شؤون محلية

صحة حمص: لا صحة لتفشي التهاب الكبد في إحدى القرى .. «المياه»: مياه القرية سليمة وفقاً لنتائج عينات التحليل الجرثومي

| حمص- نبال إبراهيم

وردت «الوطن» عدد من شكاوى المواطنين القاطنين في قرية بتيسة تارين بريف حمص الغربي، تتحدث بالمجمل عن معاناتهم من تفشي مرض التهاب الكبد الوبائي بالقرية، مؤكدين وجود إصابتين أو أكثر في كل منزل بالقرية تقريباً.

وأشار المشتكون إلى أن بعض الإصابات في القرية شديدة، وبعضها الأخر تتماثل للشفاء، مناشدين الجهات المعنية بضرورة التحرك وتحديد مصدر التلوث والعمل على معالجته وحله بالسرعة القصوى قبل أن يتفشى المرض فيصيب باقي أهالي القرية والقرى المجاورة.
هذا وقد كانت بعض صفحات التواصل الاجتماعي بالمحافظة قد ضجت خلال اليومين الماضيين بأخبار تتحدث عن وجود عشرات الإصابات بمرض التهاب الكبد الوبائي في القرية المذكورة، وسط عدم استجابة أو اتخاذ أي إجراءات لحل المشكلة من المعنيين في المحافظة.
من جانبه نفى مدير صحة حمص الدكتور مسلم الأتاسي لـ«الوطن» ما يتم تداوله عن وجود عشرات الإصابات بالتهاب الكبد الوبائي في القرية المذكورة نفياً قاطعاً، مؤكداً وجود 4 حالات فقط مشتبه في إصابتها ضمن عائلة واحدة، لافتاً إلى أنه تم إرسال فريق صحي من مديرية الصحة إلى القرية وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ومتابعة الحالات المشتبه في إصابتها.
وأشار إلى أنه تم أخذ عينات من مياه القرية لتحليلها في مخابر مديرية الصحة للتأكد من مدى سلامتها، وحالياً بانتظار ظهور نتيجة تلك التحاليل، موضحاً أن مصادر التلوث بالعادة تكون إما مائية أو غذائية وهذا ما سيتم التدقيق فيه خلال اليومين القادمين.
بدورها بينت رئيس دائرة الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة حمص الدكتورة غدير صليبي لـ«الوطن» أنهم تبلغوا عن طريق بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي وجود عدد كبير من الإصابات بالتهاب الكبد الوبائي في قرية بتيسة تارين، وبناءً على ذلك تم على الفور إرسال فريق صحي من المديرية ليتبين أن الوضع ليس كما يتم تداوله أو الحديث عنه على الإطلاق.
وأشارت إلى أن عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالتهاب الكبد الوبائي في القرية لم تتجاوز 15 حالة منذ بداية العام الجاري حتى تاريخه، مؤكدة أن عدد الحالات ليس بكبير ولا يدل هذا العدد على وجود جائحة أو وباء أو تفشي، وخاصة أن معظم الحالات تماثلت للشفاء ولم يسجل أي حالة وفاة ضمنها أو دخول مشفى.
وأشارت إلى أن الحالات الموجودة والمشتبه في إصابتها بالتهاب الكبد الوبائي متفرقة ومسيطر عليها وما احتاجت إلى دخول مشافٍ.
ولفتت إلى أنه تم أخذ عينات من مياه الشرب في القرية لتحليلها في مخابر المديرية وبانتظار ظهور نتائجها، مستبعدةً أن تكون المياه السبب وراء تلك الإصابات لكون عدد الحالات المشتبه في إصابتها قليلاً، ولو كانت المياه ملوثة لكان عدد الإصابات أكثر بكثير.
وبينت أنه لا يمكن الجزم بشأن سبب التلوث ما إذا كانت المياه أو غير ذلك حتى تظهر نتائج التحاليل، وخاصة أنه وفق تصريحات مؤسسة المياه أنهم أخذوا عينات من مياه القرية لتحليلها وكانت نتائجها سليمة وضمن المواصفات القياسية.
وبينت صليبي أن الفريق الصحي كان قد قام بقياس نسبة الكلور في المياه بالقرية وكانت طبيعية ومقبولة، متوقعة أنه على الأغلب أن يكون السبب وراء ذلك نتيجة لتلوث غذائي أو من خلال العدوى انتقلت من شخص مصاب إلى شخص آخر وهكذا نتيجة لتناوله طعام ملوث أو غير ذلك أدت لإصابته.
وكشفت عن وجود حالياً 4 حالات مشتبه في إصابتها بالالتهاب لطلاب من مدرسة واحدة في القرية، ومن المحتمل أن يكون طالب منهم قد نقل العدوى إلى الطلاب الآخرين، وتم أخذ عينات من مياه المدرسة ومن منازل هؤلاء الطلاب لتحليلها والتأكد من مدى سلامتها لأنه لا يوجد مستوصف صحي في القرية.
من جهته بين مدير الوحدات الاقتصادية في مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بحمص دحام السعيد لـ«الوطن» أنه تم إرسال فريق من وحدة مياه شين إلى القرية فور إعلام عن وجود حالات مشتبه في إصابتها بالتهاب الكبد الوبائي، وتم فحص المياه وتبين أنها معقمة ومكلورة، وتم أخذ عينات منها لإجراء التحاليل اللازمة لها في مخبر المديرية وكانت نتائجها سليمة وضمن المواصفات القياسية.
وأكد السعيد أن مياه الشرب في القرية سليمة ونظيفة وليس فيها أي تلوث وفقاً لنتائج عينات التحليل الجرثومي والكلور المتبقي، مستبعداً أن يكون مصدر حالات الالتهاب بالكبد الوبائي هو وجود تلوث في مصادر مياه الشرب في القرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن