أكدت طهران أنها ستبقى في مفاوضات فيينا إلى أن يتم استيفاء مطالبها القانونية والمنطقية والتوصل إلى اتفاق جيد، مشددة على أن الأوضاع الراهنة في فيينا اليوم هي مرآة للسلوك غير البناء للولايات المتحدة، وأن مواقف روسيا كانت إيجابية في المحادثات، موضحة أنها لن تقبل أن تكون إحدى دول الجوار مصدر تهديد لها، لافتة إلى أن الكيان الصهيوني تسبب بانعدام أمن إيران انطلاقاً من الأراضي العراقية أكثر من مرة.
ونقلت وكالة «إرنا» عن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني قوله فی تغریدة له على حسابه بموقع «تويتر» أمس الاثنين: «بعيداً عن الأجواء التحريضية في الداخل والخارج، يبذل جميع أركان البلاد جل جهودهم لصون المصالح الوطنية والارتقاء بها سنبقى في مفاوضات فيينا إلى أن يتم استيفاء المطالب القانونية والمنطقية للبلاد والتوصل إلى اتفاق جيد».
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية خطيب زاده: إن مصالح الشعب الإيراني منارة طریق لمفاوضات فیینا وستحدد إطار المفاوضات للوصول إلى اتفاق نهائي جيد.
وبيّن خطيب زاده في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس الاثنين أن واشنطن هي المسؤولة عن الوضع الراهن في مفاوضات فيينا ويجب أن تتخذ القرارات اللازمة، مؤكداً أن توقف المحادثات في فيينا مؤقت ولا يعني وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن عقد الجولة النهائية من المفاوضات يحتاج إلى اتخاذ واشنطن القرار السياسي اللازم.
وقال: «نحن لسنا على وشك إعلان الاتفاق حالياً لأن بعض القضايا الرئيسية متبقية ويجب اتخاذ القرار في واشنطن»، معتبراً أن توقف المفاوضات للاستراحة جاء بناء علی طلب منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، وأن الوفد الإيراني سيعود إلى فیینا ويعقد الجولة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق جيد.
وأشار إلى أن المشاورات مستمرة على مختلف المستويات ووزراء الخارجية وكبار المفاوضين هم على اتصال دائم.
واعتبر خطيب زاده أن الأوضاع الراهنة في فيينا اليوم هي مرآة للسلوك غير البناء للولايات المتحدة، مشدداً على أن مفاوضات فيينا تجري للحصول علی ضمان تقيد الولايات المتحدة بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يتخذ أي إجراء جاد للعودة إلى الاتفاق النووي، لافتاً إلى أن بايدن اختار مسار الحفاظ على إرث الرئيس السابق دونالد ترامب الفاشل في المفاوضات النووية.
وقال متحدث الخارجية: «إن الولايات المتحدة قدمت طلبات غريبة إلى اللجنة المشتركة خلال الأشهر الـ11 الماضية، ونوقشت هذه الطلبات وتعرف الولايات المتحدة أنها إذا قدمت طلباً، فإنه يطرح بشكل غير مباشر في اللجنة المشتركة، وعادة ما تتم مناقشته هناك».
وشدد خطيب زاده على أن الولايات المتحدة يجب أن تثبت أولاً صدقها وعزمها الجاد على العودة إلى الاتفاق، ومن ثم تقديم مطالبها في هذا الصدد ، قائلاً: «واشنطن ليست عضواً في الاتفاق النووي ومن هذا المنطلق لا یمكن لها اتخاذ قرار بشأن الاتفاق وأعضائه، فعليها أن تصبح عضواً في الاتفاق أولاً ثم عليها إثبات أنها ستلتزم بتعهداتها بموجب الاتفاق».
وقال خطيب زادة: «المواقف الروسية والصينية كانت بناءة، وقريبة لمواقفنا أكثر من أي دولة أخرى.. السلطات الروسية أكدت أنها لن تمنع التوصل إلى اتفاق جيد في فيينا».
وتابع: «نحن في الخطوات النهائية التي تتطلب شجاعة واقعية.. كل الأمور رهن بقرارات واشنطن، وإن قررت اليوم، بإمكان الوفود أن تعود إلى فيينا غداً».
ورداً على احتمال التوصل إلى اتفاق نووي من دون إشراك روسيا، قال خطيب زاده: «واشنطن قدمت اقتراحات شاذة بخصوص الاتفاق النووي أكثر من مرة، وتعرف أن جميع الاقتراحات يجب أن تطرح في اللجنة المشتركة للاتفاق النووي».
وبخصوص استهداف مقر للكيان الصهيوني في أربيل، أكد خطيب زاده أن طهران قامت بتحذير السلطات العراقية بأن لا تصبح حدودها مكاناً للتآمر على بلادنا، مطالباً الحكومة العراقية بأن تمنع استخدام أراضيها لتهديد الأمن والاستقرار في إيران.
وشدد على أن الكيان الصهيوني يعمل ضد إيران من إقليم كردستان العراق، موضحاً أن الكيان الصهيوني، أوجد عدة مرات حالة من انعدام الأمن انطلاقاً من الأراضي العراقية، ونُظمت بعض التجمعات المناهضة للثورة في إقليم كردستان ومن قبل الجماعات الإرهابية.
وأضاف خطيب زاده: «على الكيان الصهيوني أن يدرك جيداً أننا نعلم جيداً نقاط تجسسه، وإعلاننا عن هذه النقاط هو تحذير واضح له».