ثقافة وفن

الممثلات السوريات أفضل من قدمن دور الأم عبر السنوات

| هلا شكنتنا

مع مناسبة عيد الأم التي يحتفل بها الشعب السوري في الحادي والعشرين من كل عام احتفاء وتكريماً لتضحية الأمهات وخوفهن على أطفالهن وتفانيهن في تحقيق سعادة أطفالهن.

نقف مع ظاهرة الأمومة في الدراما السورية ونخص الفنانات المبدعات اللواتي أدّين دور الأم، ولم تتردد الفنانة السورية، حتى الشابات في تقديم دور الأم مبتعدة بذلك عن الأدوار النمطية.

الأمومة مسؤولية وتتطلب القوة

وبالتأكيد المسؤولية التي تتحملها الأمهات تعد من أصعب المهام في العالم، لكونها تطلب الكثير من الهدوء والصبر والقوة لبناء جيل واع ومثقف وقادر على تطوير نفسه وخبراته، وبالتالي هذا التطور سوف ينعكس على المجتمع بأكمله، وهذا ما لاحظناه في السنوات الأخيرة حين استطاعت الأم السورية الوقوف أمام جميع التحديات والصعوبات التي باتت تواجهها نتيجة الظروف الراهنة، وعلى الرغم من عدم إنجابهن إلا أن الممثلات السوريات برعن في تقديم دور الأم.

وقد أثبتت الفنانة السورية قدرتها  الفائقة على تصوير دور الأمومة، بل إن كثيراً من المتابعين يسألون: إن كان هذا الممثل ابنها أم لا من كثرة الإتقان، ولأن فنون الأداء في مستواها الأعلى فقد قدمت الفنانة السورية الأم في أبهى صورها، وفي تعدد حالاتها سواء كانت الفنانة أماً أم لم تكن على الحقيقة في الحياة الطبيعية.. وفي مناسبة عيد الأم نسترجع بعض الشخصيات التي قدمت دور الأمومة وتركت أثراً.

أيقونة الأمومة

سيدة دور الأمومة في الدراما التلفزيونية كانت السيدة منى واصف التي جسدت كل أدوار الأمومة، بتجلياتها كافة، الأم الحنون من خيوط العنكبوت إلى الأم الصلبة في الهيبة، فكانت مثالاً لتلك الأيقونة في حياتنا التي تمثل الأم بأطوارها كافة، وعلمتنا كيف للأم أن تكون حنونة عندما يتطلب ذلك؟، وكيف تكون قاسية وصلبة في أحايين كثيرة، وتبقى منى واصف الأم للدراما وفي الدراما.

الطيبة والحنان

أما الراحلة هالة شوكت فقد كانت مستعينة بصوتها وشخصها ووجهها مثالاً للرقة والأمومة والحنان والعطف، فقدمت أدواراً لا تنسى في الأمومة القادرة على توزيع حبها وحنانها ومحبتها على أسرتها كلها.

المرأة الأم

وفي السنوات الأخيرة برزت شخصية الممثلة القديرة صباح جزائري في تقديم صورة الأم والمرأة، هذه القادرة على تقديم العون للأسرة، التي شكلت نمطاً مختلفا ًفي صورة المرأة، فهي ليست زوجة محبة وحسب، وليست أماً حنوناً وإنما هي أم ومدبرة أعطت دور الأمومة أشكالاً جديدة في الدراما.

الأم والدمعة

السيدة القديرة فادية خطاب قدمت الأم بصورة بديعة ومختلفة في كثير من أعمالها، فكانت قريبة الدمعة، فيّاضة المشاعر، مبحوحة الصوت، محروقة في لهفتها على أولادها، فأسهمت بتقديم صورة جميلة للأم في حالات القوة والضعف، وأعطت دور الأمومة ما يستحق من الأداء والتعبير في أوقات الرخاء والشدة.

أداء مبهر

ولا يذهب من الخاطر تلك الأم الحنون التي تتراقص ذقنها مؤذنة بالبكاء عند كل لحظة ألم، السيدة الراحلة نجاح حفيظ التي برعت في تقديم صورة الأم الحانية الباكية، والتي تحوط أبناءها بالحب والرعاية في كل فاصلة من فواصل الحياة، وتحولت دمعاتها إلى مقاطع يتبادلها الناس في هذه المناسبة العظيمة، وخاصة من فقد أمه.

«نادين خوري» المبدعة بدور الأم

برعت الممثلة القديرة «نادين خوري» في دور الأم، حيث أدته في الكثير من المسلسلات التي اشتهرت فيها، مثل «أم علاء» في مسلسل وراء الشمس، حيث استطاعت نادين خوري أن تجسد جميــع المشــاعر التي تعيشــها الأم مع ابنها الذي يصنف من أطفال الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى كيفية التعامل معه بكل حب وحنان.

الأم البسيطة الطيبة

كما نرى أن القديرة «سمر سامي» استطاعت أن تقدم دور الأم بشكل حقيقي جداً وهادئ ومتزن، وذلك من خلال تأديتها لشخصية «أم عمر» في مسلسل «أحلام كبيرة»، وهي الزوجة والأم التي تخاف على أولادها وتتمنى لهم النجاح والفرح في حياتهم، ما جعل المتابع يتعلق بهذه الشخصية لكونها تشبه الأم السورية البسيطة والطيبة.

الأم التي لا تنسى

أما بالحديث عن الممثلة سوسن ميخائيل فلا بدّ أن نتذكر دورها في مسلسل «عصر الجنون» الذي جسدت فيه شخصية الأم ببراعة وإتقان، ما جعل المتابع وحتى يومنا هذا يتذكر المشاهد الأخيرة التي أدتها في أثناء التقائها مع ابنها الضائع منذ عشرين عاماً، وحينها انفعل الجمهور معها بشكل كبير ومازال يراها في هذا الدور بالرغم من تقديمها عدة أدوار أخرى.

الأم القوية

أما الممثلة «شكران مرتجى» فقد استطاعت أن تقدم دور الأم بكل براعة وإتقان، وذلك من خلال مشاركتها في مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة»، حيث تمكنت من تأدية دوم الأم القوية التي تخاف على ابنتيها بعد سفر زوجها وتركهما وحدهما في أثناء الأزمة السورية، ما جعل المتابع يتعاطف مع هذه الشخصية بشكل كبير.

الأم الحنون

كما لا يمكننا نسيان دور الممثلة «نسرين طافش» في مسلسل «جلسات نسائية»، حيث قدمت شخصية «هالة» وهي الأم التي كانت ترفض الزواج من رجل آخر بسبب تعلقها وخوفها من فقــدان ابنتها الوحيــدة.

وكـــانت مســتعدة أن تضحي بحب حياتهـا من أجل سعادة ابنتها، وأن تتخلى عن الرجل الذي أحبته إذا لم تقتنع ابنتها بزواج والدتها مرة ثانية.

الأم العقلانية

في «ليس سراباً» لفادي قوشقجي والمثنى صبح قدمت المبدعة كاريس بشار دوراً أمومياً يختلف عن أي دور للأمومة فهي لصيقة وصديقة لابنتها، تحاورها بكل عقل في أمور الحياة والعقيدة لتفسر لها ما يدور حولها، وكانت الأمومة هي المحرك الأساسي لعاطفتها في الحياة، التي تنازلت عن كل شيء فيها، ولم تتنازل قط عن أمومتها، وتعد من الأمثلة المهمة في حياتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن