أصداء إيجابية تجاه زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات … قرقاش: الإمارات مقتنعة بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم
| الوطن - وكالات
اعتبر أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أن الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات تأتي من قناعة إماراتية بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم.
وقام الرئيس الأسد بزيارة إلى دولة الإمارات، أول من أمس، هي الأولى من نوعها لدولة عربية منذ اندلاع الحرب الإرهابية على سورية، وأجرى خلالها مباحثات مع ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة – رئيس مجلس الوزراء – حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم.
وكتب قرقاش، أمس، عبر حسابه على موقع «تويتر»: إن «زيارة الرئيس السوري بشار الأسد تنطلق من توجه الإمارات الرامي إلى تكريس الدور العربي في الملف السوري»، مضيفاً: إنها تأتي من «قناعة إماراتية بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم».
وأكد، أن «الإمارات مستمرة في انتهاج سياسة واقعية تجاه خفض التوترات وتعزيز الدور العربي في مقاربة عملية لإيجاد حلول لأزمات المنطقة»، موضحاً أن «الظروف الإقليمية المعقدة تستوجب تبني منهج عملي ومنطقي لا يقبل تهميش الجهود العربية الساعية لمواجهة التحديات وتجنب شرور الأزمات والفتن».
وفي السياق، رأى منسق اللجنة التحضيرية في «التيار العربي المقاوم» الشيخ عبد السلام الحراش، أن زيارة الرئيس الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تأتي انسجاماً مع روح القسم الرئاسي على توحيد الأمة العربية، كأمة واحدة وصل أبناؤها إلى الصين شرقاً وفرنسا غرباً انطلاقاً من دمشق، وذلك وفق ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية.
وقال: «اليوم إذ تبدأ سورية باستعادة عافيتها بعدما أنهكتها الحرب بمشاركة الأقربين والأبعدين عليها، تنهض اليوم لتشكل مركزية المواجهة للأخطار التي تتهدد الأمة العربية».
وخلال الزيارة، التقى الرئيس الأسد ولي عهد أبو ظبي – نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر الشاطئ.
واعتبر محمد بن زايد، أن الزيارة تأتي في إطار الحرص المشترك على مواصلة التشاور والتنسيق الأخوي بين البلدين حول مختلف القضايا، مؤكداً أن سورية تُعَدّ ركيزةً أساسيةً من ركائز الأمن العربي، لذلك فإن موقف الإمارات ثابتٌ في دعمها لوحدة أراضي سورية واستقرارها، مشدداً على ضرورة انسحاب كلّ القوات الأجنبية الموجودة بشكلٍ لا شرعي على الأراضي السورية، كما أعرب عن حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون مع سورية في المجالات التي تحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
بدوره أكد الرئيس الأسد، أن الإمارات دولةٌ لها دورٌ كبير نظراً للسياسات المتوازنة التي تنتهجها تجاه القضايا الدولية، مشيراً إلى أن العالم يتغير ويسير لمدةٍ طويلةٍ باتجاه حالة اللااستقرار لذلك فإنّه ولحماية منطقتنا علينا الاستمرار بالتمسك بمبادئنا وبسيادة دولنا ومصالح شعوبنا.
وبحث الرئيس الأسد ومحمد بن زايد العلاقات الأخوية والتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين بما يحقق مصالحهما المتبادلة، ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وتبادلا وجهات النظر وموقف البلدين تجاه مُجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
حضر اللقاء مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس مجلس الوزراء – وزير شؤون الرئاسة منصور بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية والتعاون الدولي عبد اللـه بن زايد آل نهيان، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي بن حماد الشامسي، كما حضره الوفد المرافق للرئيس الأسد، الذي ضم وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، ونائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري.
وقبل ذلك التقى الرئيس اﻷسد وفي مستهل زيارته إلى الإمارات، نائب رئيس الدولة – رئيس مجلس الوزراء – حاكم دبي، وذلك في استراحته في المرموم بدبي.
ورحّب ابن راشد خلال اللقاء بزيارة الرئيس الأسد والوفد المرافق، والتي تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين، معرباً عن خالص تمنياته لسورية وشعبها أن يعم الأمن والسلام كل أرجائها، وأن يسودها وعموم المنطقة الاستقرار والازدهار بما يعود على الجميع بالخير والنماء.
وتناول اللقاء مجمل العلاقات بين البلدين وآفاق توسيع دائرة التعاون الثنائي لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري، بما يرقى إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين.
حضر اللقاء ولي عهد دبي حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب حاكم دبي – نائب رئيس مجلس الوزراء – وزير المالية مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة منصور بن زايد آل نهيان، ووزير شؤون مجلس الوزراء محمد بن عبدالله القرقاوي، وقرقاش، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي بن حماد الشامسي، والمدير العام لجهاز أمن الدولة في دبي طلال حميد بالهول الفلاسي، كما حضر اللقاء الوفد المرافق للرئيس الأسد.
وكان في استقبال الرئيس الأسد لدى وصوله إلى مطار دبي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء – وزير شؤون الرئاسة.
وبخلاف المواقف المرحبة بزيارة الرئيس الأسد إلى دولة الإمارات، أثارت هذه الزيارة انزعاج الإدارة الأميركية التي عبّرت وزارة خارجيتها في بيان عن «خيبة أمل وانزعاج عميقين» منها، وذلك وفق ما ذكر موقع قناة «الميادين».
وفي التاسع من تشرين الثاني الماضي زار وزير الخارجية الإماراتي، دمشق على رأس وفد رفيع المستوى في أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع منذ قطع دول خليجية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق إثر اندلاع الأزمة السورية.
وأكد عبد اللـه خلال لقائه الرئيس الأسد حينها دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سورية، معتبراً أن ما حصل في سورية أثر على كل الدول العربية، معرباً عن ثقته أن سورية وبقيادة الرئيس الأسد وجهود شعبها قادرة على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب، مؤكداً أن الإمارات مستعدة دائماً لمساندة الشعب السوري.