الخبر الرئيسي

الكرملين: إنشاء دولة منزوعة السلاح في أوكرانيا يمكن اعتباره تسوية.. بلينكن: العقوبات لم تفرض لتكون دائمة.. بكين: أميركا مستمرة في البلطجة … بوتين: لن نعيش برؤوس مطأطأة وعمليتنا العسكرية مستمرة حتى النهاية

| الوطن

مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها العشرين، لا تبدو موسكو في وارد التراجع قيد خطوة إلى الوراء عن المطالب والأهداف التي حددتها لهذه العملية رغم الضغوطات الغربية والأميركية، التي بدأت تداعياتها باجتياح الاقتصاد العالمي فبدأ يواجه تحديات غير مسبوقة في قطاعات الطاقة والحبوب.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصف العقوبات على روسيا، بأنها ضربة خطرة موجهة للاقتصاد العالمي، معتبراً خلال جلسة لدعم الأقاليم الروسية، أن الغرب يحاول إقناع شعبه بأن روسيا مسؤولة عن التأثير السلبي للعقوبات، لافتاً إلى أن هدف الغرب ضرب الاقتصاد الروسي الوطني واستهداف مصالح الشعب الروسي.

وتوجّه بوتين إلى المواطنين في الدول الغربية قائلاً: «يحاولون بإصرار إقناعكم بأن ما تمرون به من متاعب هو نتيجة للممارسات العدائية الروسية، والحقيقة تكمن في أن المشاكل الحالية التي يواجهها ملايين الناس في الغرب هي نتيجة سنوات عديدة من أفعال النخبة الحاكمة في دولها وأخطائها وقصر نظرها وطموحاتها».

وشدّد الرئيس الروسي في السياق على أن بلاده ستردّ على حزمة العقوبات الغربية الجديدة عليها، وأضاف: «لن نرضخ ولن نركع ولن نعيش برؤوس مطأطأة».

وبشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أكد بوتين أنها ستستمر حتى النهاية، وأشار إلى أن «رغبة السلطات الأوكرانية في الحصول على السلاح النووي كانت تحدياً خطراً»، موضحاً أن «النظام الموالي للنازية في كييف يمكن أن يحصل على أسلحة نووية في المستقبل المنظور لاستهداف روسيا».

وشدّد على أن «أوكرانيا لن تصبح موقعاً لانطلاق التهديدات ضد روسيا»، مؤكداً أن وجود القوات الروسية بالقرب من مدينة كييف ليس هدفه احتلال أوكرانيا، وقال: «مستعدون لمناقشة مسألة وضع الحياد لأوكرانيا ونزع السلاح والقضاء على النازية فيها خلال المفاوضات».

وفي أول اتصال رفيع المستوى بين واشنطن وموسكو منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حث سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف الجانب الأميركي على التأثير على كييف من أجل تحقيق تقدم سريع في حل الأزمة.

سكرتير مجلس الأمن الروسي دعا خلال محادثة هاتفية مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إلى رفض إمداد أوكرانيا بالسلاح مشدداً على ضرورة وقف دعم واشنطن للنازيين الجدد والإرهابيين في أوكرانيا، وتسهيل نقل المرتزقة الأجانب إلى منطقة الصراع، وكذلك رفض الاستمرار في تزويد نظام كييف بالسلاح.

من جهته، قال سوليفان: إذا كانت روسيا جادة بشأن الدبلوماسية، فعليها وقف الهجوم على المدن الأوكرانية، مؤكداً مواصلة بلاده دعم أوكرانيا وتعزيز الجناح الشرقي لحلف الناتو.

في الأثناء أشار المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إلى أن الغاية من اللقاء بين الرئيسين بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي إن تم، سيكون لتثبيت التفاهمات، لا من أجل المناقشات.

وقال بيسكوف معلقاً على تصريح الوفد الأوكراني إلى المفاوضات حول أن كييف تحضر الوثائق لمفاوضات مباشرة محتملة بين الرئيسين: «المفاوضات بحد ذاتها عملية تحضيرية، ويمكن للرئيسين، بل من واجبهما أن يلتقيا لتثبيت الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها، وليس من أجل المناقشات».

واعتبر بيسكوف أن فكرة إنشاء دولة منزوعة السلاح في أوكرانيا بعد مثال النمسا أو السويد، يمكن اعتبارها تسوية، وقال: «هذا خيار تتم مناقشته بالفعل الآن، ويمكن اعتباره تسوية حقيقية».

الرئيس الأميركي جو بايدن من جهته قال: إن بلاده عازمة على زعزعة الاقتصاد الروسي، وأضاف: «سنرسل أسلحة إضافيةً إلى أوكرانيا، لصدِّ الهجوم الروسي، ونقدّم مختلف الأسلحة لمواجهة التهديد الروسي، والدبابات والطائرات».

بالمقابل صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن العقوبات المفروضة على روسيا سيتم رفعها «بعد تحقيق أهدافها»، وفي تصريحات له اعتبر بلينكن أن العقوبات بحد ذاتها غير مصممة على أن تكون دائمة، وأضاف: «ليست هي سوى أداة والعقوبات تزول مع تحقيق الهدف المرجو منها».

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كشف أنه أبلغ الرئيس الروسي باستحالة انضمام أوكرانيا إلى حلف «الناتو» في القريب العاجل، ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن جونسون، لدى وصوله إلى الإمارات أمس: «القرار بشأن مستقبل أوكرانيا يجب أن يكون للشعب الأوكراني ولزيلينسكي كرئيس منتخب، والشيء الأكثر أهمية هو أن هجمات بوتين على أوكرانيا يجب أن تتوقف، ولا ينبغي أن ينظر إليها على أنها نجحت».

من جانبها أكدت الصين أن استخدام عصا العقوبات خلال السعي للحصول على دعم الصين وتعاونها لن ينجح ببساطة، مطالبة الولايات المتحدة بعدم تقويض الحقوق والمصالح المشروعة للصين بأي شكل من الأشكال.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، التي قالت فيها: إن الصين ستواجه عواقب وخيمة إذا دعمت روسيا، بأنها تعكس البلطجة والترهيب المستترين وتفضح عقلية المحصل الصفري المتأصلة للحرب الباردة، كما أنها تمثل نتاجاً آخر لفلسفة الولايات المتحدة في فعل الأشياء من موقع القوة.

وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية قال لي جيان: إن «الصين تصدر حكمها بشكل مستقل وتشرح اقتراحاتها بطريقة موضوعية وعادلة»، مؤكداً أن بلاده دعت إلى الحوار والعمل على تهدئة الموقف وطرح مبادرة لحل الأزمة الحالية.

وأشار لي جيان إلى أن أي معلومات مضللة ترفض جهود الصين وتشوه نيتها وتنشر الأكاذيب بشأنها تعد أمراً غير مسؤول وغير أخلاقي، مشدداً على أن العقوبات ليست وسيلة فاعلة أبداً لحل المشاكل وأن بلاده تعارض جميع أشكال العقوبات الأحادية والولاية القضائية طويلة المدى من قبل الولايات المتحدة، وبكين ستدافع بحزم عن الحقوق والمصالح المشروعة للشركات والأفراد الصينيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن