سورية

تعطيل «نظام إدارة العصابات الإرهابية» في ريف حلب وكاليبر ينسف مركز قيادة حصيناً لـ«الفتح» بإدلب … ضربة قاسية لتجارة داعش النفطية: الغارات الروسية تدمر أكثر من 1000 صهريج ومستودع ومصفاة

وكالات :

وجهت الطائرات الروسية خلال الأيام القليلة الماضية ضربة قاسية لتجارة تنظيم داعش الإرهابي من النفط السوري المسروق، وذلك بعد أيام من عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صوراً أمام زعماء دول العشرين توضح طرق تجارة داعش من النفط عبر أرتال الصهاريج، والتي بين أنها تشبه أنابيب النفط.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها وجهت، وخلال 141 طلعة قتالية، ضربات إلى 472 موقعاً للإرهابيين في مختلف المحافظات السورية، بينها غارة أسفرت عن تعطيل «نظام إدارة العصابات الإرهابية» في ريف حلب، ما دفع عناصر تلك المجموعات للفرار، إضافة إلى ضربة صاروخية دمرت مركزاً حصيناً لجيش الفتح في ريف إدلب.
في التفاصيل، أوضح المتحدث باسم الوزارة الجنرال إيغور كوناشينكوف أمس أن غارات الطائرات الروسية، نجحت في تدمير أكثر من 1000 عربة صهريج لتنظيم داعش الإرهابي في سورية. وذكر، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أن الغارات الروسية أصابت مستودعات للنفط في مكان يبعد 50 كيلومتراً عن مدينة دير الزور، ومصفاة نفط في مكان يبعد 50 كيلومتراً عن مدينة الرقة، وذلك خلال اليومين الماضيين. وأوضح كوناشينكوف أن طائرات الاستطلاع الروسية كشفت في ريف الرقة قافلتين لشاحنات نقل النفط، كانتا متجهتين إلى مصافي تكرير تابعة لداعش، مبيناً أن غارة شنتها طائرات «سو-34» أسفرت عن تدمير قرابة 80 شاحنة.
من جهة أخرى، أوضح المتحدث باسم الدفاع الروسية، وفقاً لموقع «روسيا اليوم»، أن طائرات سلاح الجو الروسي نفذت 141 طلعة قتالية ووجهت ضربات إلى 472 موقعاً للإرهابيين في أرياف حلب ودمشق وإدلب واللاذقية وحماة وحمص والرقة ودير الزور.
ونقلت وكالة الأنباء «سانا» عن مصدر عسكري سوري إشارته إلى أن الغارات على صناعة داعش النفطية والغارات الـ472، تمت بالتعاون مع القوى الجوية السورية. وأشار المتحدث الروسي إلى أن مجموعة الطائرات الروسية في سورية واصلت خلال اليومين الماضيين طلعاتها الاستطلاعية المكثفة من أجل تحديد إحداثيات الأهداف، بالإضافة إلى توجيه ضربات دقيقة إلى مواقع تابعة للتنظيمات الإرهابية في سورية.
وقال كوناشينكوف: إن وسائل المراقبة الإلكترونية الروسية تؤكد الفعالية الفائقة لسلسلة الغارات المكثفة التي شنها سلاح الجو الروسي على مواقع الإرهابيين في سورية الأسبوع الفائت بدءاً من يوم الثلاثاء الماضي. ونقل عن مركز التنسيق العملياتي في بغداد تأكيده تكبد عصابات الإرهابيين في أرياف دير الزور والرقة وحلب خسائر فادحة جراء الغارات الروسية. وأوضح أن «الغارات الروسية على مواقع الإرهابيين في ريف حلب أسفرت عن تعطيل نظام إدارة عصاباتهم بالكامل، ما دفع بأفراد العصابات إلى مغادرة مواقعهم والانسحاب إلى داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية». وكشف أن «العصابات الإرهابية تكبدت خسائر أيضاً في محيط بلدة سراقب بريف إدلب وقلعة المضيق بريف حماة، بسبب الغارات الروسية». وأوضح المتحدث الروسي أن جميع الطائرات الروسية عادت، بعد تنفيذ مهامها القتالية، بسلام إلى قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية شريطاً مصوراً التقطته طائرة من دون طيار تابعة لسلاح الجو الروسي، ويظهر تدمير قاعدة للإرهابيين في ريف دير الزور من قبل قاذفات «تو-22 إم 3» روسية بعيدة المدى. وانضمت هذه القاذفات الإستراتيجية، التي تقدر على حمل مختلف أنواع الصواريخ المجنحة، إلى العملية الروسية في سورية، بجانب طائرات «تو-160» و«تو-95 إم إس» الإستراتيجية، بدءاً من يوم الثلاثاء الماضي. كما نشرت الوزارة شريطاً مصوراً يظهر تدمير مركز قيادة محصن في بلدة عين لاروز بريف إدلب، يعود لتحالف «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية، بصواريخ مجنحة أطلقتها سفن روسية من بحر قزوين. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن إطلاق الصواريخ تم بواسطة نظام «كاليبر» عالي الدقة. في سياق متصل، نفى كوناشينكوف قطعياً الاتهامات الأميركية الموجهة إلى سلاح الجو الروسي باستهداف «معارضة معتدلة» في سورية. وذكر بأن جميع هذه الاتهامات، بما في ذلك التصريحات الأخيرة للناطق الرسمي باسم القيادة الوسطى للجيش الأميركي، تأتي من دون تقديم أي أدلة أو وقائع، ونقلاً عن «مصادر مجهولة». وأردف قائلاً: «كلما ازدادت دقة غارات الطائرات الروسية، يكثف شركاؤنا محاولاتهم لإقناع الرأي العام الغربي بأنه من المحتمل ألا يكون بعض الإرهابيين أشراراً».
وأضاف: إن وزارة الدفاع الروسية كانت مستعدة لظهور معلومات مزيفة جديدة وتوزيعها عبر وسائل الإعلام الغربية على خلفية تكثيف العملية الروسية في سورية. لكنه أشار إلى أن ما يسمى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومكاتب دعائية مماثلة أخرى أصبحت تتحلى بدقة أكبر في تصريحاتها بعد الأحداث المأساوية في باريس وفوق سيناء وفي مالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن