وتيرة الانتهاكات تصاعدت وأوضاع من تبقى من سكانها تزداد سوءاً … بعد أربع سنوات على احتلالها.. النظام التركي يكثف التغيير الديموغرافي في عفرين
| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي
كشفت مصادر أهلية في عفرين لـ«الوطن»، عن تصاعد وتيرة الانتهاكات لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي سماها «الجيش الوطني»، في الآونة الأخيرة مع اقتراب ذكرى احتلال المنطقة في الـ١٨ من آذار عام ٢٠١٨.
وأكدت المصادر، أن وضع من تبقى من السكان في مدينة عفرين وقرى وبلدات الأرياف التابعة لها يزداد سوءاً يوماً بعد يوم لإرغامهم على النزوح وترك ممتلكاتهم وأراضيهم المزروعة بالزيتون عرضة للنهب والسرقة، وهي التي لم تسلم من تعديات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته حتى مع إصرارهم على البقاء.
وكشفت المصادر، أنه ليس بإمكان الأهالي رفع دعاوى قضائية ضد السارقين والمعتدين على حياتهم وأرزاقهم وممتلكاتهم من المرتزقة الإرهابيين الممولين من النظام التركي خشية اتهامهم بالموالاة لما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية، مع تنامي عمليات قطع أشجار الزيتون وسرقة الممتلكات على مرآى من أصحابها وبوجود عناصر من جيش الاحتلال التركي الذي يعد شريكاً في تقاسم ثمن المسروقات.
وأشارت إلى أن ظاهرة خطف المدنيين بهدف تحصيل فديات مالية باتت توفر عوائد مالية كبيرة لمتزعمي الميليشيات والمتنفذين من عناصرها والموالين لهم، إذ سجل الأسبوع الماضي خطف أكثر من ١٠ مدنيين، عرف منهم ٣ مدنيين من سكان ناحية معبطلي خطفوا عند حاجز لما يسمى «الشرطة العسكرية» عند المدخل الغربي لمدينة إعزاز لدى عودتهم من عفرين، في وقت اعتقلت شخصين من سوق الهال بمدينة عفرين واثنين آخرين من ناحية راجو التابعة لها.
ولفتت إلى ارتفاع عدد المعتقلين في سجون عفرين من المدنيين في الأسبوع الأخير مع ورود أنباء عن عزم فريق الرئيس الأميركي جو بايدن إبقاء عفرين ضمن حزمة العقوبات الأميركية التي نص عليها «قانون قيصر» بخلاف مناطق في شمال وشمال شرق سورية التي تسيطر عليها ميليشيات نظام رجب طيب أردوغان، مثل المناطق التي تسمى «درع الفرات»، ومناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية والعميلة لواشنطن.
ويعمد جيش الاحتلال التركي إلى استقطاب أعداد كبيرة من سكان المناطق التي يحتلها بريف حلب الشمالي الشرقي لتوطينهم في عفرين بهدف تغيير التركيبة السكانية، تماماً كما يفعل لدى اجتذاب مجموعات من أهالي المناطق التي يحتلها شمال شرق البلاد، وهو بنى تجمعات عديدة في محيط المدينة لإيواء نازخين من مناطق مختلفة، وكشفت المصادر عن تجنيد أكثر من ١٠ آلاف مرتزق من «الجيش الوطني» المنتشر في عفرين، معظمهم من ميليشيات «فرقة السلطان سليمان شاه»، بالإضافة إلى ميليشيات «السلطان محمد الفاتح» و«السلطان مراد» و«فرقة الحمزة»، ممن زجهم نظام أردوغان للقتال في ليبيا وإقليم ناغورني كاراباخ، وأخيراً في أوكرانيا ضد الجيش الروسي.
بالتوازي، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي، استهدفت برمايات من مدفعيتها الثقيلة، مواقع لتنظيم «النصرة» وحلفائه، في العنكاوي، وعدة محاور بسهل الغاب الشمالي الغربي، موضحاً أن الوحدات العسكرية العاملة بريف إدلب استهدفت أيضاً، نقاط تمركز التنظيمات الإرهابية في فليفل وبينين بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح المصدر، أن استهدافات الجيش للإرهابيين أتت رداً على خرق مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» مجدداً اتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، باعتدائها فجر أمس بقذائف صاروخية على نقاط للجيش في محاور بريف إدلب الجنوبي.