رياضة

أجور..

| مالك حمود

وأخيراً صدر رسمياً قرار رفع أجور التحكيم في كرة السلة السورية، صحيح أنه تأخر نسبياً، لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً، بعدما تعالت صيحات الحكام من هنا وهناك منادية ومناشدة بتحسين تعويضاتها في مطلب حق وسط الصعوبات الحياتية الجمة التي تلف بالجميع، والحكام جزء منهم لكنهم دائماً في الواجهة ومطالبون بتحمل مشقة السفر بين المحافظات لتحكيم المباريات وتحمل كل الغلاظات القادمة من عدة أطراف، وقلما تجد السند القوي الذي يحميهم من التطاول والأذى.

زيادة أجور التحكيم لا تأتي من باب الترفيه للحكم أو الدلال، وإنما لتعويضه عن المصاريف التي يتكبدها في تكاليف السفر والتنقل والأكل والشرب، في مرحلة تعتبر الأكثر وعياً من الحكام الذين لاحظنا عليهم عمليات تخفيف أوزانهم بشكل واضح وكبير، ما يعني أنهم باتوا يتعاملون مع المسألة باحترافية ومسؤولية.
الحكم مثله مثل اللاعب له حقوقه وعليه واجبات، له متطلباته، وعليه مسؤوليات، يجب أن يحافظ على جاهزيته باستمرار من خلال التدريب واللياقة والرشاقة والتركيز الذهني العالي، وبالمقابل يجب أن تؤمن له كل معطيات نجاح مهامه داخل المستطيل وخارجه، فهل هي مؤمنة بالكامل؟ في ساحة الكل فيها يمكن أن يخطئ إلا الحكم فالغلطة لديه لا تغتفر، رغم القاعدة الأساسية التي تقول بأن أفضل الحكام هم أقلهم أخطاء..!
التعويضات تحسنت، والحكام وجدوا مبتغاهم، ونأمل أن ينعكس ذلك على المزيد من الالتزام والانسجام والاهتمام.
وبالوقت ذاته فإن تحركات القيادة السلوية والرياضية يجب ألا تبقى محصورة في الحكام، فاللاعب هو الجزء المهم في المعادلة، والمطلوب متابعة أوضاع اللاعبين والمدربين، والبحث في مسألة التأخير في دفع الرواتب، وتفاصيل بعض الأندية تؤكد أن البعض لم يقبض منذ شهور..!
أين التزامات الأندية تجاه العقود التي وقعتها مع لاعبيها، وهل يجوز التأخر في دفع الرواتب للاعبين المحترفين الذين باتت الرياضة مصدر رزقهم الوحيد والأساسي، وفي الزمن الأصعب اقتصادياً؟!
اللاعب ليس معنياً إذا كان المال متوافراً لدى النادي في هذه الفترة أو تلك، والنادي الذي وقع مع اللاعب عليه أن يكون ضامناً لتأمين كل ما تم ذكره في العقد، والأهم التعامل على مبدأ (على قد لحافك مد رجليك) والعقود والتعاقدات لا تتم بمجرد الكلام، وزرع الأوهام، وبعدها تتبعثر الأحلام.
البحث عن الاستثمارات وتفعيلها من أولويات العمل في الأندية، ولكن يجب أن تكون الاستثمارات على حساب البناء الرياضي في النادي، والأجدر البحث عن الجهات الراعية والموارد الإعلانية القادرة على حمل جزء من متطلبات النادي، وقد تكون البداية محدودة لكنها تشكل خطوة مهمة وأساسية يمكن أن يبنى عليها في القادمات، ولنحفر البئر قبل أن نعطش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن