سورية

الشعار: خطوة بالاتجاه الصحيح للارتقاء بأدائها.. وسورية ثابتة على مواقفها … برعاية الرئيس الأسد.. انعقاد المؤتمر الـ11 لـ«الجبهة الوطنية التقدمية» .. الهلال: الشعب السوري يرفض الفئوية.. والأحادية القطبية تُدفن في أوكرانيا

| منذر عيد

برعاية الرئيس بشار الأسد رئيس الجبهة الوطنية التقدمية عقد المؤتمر الحادي عشر للجبهة الوطنية التقدمية تحت شعار «جبهتنا في عيدها الذهبي دعامة وحدتنا الوطنية»، تم خلاله التأكيد أن سورية ثابتة على مواقفها الوطنية والقومية وأن العالم يتغير إيجابياً؛ ومحور الاستقلال يتسع ويتصاعد، وكان لسورية بشعبها وجيشها وقائدها الفضل بالانطلاقة الأولى لهذا العمل المركز نحو نظام عالمي جديد أقل تعسفاً واستبداداً، وأكثر توازناً واحتراماً لمبادئ القانون الدولي ومقاصده.

وعقد مؤتمر الجبهة التي تأسست في آذار 1972، وتضم عدداً من الأحزاب بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في مجمع صحارى بالديماس بريف دمشق. وحضر افتتاح أعمال المؤتمر رئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ ورئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس وأعضاء القيادة المركزية لحزب البعث وأمناء فروعه، وأعضاء القيادة المركزية للجبهة، والأمناء العامون أحزابها والأحزاب الوطنية الأخرى وأمناء فروع الجبهة في المحافظات وعدد من المسؤولين في الدولة.

ممثل الرئيس الأسد في المؤتمر، نائب رئيس الجبهة، اللواء محمد الشعار، أكد في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن الجبهة شكلت حالة نوعية في سورية وأسست لتعددية حزبية وسياسية وجسدت الوحدة الوطنية المنشودة.

وقال: «كان لوضوح الرؤية والنظرة الثاقبة لدى القائد المؤسس حافظ الأسد الأساس في الدعوة لتأسيس الجبهة ووضع تصور صحيح لمفهومها واعتبر قيامها ضرورة حتمية يفرضها الواقع لتحقيق وحدة النضال والمبادئ التي حملها حزب البعث العربي الاشتراكي».

وشدد الشعار على أهمية دور الجبهة في الظروف الحالية التي تخوض فيها سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد التحديات في مختلف الصعد، حيث تتعرض للهجمات في أكثر من جانب من أعداء داخليين وإقليميين ودوليين للنيل من استقلالها ووحدتها وحرفها عن ثوابتها الوطنية.

وأوضح، أن دول الغرب الأطلسية اتبعت في تهديدها لأمن روسيا الاتحادية أسلوباً مشابهاً لما اتبعته بتخطيط وتنفيذ الحرب القذرة على سورية من حيث الهستيريا الإعلامية والإجراءات الاقتصادية والسياسية والثقافية غير المشروعة التي فرضت على بلادنا وتفرضها الآن على روسيا.

وبين الشعار، أن الأسلوب الأميركي لزعزعة استقرار الدول التي تعارض سياستها الرعناء سبق ونفذ في سورية والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان وعلى روسيا الاتحادية حالياً.

وعبر عن أمله وثقته بأن يقوم المؤتمر من خلال القيادة المركزية للجبهة وأحزابها بترسيخ عدد من المفاهيم أبرزها «رؤية الرئيس الأسد ومبادئه السياسية الواضحة والمستندة إلى الوعي الاجتماعي والوطني، وفكر الجبهة التقدمي الكفيل بمواجهة التحديات الفكرية الإلغائية والتكفيرية، وتعزيز الوحدة الوطنية والدفاع عن السيادة، والتواصل المستمر مع المواطنين الذين يعدون البوصلة المحركة للأحزاب».

وبين الشعار، أن الجبهة اعتمدت في خططها على مرتكزات أساسية منها الاستمرار في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه والصمود في مواجهة الحصار والتخفيف من آثاره ودعم القوات المسلحة ورعاية ذوي الشهداء والجرحى وتقديم العون لهم للتخفيف من معاناتهم وتعزيز العلاقة مع الأحزاب العربية والقومية والعالمية التي تؤيد قضايانا الجوهرية وتتضامن مع قوى المقاومة.

نقلة نوعية

وأعرب الشعار عن تمنياته بالخروج من المؤتمر بقرارات وتوصيات ومقترحات مهمة وواقعية لتحقيق نقلة نوعية في عمل الجبهة بما يستجيب لمتطلبات الواقع المتنامي على كل المستويات وتعاظم الأخطار المحيطة بالعالم كله والمنطقة خاصة، مشدداً على أن المؤتمر يشكل خطوة بالاتجاه الصحيح للارتقاء بأداء الجبهة كمؤسسة سياسية قيادية.

وقال: «كانت المواقف السياسية التي اتخذتها القيادة السياسية منذ عقود وخاصة ما يتعلق بالكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية سبباً رئيسياً في تدبير المؤامرات والدسائس لبلدنا، في مساعٍ متكررة لزعزعة الاستقرار الداخلي وخلق الصعوبات المعيشية لأبناء الشعب بهدف إضعاف الوحدة الوطنية وإضعاف الثقة والتلاحم بين الشعب وقيادته، وقد فشلت الكثير من هذه المؤامرات في أكثر من زمان ومناسبة».

وبيّن، أنه ونتيجة للموقف التاريخي الذي وقفته روسيا الصديقة مع سورية في مكافحة الإرهاب ودعم الدولة السورية، فقد أعلنت سورية ومعها الجبهة الوطنية التقدمية بكل أحزابها الوقوف وبحزم إلى جانب روسيا ودعمها بما قامت به من إجراءات لإطلاق العملية الخاصة في أوكرانيا حفاظاً على أمنها القومي وعلى مواطنيها في مقاطعات أوكرانية.

ثبات على المواقف

وأوضح الشعار، أن العالم يشهد في هذه المرحلة تطورات هامة ستؤدي إلى ولادة نظام عالمي جديد تسود فيه مبادئ القانون الدولي والعلاقات السياسية الأخلاقية بين الدول التي أساسها المصالح المشروعة المتبادلة والسلام العادل بدلاً من الفوضى التي سببها نظام القطب الواحد الذي لا يهمه سوى مصالحه غير المشروعة والذي أدى إلى الإضرار بكل مصالح الدول الأخرى.

وأكد، أن سورية تقف وقفة شجاعة، وصمود رائع بقيادة قائدها الشجاع تجاه كل التحديات التي تواجهها، وهي ثابتة على مواقفها الوطنية والقومية بالتصدي لمؤامرة الغرب وأزلامه وتحرير الأراضي العربية المغتصبة وإعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وفي الوقت نفسه تعمل بدأب على إزالة كل آثار الحرب الظالمة التي تعرضت لها منذ 2011 بما في ذلك مقاومة الحصار الاقتصادي الجائر، وتحشد كل الطاقات لإزالة الاحتلال الأميركي والتركي من شرق وشمال البلاد ودحر هذا الاحتلال بكل الوسائل المشروعة في الدفاع عن النفس وحماية سيادة البلاد وبسط سيطرتها على كل حبة تراب من أرض الوطن.

مراجعة الماضي

بدوره أكد الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، هلال الهلال، أهمية مراجعة المراحل الماضية لعمل الجبهة بكل ما فيها من تحول نوعي شهدته سورية وأحداث كبيرة عاشتها الأمة العربية والمنطقة والعالم برمته لتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات بكل شفافية ووضوح.

ولفت إلى أن استمرار العمل الجبهوي وتفرده في الوطن العربي يعني أن الشعب السوري يرفض الفئوية بكل أشكالها وأن الأحزاب الناجحة هي التي تنصاع للإرادة الشعبية وتعمل على تحويلها لواقع ملموس وفق حلول دستورية وقانونية.

واعتبر الهلال أن الشعب السوري كان طليعياً في تحدي النظام العالمي أحادي القطب وأول من امتلك الجرأة منذ عام 2011 على دق أول إسفين في نعش هذا النظام الجائر ومواجهة قوى الهيمنة والصهيونية والرجعية التكفيرية والإرهاب مجتمعة، لافتاً إلى أن العالم يشهد اليوم عملية الدفن النهائي للنظام أحادي القطب خلال العملية الروسية في أوكرانيا والمبذولة بهدف وقف تهديد حلف «الناتو» لأمنها القومي وهي تلقى التأييد والدعم من كل القوى المحبة للعدل والسلام في العالم.

معركة واحدة

وأوضح أن العالم يتغير إيجابياً؛ ومحور الاستقلال يتسع ويتصاعد، وكان لسورية بشعبها وجيشها وقائدها الفضل بالانطلاقة الأولى لهذا العمل المركز نحو نظام عالمي جديد أقل تعسفاً واستبداداً، وأكثر توازناً واحتراماً لمبادئ القانون الدولي ومقاصده.

وشدد الهلال على أن أكثر المراحل في التعاون الإستراتيجي والتبادل الاقتصادي والتجاري والعسكري بين الكيان الصهيوني والنظام التركي العثماني هي التي حصلت في زمن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.

وقال: «معركة سورية وروسيا وإيران مشتركة وواحدة والعدو واحد، والتحالف بيننا واحد ومتين يبنى على مصالح قوية ومشتركة، دائماً نسميه محور الصدق والوفاء، في حين نجد المحور الآخر هو محور العدوان والكذب والافتراء والغدر».

وتضمنت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عرض فيلم وثائقي حول المحطات المهمة في حياة الجبهة الوطنية التقدمية منذ تأسيسها.

عرنوس: لن يكون هناك أي مشكلة غذاء في سورية ولدينا قمح يكفي إلى مابعد موسم الحصاد

أكد رئيس مجلس الوزراء، حسين عرنوس، أن تأمين المواد الغذائية من أولى أولويات الحكومة، ولن يكون هناك أي مشكلة غذاء في سورية التي لديها من القمح ما يكفي إلى ما بعد موسم الحصاد القادم إضافة إلى استمرار توريدات المواد الغذائية الأساسية.

عرنوس الذي كان يتحدث في عرض قدمه خلال الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر الحادي عشر للجبهة الوطنية التقدمية، قال: إن تأمين المواد الغذائية من أولى أولويات الحكومة وكذلك تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي والصناعي والمشتقات النفطية وإطلاق الإنتاج في المشاريع المتوسطة والصغيرة.

وأضاف: لن يكون هناك أي مشكلة غذاء في سورية ولدينا من القمح ما يكفي إلى ما بعد موسم الحصاد القادم إضافة إلى استمرار توريدات القمح والمواد الغذائية الأساسية، مع الإيقاف المؤقت لتصدير عدد من المواد الغذائية المنتجة محلياً.

وفي الجلسة الأولى للمؤتمر التي ناقش فيها المشاركون في المؤتمر التقرير السياسي والتنظيمي، أكد نائب رئيس الجبهة، اللواء محمد الشعار، أهمية البنية التنظيمية القوية المتراصة للأحزاب وإحداث المراجعة الذاتية للتنظيم الحزبي الواحد، مبيناً أن الأحزاب وسائل وليست غايات ويتمثل دورها في تأمين الوعي الجمعي الوطني الذي تتفق عليه أحزاب الجبهة جميعها تحت السقف الوطني.

ولفت الشعار إلى أن الإمكانات والموارد المحلية المحدودة تتطلب توظيف القدرات حتى تصل هذه الموارد للجميع بإدارة سليمة وصحيحة وهذا ما يتم التركيز عليه مع الحكومة، مبيناً أنه بقدر ما يكون التنظيم الحزبي قوياً بقدر ما تتحقق القدرة في التأثير على الشارع وإيصال معاناة المواطنين وقضاياهم للحكومة بكل شفافية وموضوعية.

وأشار إلى ضرورة تماسك البنية التنظيمية لفروع أحزاب الجبهة بالمحافظات من خلال قيام أمناء الفروع ومكاتبها السياسية بتفعيل العمل الحزبي الشعبي ومعالجة أي تقصير واستقطاب شريحة الشباب الواعي المثقف لتفعيل دور الجبهة في كل القطاعات العامة، داعياً الفروع إلى إطلاع القيادة المركزية للجبهة أولاً بأول على مستجدات العمل الحزبي بالفروع لأن أي قوة ومنعة لأي حزب في الجبهة تمثل قوة للجبهة بأكملها.

وتضمنت الجلسة نقاشات ومداخلات لأمناء وأعضاء فروع أحزاب الجبهة بالمحافظات أشاروا خلالها إلى أهمية التفاعل والتعاون والتنسيق بين فروع ولجان الجبهة مع الفعاليات المجتمعية والأهلية من خلال لقاءات حوارية في مناطق عمل الفروع واللجان.

وطالب المشاركون في مداخلاتهم بتفعيل دور أحزاب الجبهة في الحياة السياسية والاقتصادية وزيادة تمثيل الأحزاب في المؤسسات الحكومية والاعتماد على الحزبيين الجبهويين أصحاب الكفاءات والخبرات والنزاهة وتفعيل الصحافة والإعلام الجبهوي وتأمين مكاتب ومقرات لفروع الجبهة في المحافظات التي لا يوجد فيها وترميم مقرات ومكاتب الفروع التي بحاجة إلى ترميم.

وأكد المشاركون ضرورة تعميق ثقافة المقاومة ودعم متطلبات الصمود وتحسين الواقع المعيشي ومعالجة القضايا الخدمية ودعم العملية الإنتاجية وتأمين فرص عمل جديدة والتشدد بمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين والتركيز على دور الشباب ودعمهم وتسهيل إقامة الجمعيات السكنية لمعالجة أزمة السكن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن