سورية

شددت على ضرورة تشكيل وفد المعارضة من شخصيات قادرة على التفاوض وتتمتع بحس وطني عال ومستقلة الإرادة السياسية … «التنسيق» مصرة على دعوة «باسمها» وتمثيل «وازن» للمشاركة في اجتماع الرياض

أكدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، أنها «ستشارك في اجتماع المعارضة» الذي سيعقد في الرياض الشهر المقبل «إذا تم توجيه دعوة لها» بهذا الخصوص، وأبدت إصرارها على أن توجه الدعوة «باسم هيئة التنسيق»، وأن تكون نسبة تمثيلها في وفد المعارضة الذي سيفاوض الوفد الحكومي «وازناً».
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح عضو المكتب التنفيذي في الهيئة منذر خدام أنه تجري حالياً مشاورات في القاهرة بين أطراف من المعارضة من بينها هيئة التنسيق و«لجنة القاهرة»، وأيضاً مع أطراف دولية منها مصر وروسيا والإمارات وأطراف دولية أخرى بشأن مؤتمر الرياض وتشكيل وفد المعارضة، مشيراً إلى أن المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم موجود حالياً في القاهرة. وقال: «المسألة ليست سهلة فيما يتعلق بالحصص والنسب.. مشكلة المعارضة معقدة جدا»، مضيفاً: «الائتلاف لا يزال يعتبر نفسه أنه هو من يفترض أن يشكل الوفد، لكن أعتقد أنه سيتم تجاوز هذه المسألة».
وأشار خدام إلى أن الهيئة كانت طالبت عندما تم طرح فكرة عقد مؤتمر الرياض الأول قبل عدة أشهر بأن تكون «نسبة تمثيلنا موازية لنسبة تمثيل الائتلاف، ووعدنا بذلك وقيل إنه سوف يتم دعوة خمسة (أعضاء) من الهيئة وخمسة من الائتلاف على أن تتم دعوة عضو أو اثنين أو ثلاثة من التشكيلات الأخرى كل حسب حجمه»، لافتاً إلى أن تفاصيل من سيشارك في اجتماع الرياض «غير معروفة حتى الآن.. وهناك معلومات متضاربة حول مشاركة عسكريين فيه أو عدم مشاركتهم وحول نسبة الحصص».
لكن خدام أعرب عن اعتقاده، بأن نسبة تمثيل هيئة التنسيق سوف يكون «جيداً بسبب بسيط كما يقول الروس وكل الأطراف بأن الهيئة هي الوحيدة التي تملك رؤية سياسية لحل الأزمة والآخرون ومنهم الائتلاف ليس لديهم هكذا شيء»، موضحاً أن «رؤية الهيئة مكتوبة وسلمت إلى الأطراف الدولية وحتى الطرف الأميركي حينها أعجب بها والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا التقينا منذ أسبوع بممثلته في دمشق بناء على طلبه وأكدت أنه «بشكل طبيعي أن تكون الهيئة مشاركة في اجتماع الرياض ولكن ليس هناك تفاصيل حول حجم الوفد وتشكيله».
وأشار خدام إلى أنه «حتى الآن لا توجد دعوة رسمية لا للهيئة ولا لغيرها»، لافتا إلى أنه تجري الآن «مشاورات تمهيدية لكي تحل كل الإشكالات قبل عقد اجتماع القاهرة ويحصل عندئذ في اجتماع الرياض نوع من الإخراج لا أكثر ولا أقل».
وحول اعتبار الائتلاف أنه هو من يفترض أن يشكل وفد المعارضة قال خدام: «هذا القول بدأ يخفت لأنه كان يقال في الكواليس سابقاً، وحتى قبل فيينا الثاني كانت هناك أربع دول تحاول وضع الروس أمام حقيقة لم يقبلوا بها والمؤتمر بالتالي لم يقبل بها». وشدد خدام على ضرورة مشاركة «جميع قوى المعارضة في المفاوضات وأن تشكل وفداً وازناً مؤهلاً للمفاوضات. وأضاف: «لا نريد أناساً غير عقلانيين.. الآن مستقبل سورية ينبغي أن يكون في أيد أمينة وحريصة، وبالتالي نحن نسعى في الهيئة لأن يكون الوفد مشكلاً من شخصيات وازنة لها قدرة على التفاوض وتتمتع بحس وطني عال وأن تكون مستقلة الإرادة السياسية، بمعنى ألا تكون مجرد قناة توصيل لهذه الجهة أو تلك».
وأكد خدام أن هيئة التنسيق ستشارك في اجتماع الرياض «إن تمت دعوتنا، لأنه لا يمكن أن نتهرب من مسؤوليتنا بحجة المكان.. الآن هناك تفويض من مؤتمر فيينا.. من الجميع بما فيهم إيران التي لم تحتج سوى على نقطة واحدة بأنه يجب ألا تذكر السعودية في البيان، في السابق الروس كانوا معترضين على أساس أن السعودية ليست حيادية.. الآن أرادوا أن يعطوا هذا التنازل السياسي للرياض لكن المكان ليس مهماً بالنسبة للهيئة. المهم هو تشكيل الوفد».
وإن كان ضرورياً توجيه السعودية دعوة باسم هيئة التنسيق للمشاركة في اجتماع الرياض، إما أن الهيئة ستقبل بدعوة توجّه إلى «لجنة القاهرة» التي تضم عدة قوى معارضة من ضمنها هيئة التنسيق قال خدام: إن «لجنة القاهرة هي كيان قائم بذاته.. صحيح نحن مشاركون فيها لكن هي ليست هيئة التنسيق»، مضيفاً: «هيئة التنسيق سوف تصر على أن تدعى باسمها.. وهناك قرار من المكتب التنفيذي بهذا الخصوص». وتابع: «موقفنا المبدئي الآن أن توجه الدعوة باسم الهيئة وأن تكون حصة الهيئة وازنة».
وأشار خدام إلى تصريح سابق أدلى به لـ«الوطن»، واعتبر فيه أن عقد مؤتمر المعارضة في الرياض سيترتب عليه «مخاطر لأن السعودية قد تمارس بعض الضغوط على الأطراف المشاركة»، كما أنها تريد إشراك قيادات مجموعات مسلحة في المؤتمر وهو الأمر الذي ترفضه هيئة التنسيق.
واعتبر خدام في تصريحه أمس أن إحدى وسائل الإعلام المعارضة التي تمارس «الاصطياد في الماء العكر»، نقلت الكلام الذي ورد في «الوطن» بشكل خاطئ، بأن الهيئة لن تجلس مع العسكريين.
وقال خدام موضحاً ما قصده في تصريحه السابق لـ«الوطن»: «يوجد حالياً لجنتان: لجنة سياسية ولجنة عسكرية أو أمنية.. العسكريون لا دور لهم في اللجنة السياسية فهذه لجنة تبحث في النظام السياسي والدستور.. وفي اللجنة العسكرية هناك بحث سيكون حول محاربة الإرهاب وداعش وعندئذ سيكون لهم للعسكريين دور بالتأكيد وهذه وجهة نظر للهيئة»، وتابع: «أما ألا يشتركوا (العسكريين) في المفاوضات لا.. حضورهم ضروري كونهم موجودين على الأرض».
وأعرب خدام عن اعتقاده، بأن المعارضة السورية «لن تكون ربما هي الحاسمة في تشكيل الوفد.. وبالتالي يمكن أن يفرض بأن يكون ضمن الوفد السياسي عسكريون وحتى ضمن اللجنة العسكرية قد يكون هناك سياسيون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن