رياضة

أهلي حلب يقسو على الجيش والنواعير يتجاوز الوثبة والإثنين جولة جديدة

| مهند الحسني

أسدلت الستارة أمس الأول على مباريات الأسبوع الرابع من إياب سلة المحترفين وجاءت النتائج منطقية وخلت المرحلة من المفاجآت وكانت المباريات الطابقية ذات الفوارق الرقمية علامة مميزة لأغلبية المباريات ما يعني أن الإثارة لن تكون حاضرة إلا في لقاءات الفرق الكبيرة فيما بينها. لكن حتى هذا الشرط لم يكن صحيحاً بعدما اصطدمنا بواقع لا يبشر بالخير عندما التقى فريقا الجيش وأهلي حلب وجاءت النتيجة غير مرضية لا على صعيد الأداء ولا المستوى الفني ولا حتى الجماهيري.

بالمقابل الصراع في المؤخرة مازال قائماً وثلاثة أندية تتصارع من أجل الابتعاد عن حسابات الهبوط وهذا يعني أننا على موعد مع لقاءات قوية عندما تلتقي فرق المؤخرة لأنها ستلعب تحت شعار «أكون أو لا أكون» وهذا سيعطيها قوة وإثارة.

أما الصراع على الصدارة فبعد فوز أهلي حلب على الجيش بهذا الفارق بدا واضحاً أنه لن يقبل إلا بالصدارة وهو حق مشروع له، والوحدة المتصدر يتطلع للخروج من مرحلة الإياب وسجله يخلو من الخسارات، على حين الكرامة الذي تجدد بجهازه الفني أصبح على وشك العودة بقوة للمنافسة ولديه كل مقومات التألق، على حين أن الجيش الذي بدا ضعيفاً هزيلاً أمام الاتحاد حتماً سيعيد ترتيب أوراقه قبل الدخول في المراحل المهمة من عمر الدوري.

بشكل عام نحن متفائلون بالمراحل المقبلة أن تكون ندية ومثيرة وحرارتها مرتفعة ونتائجها غريبة عجيبة تخلط الأوراق والحسابات وتعطينا نكهة تنافسية أقوى وأجمل.

ليلة سقوط

لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي الجيش يتوقع لها هذا الحضور الباهت والأداء المتواضع أمام فريق أهلي حلب حيث بدا لاعبو الجيش في بعض مراحل اللقاء بأنهم يلعبون كرة سلة لأول مرة وبأنهم يفتقدون ألف باء كرة السلة بعدما انقطعت خطوط الاتصال بينهم وبين مدربهم عدي خباز الذي لم يتمكن من إعادة التوازن للفريق الذي لعب بأداء عشوائي وغير منضبط وافتقد اللاعبون تلك الروح المعنوية العالية التي يتحلون بها عادة في لقاءاتهم ورفعوا راية الاستسلام لقوة وخبرة لاعبي الأهلي الذين لعبوا بشكل جيد وبلغوا مرادهم من دون صعوبة تذكر وجاء ذلك على حساب تواضع لاعبي الجيش.

لكن بالمجمل الأهلي استحق الفوز وتمكن من رد الدين لمستضيفه الجيش وتغلب عليه بفارق 18 نقطة وبواقع 74-56 بعد مباراة متوسطة المستوى الفني وقدم الأهلي أداء جيداً وكشر عن أنيابه مؤكداً لكل منافسيه بأنه قادم بقوة نحو اللقب لا محالة، على حين الجيش عابه التسرع في إنهاء الهجمات.

البقاء بين الأقوياء

تابع الجلاء مسلسل انتصاراته وعروضه القوية وحقق فوزاً غالياً وجديراً عندما تغلب على جاره الحرية بنتيجة 101-83 بعد مباراة كانت الأفضلية فيها للجلاء الساعي لدخول دائرة المنافسة على اللقب هذا الموسم.

العودة للمنافسة

استعاد الكرامة توازنه بعد سلسلة من المنغصات كان آخرها خسارته غير المتوقعة أمام النواعير والتي أودت بمدرب الفريق خالد أبو طوق الذي تقدم باستقالته وتم تكليف المدرب هيثم جميل لمتابعة قيادة الفريق في المباريات القادمة من عمر الدوري، الكرامة غلب ضيفه حطين بفارق كبير من النقاط وصل إلى ثلاثين نقطة وبواقع 80-50 ولعب الكرامة تحت إشراف مدربه الجديد هيثم جميل، على حين فريق حطين القابع في المركز الأخير لم يتمكن من مجاراة نجوم الكرامة وحاول أن يخرج بأقل النقاط خسارة.

وكانت مباريات الأسبوع الرابع قد انطلقت مساء يوم الخميس الماضي أيضاً بثلاثة لقاءات.

مسلسل انتصارات

تمكن فريق النواعير من قلب كل التوقعات والترشيحات التي صبت في مصلحة فريق الوثبة وحقق فوزاً ساحقاً خارج أرضه وتغلب على مستضيفه الوثبة في عقر داره وبين جمهوره بواقع 72-66 بعد مباراة قوية من الفريقين شهدت حضوراً جماهيرياً مقبولاً وقدم الفريقان أداء جيداً، وخاصة النواعير الذي بات من الأندية التي يحسب لها ألف حساب بعدما تمكن من الفوز على الكرامة وأتبعه بفوز جدير على الوثبة، ليؤكد لعشاقه ومحبيه أنه بات رقماً صعباً في المعادلة السلوية وبأن الفوز لم يعد محصوراً بالفرق الكبيرة، حيث ظهر النواعير بأداء رجولي وانسجام واضح بين لاعبيه فردياً وجماعياً.

خيبة أمل

لم ينجح فريق الثورة في تسجيل حضور طيب وتحقيق نتيجة إيجابية وأضاع فوزاً كان في متناول يديه بعدما خرج خاسراً أمام ضيفه الطليعة الذي لعب بقوة وتجاوز محطة مستضيفه الثورة وغلبه بنتيجة 73-68 بعد مباراة متوسطة المستوي الفني من الفريقين، الثورة لم يكن سيئاً ولعب بقوة لكن عابه قلة التركيز والتسرع وأضاع لاعبوه أسهل السلات في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة.

خسارة علقمية

مني فريق الفيحاء بخسارة قاسية أمام المتصدر الوحدة الذي لم يجد صعوبة في تجاوز محطة جاره الفيحاء وتغلب عليه بفارق كبير من النقاط وصل إلى 76 نقطة وبواقع 111-35 في مباراة كانت أشبه بحصة تدريبية للوحدة، الفيحاء القابع في المركز قبل الأخير بدأت آماله تتضاءل شيئاً فشيئاً في البقاء بدوري الأضواء وبات بحاجة للفوز في مبارياته القادمة حتى يضمن وجوده لموسم جديد بدوري المحترفين.

رأي فني

‏ الدوري السوري للدرجة الأولى للرجال يضم فرقاً من مستويات مختلفة تاريخياً، وهذا ما يفرضه الواقع المادي والجماهيري لتلك الأندية، ولكن نقطة الضعف هي أن عدد الأندية ذات المستوى الأقل أكثر عدداً من الأندية الكبيرة ويفكر المسؤولون دائماً بتخفيض عدد الفرق ما يؤدي إلى عدم تطور الفرق الصغيرة وإصابتها بالإحباط وبالتالي الابتعاد عن المشاركة الجدية.

من جانب آخر هناك عدم استقرار بمستوى الفرق فنياً حتى الكبيرة منها تبعاً للحالة المادية، فتارة تتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين وفجأة قد تقرر التوفير والاعتماد على اللاعبين المتوفرين في النادي وعادة ما تتغير أهداف وطموحات الفرق بخسارة لاعب… الناحية السلبية الأخرى والتي يجب إيجاد الحل الجذري لها هي ارتفاع التكاليف بشكل كبير جداً حيث باتت معظم الأندية لا تستطيع مواكبة النفقات الكبيرة المترتبة من عقود وإقامة وأجور تحكيم.

أما بالنسبة للصالات فهي متوفرة جيداً بحلب وبشكل متوسط بعدد من المحافظات (حماة واللاذقية) في حين هناك أزمة حقيقية في دمشق وتعاني منها الأندية كافة بشكل كبير.

أما المستوى الفني للمباريات فهو متوسط ومتقارب بالنتائج عندما يلعب كل مستوى من الفرق مع بعضه ولدى الفرق الصغيرة عدد من المواهب التي تستحق الاعتناء.

كل هذه الظروف تؤدي إلى عدم تطور اللاعبين بالشكل الأمثل رغم وجود عناصر وخامات موهوبة وجيدة بدنياً ولكن الظروف التدريبية تقف عائقاً أمام تطورها واستفادة المنتخب منها سريعاً لذلك نرى منتخبنا لا يستطيع الخروج من دائرة النجوم المعمرين منذ سنين طويلة.

والمنتخب الوطني لديه عدد كبير حالياً من اللاعبين الذين نشؤوا في تلك الأندية الصغيرة.

لذا يجب الإكثار من تلك المباريات لتوفير الاحتكاك والخبرة لهؤلاء اللاعبين بتلك الفرق فهم من سيكونون داعمين للمنتخبات مستقبلاً، وهم من تعتمد عليهم الفرق الكبيرة عندما تريد دعم فرقها وخاصة من الناحية البدنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن