سورية

في خطوة مفاجئة.. الاحتلال التركي نقل عتاداً من نقاط مراقبته في «خفض التصعيد» إلى شمال «M4» … الجيش يقضي على العديد من الدواعش في البادية

| حلب– خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات

بينما قضى الجيش العربي السوري أمس، على العديد من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في البادية الشرقية، بدأ جيش الاحتلال التركي في خطوة مفاجئة وغير متوقعة أو مفسّرة، بنقل عتاد عسكري من نقاط مراقبته غير الشرعية في ريف إدلب الجنوبي جنوب طريق عام حلب – اللاذقية، المعروفة بطريق «M4»، إلى الشطر الشمالي منه.

وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات مشتركة من الجيش والقوات الرديفة خاضت اشتباكات ضارية مع خلايا من تنظيم داعش، أثناء تمشيطها بعض القطاعات في البادية الشرقية.

وأوضح المصدر، أن الاشتباكات التي خاضها الجيش في باديتي حمص الشرقية والرقة، أسفرت عن مقتل العديد من الدواعش وفرار الناجين من نيران الجيش باتجاه عمق البادية.

على خطٍّ موازٍ أثار إجراء، الاحتلال التركي بنقل عتاد عسكري من نقاط مراقبته غير الشرعية في ريف إدلب الجنوبي جنوب طريق عام حلب – اللاذقية، والمعروف بطريق «M4»، إلى الشطر الشمالي منه، والأول من نوعه، تكهنات حول خلفيته الحقيقية، على أنه استجابة لرغبة وضغوط روسيا بفتح الطريق الدولية أمام حركة المرور والترانزيت تنفيذاً لـ«اتفاق موسكو» الخاص بين البلدين، والموقع في ٥ آذار ٢٠٢٠، أم إنه مجرد مناورة من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان لكسب الوقت والمماطلة في انتظار تكشف نتائج العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وعلمت «الوطن» من مصادر محلية في جبل الزاوية، الذي يشكل خط الدفاع الرئيس والوحيد عن «M4» جنوب إدلب ويضم أهم نقاط المراقبة العسكرية للاحتلال التركي، أن جيش الاحتلال نقل خلال الأسبوعين الأخيرين ٣ قوافل تحوي معدات عسكرية من ٣ نقاط مراقبة في جبل الزاوية إلى نقاطه وقواعده العسكرية الواقعة إلى الجهة الشمالية من الطريق الدولي.

وكشفت المصادر، أن جيش الاحتلال التركي أخلى أمس مواد لوجستية وعتاداً عسكرياً وعناصر مشاة عبر ٤٠ شاحنة عسكرية من نقطة مراقبته في محيط بلدة البارة، التي تتعرض عادة لقصف من المقاتلات الروسية يطول مسلحي ما يعرف بغرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.

وأشارت إلى أن القافلة توجهت إلى قاعدة جيش الاحتلال في معسكر الطلائع قرب بلدة المسطومة جنوب مدينة إدلب، وهي الثانية التي تقصد القاعدة في غضون أسبوع والتي قدمت من نقطة المراقبة في محيط بلدة احسم بجبل الزاوية وقوامها ٦٠ آلية عسكرية محملة بدبابات وعربات مصفحة، والثالثة بعد القافلة المكونة من ٣٠ شاحنة والتي حملت عتاداً عسكرياً ثقيلاً ومجندين من نقطة البارة إلى نقطة معترم إلى الشمال من الطريق الدولي بنحو ٢ كيلو متر.

ويأتي ذلك، حسب المصادر، في إطار إعادة تموضع قوات الاحتلال التركي بعيداً عن خطوط التماس مع الجيش العربي السوري في جبل الزاوية، الذي يضم ١٤ نقطة مراقبة لجيش الاحتلال جرى تأسيسها من دون التنسيق مع روسيا لإنشاء طوق عسكري حول المنطقة الاستراتيحية وخط دفاع متقدم لحماية الإرهابيين من أي عملية عسكرية محتملة للجيش العربي السوري بدعم من القوات الجوية الروسية لفرض تطبيق «اتفاق موسكو» الذي يسوف النظام التركي ويحول من دون تنفيذه.

وتوقعت المصادر، استمرار جيش الاحتلال التركي، وبأوامر من أردوغان في سحب المزيد من العتاد العسكري من نقاط مراقبته في جبل الزاوية وسهل الغاب لاحقاً، الأمر الذي سيربك حسابات تنظيم «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الممولة من النظام التركي في إدلب وعموم منطقة «خفض التصعيد»، وخاصة ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، بعد أن راهنت على تدخل تركي لتغيير خريطة السيطرة الثابتة منذ وقف إطلاق النار عقب «اتفاق موسكو»، وذلك بسبب انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا وضبابية موقف نظام أردوغان حيالها.

مصادر مراقبة للوضع في إدلب، أوضحت لـ«الوطن»، أن الإجراء التركي ما هو إلا نوع من المناورة العسكرية لشراء المزيد من الوقت من دون تطبيق الاتفاقات الثنائية مع روسيا كعادة النظام التركي وقت اشتداد ضغوط موسكو على أنقرة المطالبة بموقف مساند لروسيا في حربها ضد أوكرانيا أو عدم الانحياز للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «الناتو»، كأضعف الإيمان.

ولفتت إلى أن الخطوة التركية أعقبت استهداف المقاتلات الروسية لسماء نقطة المراقبة لجيش الاحتلال التركي قرب بلدة شنان بجبل الزاوية الأسبوع الماضي، وهي الغارة الأولى إثر بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في ٢٤ الشهر الماضي، والتي تأتي في ضوء رسائل التحذير إلى أنقرة من مغبة الحسابات الخاطئة في «خفض التصعيد» وفي أوكرانيا.

وفي وقت سابق أمس، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي، استهدفت برمايات مدفعية وصاروخية، مواقع الإرهابيين، في العنكاوي والحلوبة والفطاطرة، بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين استهدفت وحدات الجيش العاملة بريف إدلب مواقع ونقاطاً للإرهابيين، في كل من بينين والبارة وفليفل بريف إدلب الجنوبي.

وأوضح المصدر، أن استهدافات الجيش جاءت رداً على اعتداء مسلحي «الفتح المبين»، فجر أمس بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية في محاور بريف إدلب الجنوبي.

إلى شمال شرق البلاد، حيث ذكرت وكالة «هاوار» الكردية أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين اعتدت بالقصف بالأسلحة الثقيلة على قريتي صيدا ومعلق والطريق الدولية «M4» ومخيم بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، في حين قضى أربعة من رعاة الأغنام بهجوم مسلح نفذته مجموعة مجهولة على مخيمهم في جنوب بلدة الرصافة بريف الرقة الجنوبي الغربي، وذلك حسبما نقل موقع «أثر برس» عن مصادر محلية.

من جهة ثانية، أخرجت قوات الاحتلال الأميركي من قاعدتها بريف الحسكة، رتلاً مؤلفاً من 52 آلية بينها ناقلات مغطاة محملة بمعدات عسكرية وشاحنات يرافقها عدد من المدرعات، إلى شمال العراق عبر معبر الوليد غير الشرعي، حسبما نقلت «سانا» عن مصادر محلية.

ورجحت المصادر، أن تكون تلك الآليات والمعدات معطوبة جراء تعرضها لهجمات خلال الفترات الماضية في ظل انتشار أنباء تناقلتها مصادر إعلامية عن تعرض قواعد للاحتلال الأميركي في الجزيرة السورية لهجمات بالقذائف خلال الشهر الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن