي للدعم المادي والاقتصادي الذي تقدمه الصين لروسيا، ولقد أبلغنا بكين بأننا لن نسمح ولن نقبل بأن تحاول أي دولة كانت تعويض خسائر روسيا الاقتصادية»، معتبراً أن مثل هذه المحاولات ستكون لها «عواقب» بالنسبة للصين، من دون أن يكشف عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات على بكين.
بالتوازي، قال البيت الأبيض: إن وفداً أميركياً عالي المستوى سيلتقي اليوم مسؤولاً صينياً رفيعاً في العاصمة الإيطالية روما، ويناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان مع كبير الدبلوماسيين في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جي شي «الجهود الجارية للتعامل مع المنافسة بين البلدين، وتداعيات الحرب الروسية ضد أوكرانيا على الأمن الإقليمي والدولي»، وذلك وفق ما جاء في بيان صدر عن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إميلي هورن.
يأتي ذلك في وقت أشاد فيه رئيس قوات الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف بأداء مقاتلي قواته والتقدم الكبير الذي يحرزونه في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأكد أنهم يحققون أهدافهم خطوة خطوة، وقال: «أريد أن أنقل إليكم وإلى جميع المواطنين، أن قوات الحرس الوطني جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة الروسية، تنجز جميع المهام الموكلة إليها في هذه العملية العسكرية الخاصة».
وأضاف: «ليس كل شيء يسير بالسرعة التي نريدها، ولكن هذا فقط لأن النازيين الجدد يختبئون وراء ظهور المدنيين. مقاتلونا يتقدمون نحو أهدافهم خطوة خطوة».