عربي ودولي

القوات الروسية صدت هجوم النازيين على «كاخوفسكايا».. وزيلينسكي طلب من أميركا دفاعاً جوياً … بوتين: لو اقتصرت العملية على دونباس لما خدمت إحلال السلام والعقوبات ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مستمرة بنجاح، ولو أنها اقتصرت على تحرير دونباس لما خدمت إحلال السلام، مشدداً على أن سعي كييف للحصول على ترسانة نووية شكّل خطراً وجودياً على روسيا، في غضون ذلك طلب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من الولايات المتحدة تزويد بلاده بوسائل دفاع جوي، بما في ذلك منظومات «إس-300»، كبديل عن فرض حظر الطيران فوق أوكرانيا.
وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن بوتين حمل في مستهل اجتماع حكومي ترأسه أمس الأربعاء الحكومة الأوكرانية المسؤولية عن تقويض جهود التسوية في دونباس، مضيفاً: إن سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك على مدى ثماني سنوات تعرضوا لإبادة جماعية حقيقية وممارسة الأساليب الوحشية ضدهم، ومنها الحصار والأعمال الانتقامية والإرهابية والقصف المتواصل.
وأشار بوتين إلى أن تصريحات الحكومة الأوكرانية عن نيتها خلق ترسانة نووية ووسائل إيصال لها كانت تشكل خطراً حقيقياً على روسيا.
وتابع: «كان بوسع النظام النازي في كييف بدعم تقني من الخارج الحصول في المستقبل المنظور على أسلحة دمار شامل، وكانت روسيا هدفاً له بطبيعة الحال».
وأوضح بوتين أن عشرات الاختبارات أجريت في أوكرانيا برعاية وتمويل «البنتاغون» لتطوير برامج بيولوجية عسكرية، بما يشمل تجارب باستخدام عينات فيروسية فتاكة، منها كورونا والجمرة الخبيثة والكوليرا وغيرها.
واتهم حكومة أوكرانيا وداعميها في الولايات المتحدة وحلف الناتو بأنهم تجاهلوا بوقاحة تحذيرات موسكو المتكررة من أن هذه التطورات تشكل خطراً مباشراً على أمن روسيا، قائلاً: «وهكذا استنفدت الفرص الدبلوماسية بالكامل، ولم يتركوا لنا أي خيار للحل ما اضطرنا إلى بدء عمليتنا العسكرية الخاصة».
وشدد بوتين على أنه لم يكن بوسع روسيا الاقتصار في عمليتها العسكرية على منطقة دونباس وحدها، وقال: «لو تصرفت قواتنا في أراضي الجمهوريتين الشعبيتين فقط لمساعدتهما في تحرير أراضيهما، لما كان ذلك سيؤدي إلى حل نهائي وإحلال سلام واستئصال التهديدات لبلادنا، بل بالعكس كان سيسفر ذلك عن ظهور خط جبهة جديد حول دونباس وعلى طول حدودها مع تواصل القصف والاستفزازات».
وأشار بوتين إلى أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا «تتواصل بنجاح بالتوافق الصارم مع الخطط الموضوعة، معرباً عن ثقته بأن التكتيكات التي اختارتها وزارة الدفاع وهيئة الأركان الروسيتان أثبتت فعاليتها.
وتابع بوتين: إن العسكريين الروس يفعلون كل ما بوسعهم لتفادي سقوط خسائر بين المدنيين في أوكرانيا، مؤكداً أن وصول القوات الروسية إلى مشارف كييف ومدن أوكرانية أخرى لا يعني وجود خطط لدى موسكو لاحتلال أوكرانيا.
وخاطب شعوب الغرب، قائلاً: «يحاولون إقناعكم بأن روسيا مسؤولة عن التأثير السلبي للعقوبات، لكن هذا كله بسبب سياسة الغرب»، مبيناً أن العقوبات المفروضة على روسيا هي بمثابة ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي.
من جانبه قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف: إن العملية الروسية في أوكرانيا تهدف إلى حماية سكان منطقة دونباس ونزع السلاح واستئصال النازية لضمان التعايش السلمي بين جميع فئات الناس هناك.
وقال لافروف عقب محادثات ثنائية مع وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو في موسكو أمس الأربعاء: لا عائق أمام عقد لقاء بوتين زيلينسكي شرط ألا يكون لقاء لأجل اللقاء، وأشار إلى أن القوميين والمتطرفين في أوكرانيا يسيطرون على الوضع في ماريوبول ويحتجزون المدنيين كدروع بشرية، وأن الغرب يتخذ موقفاً منحازاً وغير لائق إزاء ما يجري في أوكرانيا ويثق بالدعاية الأوكرانية.
وفي السياق شدد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف لمساعد الرئيس الأميركي جيك ساليفان، على ضرورة وقف دعم واشنطن للنازيين الجدد والإرهابيين في أوكرانيا، واستقدام المرتزقة لدعم كييف.
ونقلت «روسيا اليوم» عن باتروشيف قوله في بيان في أعقاب مباحثات هاتفية مع ياليفان: «تم إيلاء اهتمام خاص في المحادثات للوضع في عموم أوكرانيا، ودعت موسكو واشنطن لمنع محاولات إطالة المفاوضات التي تجريها كييف بناء على تعليمات من الخارج».
وتابع البيان: «تطرق باتروشيف بشكل منفصل إلى أنشطة المختبرات البيولوجية العسكرية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة على الأراضي الأوكرانية وامتثال واشنطن لاتفاقية حظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية والسامة وإتلافها».
من جهته، أكد ساليفان على «التزام الولايات المتحدة بمواصلة العقوبات على روسيا، ودعم الدفاع عن أوكرانيا وسلامة أراضيها، وتعزيز الجناح الشرقي لحلف الناتو، بالتنسيق الكامل المستمر مع حلفائنا وشركائنا».
في غضون ذلك طلب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من الولايات المتحدة تزويد بلاده بوسائل دفاع جوي، بما في ذلك منظومات «إس-300»، كبديل عن فرض حظر الطيران فوق أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في خطاب وجهه عبر الفيديو إلى أعضاء الكونغرس الأميركي أمس الأربعاء: «لا أطلب كثيراً جداً إذ كل ما أطلبه هو فرض حظر جوي فوق أوكرانيا من أجل إنقاذ الأرواح البشرية، لكن إذا كان ذلك طلباً مفرطاً فنحن نقترح بديلاً، نحن نعرف أنواع الأسلحة الدفاعية التي نحتاج إليها فهي إس-300 وغيرها من المنظومات المضادة للجو».
ميدانياً، يواصل الجيش الروسي عمليته العسكرية الخاصة لحماية دونباس ونزع عسكرة أوكرانيا لليوم الـ21، حيث أوضح الحرس الوطني الروسي أنه قام بصد هجوم النازيين الجدد على محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية الواقعة في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا.
وأكد الحرس الوطني الروسي على موقعه الإلكتروني أن الوحدات الروسية لم تسمح للنازيين الجدد الأوكرانيين بالاستيلاء على محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية وهو موقع يسيطر عليه الحرس الوطني.
وفي إفادة بهذا الشأن، قال الحرس الوطني الروسي: سلّم الجانب الأوكراني محطة كاخوفسكايا للطاقة الكهرومائية من دون قتال، وألقى الحراس شبه العسكريين المحليين أسلحتهم وعادوا إلى منازلهم. نجحت المجموعة التكتيكية التابعة للحرس الوطني الروسي، جنباً إلى جنب مع العسكريين في القوات المسلحة الروسية وصدت هجوم النازيين الجدد الذين كانوا يحاولون استعادة المحطة، ولم تقع خسائر في الأرواح بينهم».
وجرى التأكيد على أن محطة الطاقة الكهرومائية كاخوفسكايا هي منشأة إستراتيجية، «الحياة الطبيعية تستأنف» فيها، ويعود العمال تدريجياً إلى أماكنهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن