ثقافة وفن

دار الأسد تكرّم ميادة بسيليس في ذكرى رحيلها الأولى … سمير كويفاتي: الراحلة كانت تقدس مكانين.. مسرح الأوبرا والكنيسة

| وائل العدس

بعد عام على الرحيل المؤلم، كانت أيقونة الأغنية السورية وسيدتها ميادة بسيليس الحاضرة الغائبة على مسرح دار الأوبرا الذي كثيراً ما اعتلت خشبته وملأته بحضورها المهيب والآسر، وهو اليوم يكرّمها وفاءً لذكراها وتقديراً لمسيرتها الفنية بمناسبة مرور السنة الأولى على رحيلها، في حفل تضمن أول صعود على المسرح للموسيقار سمير كويفاتي منذ رحيل زوجته.

إذاً، أحيت دار الأسد للثقافة والفنون حفل تكريم للفنانة الراحلة أحيته الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح اللـه الذي شارك الراحلة في العديد من الحفلات، أما أغنياتها فقد جاءت بصوت المطربات شهد برمدا وسناء بركات ونانسي زعبلاوي وليندا بيطار.

وتضمن برنامج الحفل الذي قدّمه الزميل باسل محرز عرض فيلم وثائقي احتوى محطات من حياة الراحلة وقصة الحب التي جمعتها بالفنان كويفاتي وصولاً إلى إصابتها بالمرض.

برنامج الحفل

قدمت شهد برمدا أغنيات «أقل من بكرا، هوى تاني، يا طيوب»، على حين غنت سناء بركات «يا غالي، مين قلك، احملني»، وغنت ليندا بيطار «على عيني، كذبك حلو»، ونانسي زعبلاوي «أحسنلك تروح، تعا، على قدي».

كما تميز الحفل بمشاركة الموسيقار سمير كويفاتي الذي قدم موسيقا مسلسل «طيور الشوك» برفقة الأوركسترا ثم قدم أغنية جديدة غناها فادي زرقا وأغنية «أنت بقلبي» مع ليندا بيطار.

وجاء ختام الاحتفالية بأداء جماعي للفنانات المشاركات لأغنية «يا جبل ما يهزك ريح» برفقة كويفاتي.

أصحاب الحفل

زوج الراحلة بسيليس، الموسيقار سمير كويفاتي، لم يكن وحيداً في اليوم الأول الذي يقف فيه على الخشبة، بل معه أحلى فرقة موسيقية، مشيراً إلى أنه يجد مواساته في حضور روحها في هذا المكان.

وأبدى سعادته للأداء الذي قدمته الفنانات الأربع واصفاً إياهن بالملائكة، وقال لـ«الوطن»: «عندما كانت تعرض صورة ميادة على الشاشة كنت أتذكر كل تفصيل كان يجمعنا على المسرح.

وكشف أن ميادة كانت تقدس مكانين، مسرح الأوبرا والكنيسة، موجهاً شكره للجميع على إقامة الجناز والقداس الرائع.

وختم: «بعد هذه المحبة والوفاء اللذين صادفتهما اليوم، أصبحت أشتهي الموت».

بينما شدد عدنان فتح اللـه على أهمية الحفل بمناسبة مرور عام على رحيل صاحبة الصوت المخملي، مشيراً إلى أنها كانت من أجمل الأصوات على مستوى سورية والوطن العربي.

أما شهد برمدا فقالت إن بسيليس جمعتنا على حبها وروحها الحلوة فكانت مثل الملاك بيننا.

وأكدت نانسي زعبلاوي أن الراحلة كانت تجيد ألواناً غنائية كثيرة، لذلك اخترت الأغاني التي تناسب صوتي.

وعلقت ليندا بيطار على أغنية «كذبك حلو» التي سمعها كل الوطن العربي، فكانت مهمتها أن تقنع الناس بأغنية حية في ذاكرة الناس بصوت الراحلة، مضيفة: «حتى أنا لا أحب سماع الأغنية إلا بصوتها».

وأخيراً، فإن سناء بركات عبرت عن سعادتها لتفاعل الجمهور، مؤكدة أنها شعرت برهبة كبيرة بالوقوف أمامه.

في حلب

أعيد حفل التكريم يوم أمس على مسرح نقابة الفنانين في حلب غنى فيه: نانسي زعبلاوي وليندا بيطار وسناء بركات وأحيته الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة عدنان فتح اللـه ومشاركة الموسيقار سمير كويفاتي.

أحرف من ذهب

ويشار إلى أن السيدة السورية القديرة التي استحقت ذكراها أن تحل في شهر عيد المرأة والأم والربيع؛ سطّرت مسيرتها الفنية على مدار خمسة وثلاثين عاماً بأحرف من ذهب، فاختارت الفن الملتزم الذي يخاطب روح المتلقي، وغنت للحب والوطن والقضية الفلسطينية والإنسان، من دون أن تغيب الترانيم الدينية عن أعمالها، كما اشتهرت بأداء شارات العديد من الأعمال الدرامية السورية.

ابنة مدينة حلب التي ولدت عام 1967 بدأت أول أعمالها الفنية وهي في التاسعة من عمرها عبر إذاعة حلب، فغنّت للأطفال ضمن برنامج (حكايات العم رضوان)، وأصدرت أول ألبوم لها عام 1986 بعنوان «يا قاتلي بالهجر»، لتقدّم 14 ألبوماً غنائياً خلال مسيرة عطائها الفني، التي حصدت فيها العديد من الجوائز في سورية وخارجها.

الثنائية التي شكّلتها الراحلة مع زوجها الموسيقار سمير كويفاتي شكّلت بصمة خاصة بهما في صناعة الأغنية السورية، وبدؤوا بغناء شعر ملحّن مغمور أضاف عليه كويفاتي بعضاً من لمساته في الألحان، ثم غنّت الراحلة من نصوص جبران خليل جبران وكان أهمها «بالله يا قلبي اكتم هواك»، لتتوالى بعدها الأعمال الخاصة بهما ويحققان نجاحات لا تتوقف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن