سورية

في رسالة تحذير للنظام التركي من الحسابات الخاطئة في إدلب وأوكرانيا … الطيران الروسي يستأنف غاراته ضد الإرهابيين في «خفض التصعيد»

| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد احمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات

استأنف الطيران الحربي الروسي غاراته ضد الإرهابيين في منطقة «خفض التصعيد» والممولين من النظام التركي بعد توقف استمر نحو ٥ أسابيع، في رسالة تحذير لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مغبة الحسابات الخاطئة في مثل هذا التوقيت من عمر العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، في وقت واصل الجيش العربي السوري تمشيط البادية الشرقية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي.

وذكرت مصادر محلية في جبل الزاوية بريف إدلب لـ«الوطن»، أن مقاتلات روسية نفذت أمس غارة جوية في محيط بلدتي بزابور وشنان، حيث تقع نقطة مراقبة غير شرعية للاحتلال التركي بالقرب من البلدة الثانية، من دون التأكد من سقوط قتلى أو جرحى في صفوف جيش الاحتلال أو الإرهابيين.

وبينت أن صواريخ المقاتلات الروسية انفجرت في سماء نقطة المراقبة لجيش الاحتلال، كنوع من التحذير من تحقيق إصابة مؤكدة في الهدف مستقبلاً في حال لم يقرأ النظام التركي الرسالة جيداً، خاصة أنها تأتي بعد فترة توقف استمرت مدة بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في ٢٤ الشهر الماضي وسجل نظام أردوغان خلالها مواقف متناقضة حيالها لا تصب كلها في مصلحة الوفاق مع موسكو.

مصادر مراقبة في «خفض التصعيد» توقعت لـ«الوطن»، أن تشهد المنطقة مزيداً من التصعيد الروسي ضد إرهابيي أردوغان المنضوين في ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحاضنته الحالية «هيئة تحرير الشام» وتضم ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة للنظام التركي، وذلك على خلفية خروقات وقف إطلاق النار التي يستمر هؤلاء بتنفيذها ضد وحدات الجيش العربي السوري المنتشرة بريفي إدلب الجنوبي والشرقي وبأوامر من أردوغان.

المصادر عدّت غارة أمس الروسية بأنها تحذير جلي وواضح لنظام أردوغان لاتقاء شر تسخين «خفض التصعيد» مستغلاً انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا أو محاولة تغيير خطوط تماس المنطقة الثابتة منذ أكثر من سنتين لمصلحة «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة، لأن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ذلك وأنها ستقف إلى جانب الجيش العربي السوري الذي استعد جيداً لأي معركة مقبلة محتملة.

وأوضحت أن موسكو تجدد تذكيرها لأردوغان بضرورة تنفيذ بنود «اتفاق موسكو» الروسي – التركي ويقضي بإعادة وضع طريق عام حلب اللاذقية «M4» في الخدمة و«اتفاق سوتشي» الذي ينص على طرد التنظيمات الإرهابية من المنطقة، وخاصة في هذه الفترة التي تسبق عقد جولة جديدة للجنة مناقشة الدستور وكذلك اجتماع «أستانا» المرتقب.

وأشارت إلى أن الكرملين وجه وسيوجه رسائل لأردوغان لاستجلاء مواقفه الرمادية من الحرب الدائرة في أوكرانيا، ولرسم خطوط حمراء لسياساته الخارجية والتحرك ضمنها، وإلا فإن العواقب لا تحمد عقباها إذا ما أصر على السير في ركب واشنطن وخلف حلف «الناتو».

ومطلع العام الجاري، كثف الطيران الحربي الروسي من استهدافه معاقل إرهابيي أردوغان في إدلب وريف حلب الغربي، ودمر الكثير من الأهداف التي يتضمنها بنك المعلومات الروسي.

وفي البادية الشرقية، بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة تتابع تمشيط بادية حمص الشرقية من خلايا تنظيم داعش، موضحاً أن الحالة الجوية التي تسود لم تشكل عائقاً للقوات البرية في عملياتها بتمشيط قطاعات البادية.

في المقابل، قصف الاحتلال التركي بالقذائف قرية الهوشرية شمال شرق مدينة منبج بريف حلب والخاضعة لسيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية، في حين استهدفت مسيّرة تابعة له موقعاً لـ«قسد» في بلدة تل رفعت في ريف حلب، وسط أنباء عن وقوع خسائر بشرية، وفق مواقع إلكترونية معارضة.

من جهة ثانية، استقدم الاحتلال الأميركي، قافلة تضم نحو خمسين شاحنة، محملة بمعدات عسكرية ولوجستية وعربات عسكرية وأسلحة قتالية، وصهاريج إلى إحدى قواعده غير الشرعية في مدينة الشدادي جنوب الحسكة، وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن