شؤون محلية

أزمة النقل مستمرة وتزداد حدة في طرطوس … ناعوس: أسطول النقل متهالك وأعداده قليلة واتخذنا إجراءات جديدة للحد من الأزمة

| طرطوس- هيثم يحيى محمد

لم يلمس المواطن في محافظة طرطوس أي نتائج إيجابية تذكر في معالجة أزمة النقل العام التي يعاني منها في ذهابه وإيابه بين الريف والمدينة، وبين مدن مراكز المناطق ومدينة مركز المحافظة، ونجد عشرات المواطنين من موظفين وطلاب وغيرهم ينتظرون في قراهم أو على مفارقها وطرقها لفترات تمتد بين الساعة والساعتين ليظفروا بتأمين مقعد لهم في وسيلة نقل عامة تنقلهم إلى مراكز عملهم أو مراكز أطبائهم ومشافيهم إذا كانوا مرضى، ويتكرر المشهد والواقع ذاته في أثناء عودتهم لبيوتهم من المدن حيث نجد مئات المواطنين في الحر والقر ينتظرون في كراجات!

مدير النقل في الأمانة العامة للمحافظة هانيبال إبراهيم أوضح بعض الإجراءات التي تم اتخاذها للحد من الأزمة، حيث ذكر أنه تتم الاستعانة بسيارات شبه بولمان وتعمل على الخطوط الخارجية للقيام برحلات على الخطوط المأزومة وقت الذروة، وذلك وفقاً لضوابط خاصة لرفد ودعم السرافيس العاملة على الخط والاستعانة بباصات نقل داخلي وقت الحاجة واستدعاء سرافيس من الخطوط نفسها بعد استكمال رحلاتها وختامها للقيام برحلات إضافية وقت الحاجة وفقاً للضوابط المعمول بها، وتفعيل النقل الجماعي للعاملين في الجهات العامة حيث قطعت محافظة طرطوس شوطاً كبيراً بالتحضير لهذه الخطوط، وحالياً توجد إضبارة كاملة متضمنة عدد العاملين وعدد السيارات التي ستقوم بالنقل وهي في طور الإعلان حالياً، علماً أن لجنة تنظيم نقل الركاب المشترك بحالة انعقاد دائم لمعالجة كل القضايا بالسرعة اللازمة.

واقترح إبراهيم من أجل معالجة أزمة النقل تجديد أسطول النقل العام وتحديثه من خلال السماح باستيراد وسائل النقل العام، وإعطاء تسهيلات خاصة للمستثمرين وفقاً للأصول، وتفعيل النقل الجماعي من خلال استقدام باصات نقل داخلي جديدة للمساهمة في حل المشكلة، على أن تعمل على خطوط تتناسب مع الحالة الفنية لهذه الباصات مثل خطوط /طرطوس بانياس-طرطوس السهل- الصفصافة- المناطق القريبة-… /.

واجتمعت لجنة نقل الركاب بطرطوس منذ بضعة أيام برئاسة المحافظ ودرست هذا الواقع، وقال عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل حسان ناعوس لـ«الوطن»: ليس بخاف على أحد نقص عدد آليات أسطول نقل الركاب بمحافظة طرطوس سواء بين المناطق ومركز المحافظة، أو بين المناطق وقراها، وأنتم أكثر من يعلم ذلك، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن أزمة النقل تعم البلد بالكامل، وطرطوس بينها، وهي أقل محافظاته على صعيد أزمة النقل.

وأضاف ناعوس: طالبنا الحكومة منذ سنوات بزيادة عدد أسطول النقل لتلافي النقص، واقترحنا حلولاً لها، ولكن حتى الآن لا جواب ونعلم بالطبع السبب (أي استيراد بحاجة لأموال بالعملة الصعبة)، وهذا الأمر قد لا يكون متوفراً لهذا القطاع الآن ونحن الآن ندير قلة ولا ندير وفرة، والخطوط المزدحمة نرممها من الخطوط الأقل ازدحاما لنصل بالنتيجة إلى تأمين كل راكب لمنزله.

وتابع: نحن لسنا بمدينة فاضلة لأقول لك لا أحد يقف على المفارق وفي المواقف، وقصتنا باتت معروفة ولكن الجميع يصل لعمله ومن ثم لبيته، ولكي ننتهي من المشكلة يجب أن ننتهي من سببها ولكن سببها ما زال موجوداً ويفرض نفسه بقوة، فأسطول النقل يتهالك وهو متهالك بالأصل، والجديد منه بعمر عشرين عاماً، ونفقات الإصلاح باهظة، وأعداد المواطنين والركاب تتزايد ولدينا مسابقة يسجل فيها يومياً حوالى ألف وخمسمئة شخص وهؤلاء عنصر إضافي يومي لمرتادي وسائل النقل.

وقال معاتباً: نتمنى ممن يصورون الكراج بوقت الذروة أن يصوروا أكثر من بقعة لا أن يختاروا البقعة التي لا تحوي أي سرفيس، عتبنا كبير على كل من لا يرى إلا النصف الفارغ من الكأس.

وبخصوص إجراءات لجنة نقل الركاب الأخيرة أجاب ناعوس: لجنة النقل اتخذت إجراءات وقرارات لجهة قمع ظاهرة التسرب من الخطوط ولم تكتف بحرمان المتسرب من التزود بالوقود بل امتدت إلى ملاحقته بالكمية التي استجرها بفترة غيابه عن خطه في حال ثبت أنه استجرها، والملاحقة وفقاً للمرسوم 8 لعام 2021 الذي يحوي عقوبات قاسية، وهنالك قرارات تفرض عقوبات رادعة بحق أي محطة وقود تزود آلية نقل ركاب غير مخولة بتزويدها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن