عربي ودولي

كييف نسقت لفتح 10 ممرات إنسانية.. ولافروف: واشنطن تمنعها من الموافقة على مطالبنا … بوتين: الأنشطة البيولوجية الأميركية في أوكرانيا تشكل خطراً كبيراً على روسيا وأوروبا

| وكالات

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الطبيعة غير المقبولة للأنشطة العسكرية البيولوجية للولايات المتحدة في أوكرانيا التي تشكل خطراً كبيراً على كل من روسيا وأوروبا بأسرها، بينما حمل لافروف واشنطن تمنّع كييف من الموافقة على الحد الأدنى من المطالب الروسية في المفاوضات، على حين أعلنت حكومة أوكرانيا التنسيق مع روسيا لفتح 10 ممرات إنسانية.
يأتي ذلك في حين أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، عن وصول «كتيبة متطوعين» من الشيشان إلى أوكرانيا، بينما تواصل قوات دونيتسك ولوغانسك تقدمها وسط استمرار القصف الأوكراني للمناطق السكنية.
وحسب وكالة «سبوتنيك» أوضح الكرملين في بيان أمس أنه بمبادرة من جانب رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل، جرت محادثة هاتفية أوضح خلالها بوتين تقييماته الأساسية لمسار المفاوضات بين الممثلين الروس والأوكرانيين.
وأضاف البيان إن بوتين أشار إلى الضربات الصاروخية المستمرة التي تشنها القوات الأوكرانية على دونيتسك ولوغانسك والتي أدت إلى وقوع العديد من الضحايا بين السكان المدنيين.
وحسب البيان أشار بوتين إلى الطبيعة غير المقبولة للأنشطة العسكرية البيولوجية للولايات المتحدة في أوكرانيا، التي تشكل خطراً كبيراً على كل من روسيا وأوروبا بأسرها.
من جانبه اطلع بيتيل بوتين على اتصالاته مع زعماء أوكرانيا وعدد من الدول الأخرى.
بدوره حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن المسؤولية في فرض موقفها على الحكومة الأوكرانية في المفاوضات المتواصلة بين موسكو وكييف التي تهدف لوقف العمليات القتال في أوكرانيا.
وشدد لافروف في كلمة ألقاها أمس السبت أمام المشاركين في المسار الدولي من مسابقة «زعماء روسيا»، على أن موسكو أيدت دائما حل جميع القضايا دبلوماسياً، مضيفاً إن بوتين وافق بعد بدء موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا على اقتراح رئيسها فلاديمير زيلينسكي إطلاق مفاوضات سلام.
ولفت إلى أن مشاركة الوفد الأوكراني في المفاوضات كانت شكلية في البداية، لكن لاحقاً تم تحسين بعض الحوار، مضيفاً إنه على الرغم من ذلك يشعر دائماً أن الأميركيين على الأرجح يمسكون بيد الوفد الأوكراني ولا يسمحون له بالموافقة على الحد الأدنى على الإطلاق، من المطالب.
وأكد لافروف أن «العملية لا تزال تمضي قدماً» على الرغم من كل العوائق.
واعتبر لافروف أن ما يجري حاليا في أوكرانيا وما حولها يمثل ذروة النهج الذي بدأ الغرب اتباعه بحق روسيا منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي عندما أدرك أن روسيا لن تخضع لإملاءاته وأن لديها رأياً خاصاً بها.
وأوضح أنه لم يكن لروسيا أي خيار آخر سوى إطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مضيفاً إن موسكو بهذه الخطوة تمكنت من إحباط مشروع الغرب المعادي لروسيا.
وأعرب الوزير عن أمله في أن تتوج العملية الروسية في أوكرانيا بتبني وثائق شاملة تخص هواجس موسكو، منها المسائل الأمنية ووضع أوكرانيا الحيادي مع تقديم ضمانات أمنية إليها، إضافة إلى حظر القوانين التي تشجع على النازية وتخالف حقوق الناطقين باللغة الروسية، لافتاً إلى أنه من الصعب أخذ السياسات التي ينتهجها الرئيس زيلينسكي على محمل الجد، ومشيراً إلى أن الحياة كشفت عن قيمة أقواله، وأشار إلى أن تصريحات الرئيس الأوكراني عن عدم تقديمه أي دعم إلى النازيين الجدد في بلده، تتناقض مع أفعاله.
ووجه انتقادات شديدة اللهجة إلى الغرب متهماً إياه بأنه سحق بقدميه ما يسميه قيمه ومبادئ السوق الحرة وحرمة الممتلكات الخاصة وأدلة البراءة.
وشدد لافروف على أن روسيا منذ بداية عهد بوتين كانت منفتحة على التعاون مع الغرب بصيغ مختلفة، كانت بعضها قريبة من علاقات تحالفية، معرباً عن أسفه إزاء عدم حصول ذلك، قائلاً: لا نزال بطبيعة الحال منفتحين على التعاون مع أي دول، منها دول غربية، لكننا لا نعتزم التقدم بأي مبادرات في ظل السلوك الذي اختاره الغرب.
وحمل لافروف الولايات المتحدة المسؤولية عن مطالبة جميع الدول بالتوقف عن التعاون مع روسيا، مشيراً إلى أن توجيه مثل هذه المطالب والإنذارات النهائية إلى الصين والهند ومصر وتركيا يعني على الأرجح إما انفصال زملائنا الأميركيين عن الواقع أو معاناتهم من عقدة التفوق المطلق.
في غضون ذلك أعلنت الحكومة الأوكرانية أنها نسقت مع روسيا لفتح 10 ممرات إنسانية، أمس السبت، لإجلاء المدنيين من منطقة القتال المتواصل في أراضي البلاد.
وحسب وكالة «تاس» قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية، إيرينا فيريشوك، أثناء موجز صحفي أمس أنه تم تنسيق 10 ممرات إنسانية، مشيرة إلى أن أحد هذه الممرات سيتيح إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول المطلة على بحر آزوف إلى مدينة زابوروجيه، مضيفة إن قافلة حافلات انطلقت لنقل سكان ماريوبول الموجودين حالياً في مدينة بيرديانسك إلى زابوروجيه، كما أعلنت فيريشوك عن خطط كييف لإيصال مساعدات إنسانية إلى مقاطعات خيرسون وخاركوف ولوغانسك.
إلى ذلك أعلن الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، عن وصول «كتيبة متطوعين» من جمهورية الشيشان إلى أوكرانيا للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة التي تجريها روسيا هناك.
ونشر قديروف على حسابه في تطبيق «تليغرام» أمس السبت مقطع فيديو يظهر النائب في مجلس الدوما الروسي عن الشيشان، آدم دليمخانوف وهو يلقي كلمة أمام هؤلاء المقاتلين الشيشانيين المتطوعين للقتال إلى جانب الجيش الروسي.
وقال قديروف إن المقاتلين الشيشانيين يشاركون منذ البداية في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا و«يكافحون مسلحي الكتائب القومية»، مضيفاً إن «آلاف المتطوعين من الجمهورية يتطلعون إلى مساعدة أشقائهم».
على خط مواز تواصل قوات لوغانسك ودونيتسك تقدمها وتحرير المزيد من المناطق وتكبيد الجيش الأوكراني خسائر مادية وبشرية، وسط استمرار قصف القوات الأوكرانية والمسلحين للمناطق السكنية ووقوع ضحايا مدنية.
وجاء في بيان جمهورية دونيتسك: أصيب 15 من سكان مدينة ماريوبول نتيجة الأعمال العدائية والقصف من القوات الأوكرانية، ومن بين الجرحى طفل رضيع، وتم إجلاء 389 شخصاً آخر، من بينهم 89 طفلاً، من ماريوبول إلى بيزيمينوي في دونيتسك، خلال الـ24 ساعة الماضية.
من جهة أخرى قالت السلطات في دونيتسك إن قواتها تواصل تقدمها في عملية تحرير مدينة مارينكا غرب دونيتسك بالكامل وبسط الأمان فيها، مؤكدة: قواتنا تتقدم ودخلت ضواحي مارينكا، واعتبرت أن تحرير مارينكا سيؤدي إلى تحرير أليكساندروفكا، ومقاطعة بتروفسكي ومنطقة تيكستيلشيك الصغيرة.
وفي سياق سير العملية العسكرية الخاصة، قال إدوارد باسورين، نائب رئيس إدارة شرطة دونيتسك، إن خسائر القوميين الأوكرانيين أمس بلغت 63 شخصاً، واستسلم تسعة آخرون.
من جانب آخر قالت مصادر محلية إنه خلال انسحاب الجيش الأوكراني قام بتفجير جسر على طريق دونيتسك ماريوبول السريع، من دون تحذير السكان المحليين، الأمر الذي ألحق أضراراً بمنازلهم.
ويعمد الجيش الأوكراني إلى تفجير الجسور في كل مكان، في محاولة لتأخير تقدم الجيش الروسي وقوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وفي جمهورية لوغانسك قال ممثل القوات الشعبية للجمهورية، إيفان فيليبونينكو، إن الخسائر في صفوف الوحدات الأوكرانية في لوغانسك بلغت أمس 40 شخصاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن