روسيا دمرت نقاط النازيين الجدد في ماريوبول.. ودونيتسك: مقتل 20 مدنياً بصاروخ أوكراني … موسكو: لا نستبعد وضع مدن أوكرانية تحت سيطرة الجيش.. وسنخرج من الجمعية البرلمانية الأوروبية
| وكالات
أكدت موسكو عدم استبعاد وضع مدن كبيرة في أوكرانيا تحت السيطرة الكاملة للقوات الروسية مع ضمان أمن السكان، مشيرة إلى أن روسيا ستخرج قريباً من الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي.
وبالتوازي واصلت القوات الروسية عملياتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا لليوم 19 مركزة على ضرب منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتحرير أراضي دونباس، وسط استمرار المساعي للتوصل لحل سلمي للأزمة.
وفي التفاصيل نقلت قناة «روسيا اليوم» عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله أمس الإثنين، إن «وزارة الدفاع، مع ضمان أقصى درجة من الأمن للسكان المدنيين، لا تستبعد إمكانية بسط سيطرة قواتها بشكل كامل على المدن الكبيرة التي أصبحت اليوم مطوقة عملياً، باستثناء المناطق المستخدمة لعمليات الإجلاء الإنسانية».
وشدد بيسكوف على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر في بداية العملية الخاصة في أوكرانيا بعدم اقتحام المدن، بما فيها العاصمة كييف، بسبب قيام المسلحين بنشر أسلحة هناك.
وقال: «في بداية العملية، أمر الرئيس الروسي وزارة الدفاع بالامتناع عن شن هجوم فوري على المدن الكبيرة، بما فيها كييف، بسبب قيام الفصائل القومية المسلحة بتجهيز مواقع لإطلاق النار ونشر معدات عسكرية ثقيلة في المناطق السكنية، بينما القتال في المناطق المكتظة بالسكان سيؤدي حتماً إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين. وتم التخطيط للعملية مع أخذ هذه الحقيقة بالذات في الاعتبار».
وأشار بيسكوف إلى أن موسكو تعتبر موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استفزازياً، لكونهما يدفعان روسيا بتصريحاتهما لاقتحام المدن الكبرى في أوكرانيا من أجل تحميلها لاحقاً مسؤولية مقتل المدنيين.
وقال بيسكوف إن القوات الروسية تستخدم أسلحة حديثة عالية الدقة، ولا تصيب إلا مرافق البنية التحتية العسكرية والمعلوماتية لأوكرانيا، وأكد أن كل الخطط الروسية المتعلقة بنزع عسكرة أوكرانيا سيتم تنفيذها في المواعيد المقررة لها مسبقاً وبصورة كاملة، مضيفاً إن الإطار الزمني للعملية العسكرية في أوكرانيا لن يتم الإفصاح عنه.
وأشار بيسكوف إلى أن روسيا تمتلك قدرة على تنفيذ العملية في أوكرانيا، وأنها لم تتوجه لأي دولة بطلب مساعدة.
من جانبه أعلن النائب في مجلس الدوما، ورئيس الوفد الروسي إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا PACE، بيوتر تولستوي، أن روسيا سوف تخرج قريباً من اتفاقيتها مع المنظمة.
وفي تصريح لوكالة «نوفوستي» الروسية، قال تولستوي إن الوفد الروسي لم يعد يشارك في أعمال الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، أحد الأجهزة القانونية للمجلس الأوروبي، وهي منظمة دولية مكرسة لدعم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، وتشرف على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، كما أضاف إن روسيا لم تعد تشارك كذلك في الهيئات الأخرى للمجلس الأوروبي، وربما تخرج من اتفاقيتها مع المنظمة وتنسحب منها.
ورداً على سؤال حول مدفوعات العضوية السنوية، قال تولستوي إن الجانب الروسي لم يحول بعد اشتراكه السنوي في الجمعية.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو الذي تترأس بلاده منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أنه لا يستبعد الحل الدبلوماسي للأزمة في أوكرانيا، وقال في مؤتمر صحفي في نيويورك قبل خطاب في الأمم المتحدة بثه التلفزيون البولندي: «لا يمكننا القول إن الدبلوماسية ليس لها مستقبل في حل هذه الأزمة، رغم أن دور الدبلوماسية الآن أكثر صعوبة».
ورداً على سؤال حول مستقبل محادثات السلام، أشار إلى أن «الاتفاق ممكن دائماً، بشرط أن تكون هناك إرادة من الجانبين ليس فقط للتوصل إلى اتفاق، ولكن أيضاً للاقتراب منه».
وفي سياق متصل أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أمس الإثنين أنه بحث الوضع في أوكرانيا مع المستشار الألماني أولاف شولتس في أنقرة، وأضاف، خلال مؤتمر مشترك مع شولتس في أنقرة، إن تركيا ستواصل بذل الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في أوكرانيا.
من جهته، ناشد المستشار الألماني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير الجيش الروسي لجميع نقاط إطلاق النار التي استخدمها النازيون الجدد وقواتهم في ضواحي مدينة ماريوبول وفي المناطق السكنية.
وأوضح بيان للوزارة أن الجانب الروسي اقترح إنشاء 10 ممرات إنسانية في 14 آذار، ووافقت السلطات الأوكرانية على ثلاثة منها، واقترحت 11 مساراً إضافياً.
وبينت أن عملية فك الحصار حول ماريوبول سمحت بفتح ممرات إنسانية وبدء إجلاء السكان، مشيراً إلى أنه ومنذ بداية العملية الخاصة للقوات المسلحة الروسية، تم إجلاء 248 ألفاً و993 شخصاً، من بينهم 54481 طفلاً.
وقال البيان: «خلال اليوم الماضي، تم إجلاء 8575 شخصاً من مناطق خطرة في أوكرانيا وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، من بينهم 1292 طفلاً (…) وما زال 6972 مواطناً من 22 دولة أجنبية محتجزين كرهائن من مسلحي كتائب الدفاع الإقليمية في أوكرانيا».
وبين البيان تزايد أعداد اللاجئين المتدفقين عبر الحدود الغربية لأوكرانيا إلى بولندا والمجر وسلوفاكيا ورومانيا، مؤكداً أن النازيين الجدد يواصلون قتل السكان الناطقين باللغة الروسية كلياً أو جزئياً، حيث يمارسون إبادة جماعية في واقع الأمر، في حين يتلقى السكان المدنيون في المناطق المحررة في أوكرانيا 110 أطنان من المواد الأساسية والغذائية يومياً.
وتابع البيان: يسعى معظم السكان المحتجزين لدى القوميين المتطرفين في مدن أوكرانيا إلى اللجوء إلى روسيا وليس إلى الغرب زاد عدد طلبات الإجلاء من أوكرانيا بأكثر من 12 ألفاً في اليوم، وبلغت أكثر من 2.6 مليون، وعلى مدى اليومين الماضيين، تمكنت القوات المسلحة الروسية من إجلاء 21 ألفاً و345 شخصاً، في اتجاهات جيتومير ولوغانسك ودونيتسك.
وختم البيان بأن القوميين المتطرفين يجبرون الرجال ممن تتراوح أعمالهم بين 18 و60 عاماً تحت تهديد الانتقام من أفراد الأسرة على الالتحاق بكتائب في خاركوف وأوديسا ونيكولايف.
وعلى خط مواز أعلنت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية أن 20 شخصاً بينهم أطفال قتلوا وأصيب آخرون بجروح نتيجة هجوم شنته القوات الأوكرانية باستخدام صاروخ «توتشكا-أو» على مدينة دونيتسك أمس الإثنين.
وقال رئيس جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين إن هناك أطفالاً بين الذين لقوا مصرعهم بسبب سقوط حطام الصاروخ الأوكراني على المدينة، وأضاف إن الصاروخ الأوكراني «توتشكا-أو» الذي تم اعتراضه فوق دونيتسك، كان عنقودياً.
وأفادت وزارة الصحة في دونيتسك بأنه بعد القصف تم نقل 18 مصاباً إلى المستشفى.
ووصفت قوات دونيتسك استهداف المدينة بصاروخ «توتشكا-أو» بأنه عمل إرهابي، معتبرة أن الجيش الأوكراني استخدم صاروخاً لقصف دونيتسك من أجل الإبادة الجماعية للمدنيين.