ثقافة وفن

في يومك المجيد

| إسماعيل مروة

أيها السيد الذي لا يصل إلى مستواه واحد في هذا الكون..
أيها المتمثل في المعرفة، الذي تتمثل فيه المعرفة بأبهى الصور..
أيها الحب القادر على المنح والعطاء في كل لحظة، ولا يملّ الحب..
أيها النور، وأنت وحدك نور لا يخبو ولا يتوقف عن الإنارة مهما اشتدت الظروف.
إن كنت تملك أو كنت لا تملك فأنت العطاء.
إن كنت عاجزاً فأنت القدرة.
وإن كنت قادراً فأنت كون من حب.
إليك في يوم عيدك.. في يومك المجيد سيدي المعلم..
لك تنحني القامات ولا تشعر أبداً بأنها تنحني.
أمامك تنخفض الأصوات.. وتشعر أنها تصرخ في المدى..
الربّ تجلى في المعلم.. ونودي اقرأ..
وحين التردد عن القراءة كان الفهم.. تعالى الله قائلها..
رسله كانوا معلمين
الملهمون كانوا معلمين
سقراط رب الفلسفة كان معلماً
وأثينا سيجها المعلمون
المعلمون أحاطوا بأثينا فعجز عنها الطغاة.
في كل مكان يملك الكبرياء يقف المعلم في الخط الأول
المختار كان معلماً لكلمة الحق
الشهبندر كان معلماً لحب الوطن
العظمة كان معلماً لصياغة وطن..
الخوري كان معلماً في صياغة قانون وطن ومعرفة حقوقه..
يا لك أيها المعلم
أجدني مديناً لك في حرفي.. في حياتي
من جبينك لقمة عيشي
من ابتسامتك جدران بيتي
من خطوتك معالم طريق يعجز الزمن عن محوها
بالقداسة كنت معلماً، وتدرك أن الكون دون وجودك لا شيء
ترعاه طفلاً
تتعهده عييَّاً
أين منك سيزيف؟!
أين منك ما يتحدثون؟!
ترقب زرعك وتدعو له بالنماء
تمر بحقولك التي تموج فتسعد والحقول ليست لك
أرأيت أكرم وأنبل من خلقك وتواضعك؟!
وحين تفرد كفيك يطير الطائر وقد نما ريشه، وترقب بسعادة طيرانه، وأنت تعلم حق العلم أنه لن يعود إلى كفك مرة أخرى!
الناس يرقبون غلالهم، وأنت تسعد بغلال لا تراها
وعلى مخدة متواضعة
وعلى حجر
وعلى تراب
تغزو شمس علمك عينيك
تدمع العينان
قد يطولها الألم والرمد
قد تفقد النور في العينين
لكنك ترقب الشمس بابتسامة سعيدة
ونودي اقرأ
تعالى الله قائلها
ويمشي جسدك معطراً بالبخور إلى أبدية الحياة
ليصبح عطراً يضوع في الأرجاء
لا ندرك السرّ في غمرة انشغالنا
لا نعرف..
وحين نعرف.. نتوجه إليه.. لا نجد سوى شعاعٍ
هو أنت سيدي ومعلمي مذ تلقيت الحرف على يديك إلى أن حزتُ الحياة من خيرهما.
كل عام وأنت مجيد في كل حركة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن