حقق تشرين المطلوب منه بعد أربع جولات على انطلاق مرحلة الإياب حيث فاز في مبارياته الأربع ليصل بذلك إلى المباراة رقم 17 من دون خسارة حيث فاز بـ13 وتعادل بـ4 محققاً 43 نقطة ليستمر بذلك في مطاردة منافسه المباشر الوثبة ومتخلفاً عنه بنقطة واحدة.
انتصارات تشرين في الإياب جاءت على الاتحاد في حلب بهدف وعلى الشرطة في دمشق بثلاثة أهداف لهدفين وعلى النواعير وحطين في اللاذقية بثلاثة أهداف لهدف وبهدفين نظيفين على التوالي.
اللافت في تعادلات تشرين أنها جاءت مع فرق جميعها ليست بمنأى عن الخطر والمؤلم لعشاقه أن اثنين من التعادلات حصلا على أرضه وبين جمهوره مع الشرطة بهدف والكرامة من دون أهداف بينما تعادل خارجها مع النواعير بهدف والحرجلة بهدفين ولو فاز بهذه المباريات لكان الآن يغرد بالصدارة وحده أو لو فاز بتلك التي أقيمت على أرضه لكان في وضع مريح أيضاً، ولكن ليس كل ما يتمناه البحارة يدركونه وعليهم اغتنام الرياح متى كانت في مصلحتهم.
دكة بدلاء ليست بمستوى الطموح
لا يخفى على أحد أن دكة بدلاء الفريق ليست بمستوى طموح مدربه ولا جمهوره وهذا ما يزيد الضغط على الأساسيين الذين باتوا يخشون الالتحامات خوفاً من بطاقة ملونة قد يتعرضون لها تحرمهم من المباراة التالية ويقلل أيضاً من خيارات المدرب في التبديل أو تعديل التشكيلة وقد لاحظنا جميعاً كيف أن دفاع الفريق انكشف في مباراة الشرطة بسبب غياب مدافعه يوسف الحموي ولم يصل الجالسون على دكة البدلاء إلى المستوى الذي يجعل المدرب يغامر بإشراكهم لفترات طويلة، ولذلك نلاحظ أن التبديل يكون متأخراً دائماً ويحاول الشبان إثبات وجودهم ونجحوا لحد ما في ذلك ولا ننكر وجود ورقة رابحة على الخط تكون دائماً بخط الهجوم وتتمثل أحياناً بباسل مصطفى أو علي بشماني وربما أحياناً أحد الشبان.
أما خط الدفاع فلنعترف أن الفريق لا يملك البديل الكافي ويتم الاستعانة أحياناً بالخبير رامي لايقة لسد النقص والبدلاء لم يكونوا صفقة ناجحة بسبب الإصابات وقد تعرض مؤخراً محمود الصالح للإصابة وقبله سليم السبقجي وهما من التعاقدات الشتوية وقبلهما نور الحلبي وأحمد غلاب من تعاقدات أول الموسم وإن عاد الغلاب حالياً ولكن مشاركاته قليلة.
ولكن وحتى نعطي الحق لأصحابه نؤكد كفاءة الجهاز الفني للفريق لأن من يفقد لاعبين بحجم كامل حميشة وخالد كردغلي وعبد الرزاق المحمد ضمن الموسم ويستمر بالوتيرة نفسها من اللعب وتحقيق الانتصارات وعدم التعرض للخسارة والمنافسة على الصدارة يستحق التقدير والشكر لأنه ليس بالسهولة تعويض هذا الغياب.
القادم الصعب
الصعب قادم والمرحلة المقبلة تحتاج للكثير من التركيز وإذا قدم تشرين ما قدمه أمام الجار حطين فالوضع سيكون مطمئناً لعشاقه ومباراته القادمة أمام الوثبة تحتاج للكثير من الجهد والتعب والفوز وحده هو المطلوب وستحدد هذه المباراة ملامح البطل بشكل كبير إن فاز بها الوثبة لأنه سيوسع الفارق لأربع نقاط وإن تعادل الفريقان فسينتظر تشرين مطباً ما للوثبة شرط ألا يقع هو بغيره وهنا تبدو الأمور بيده ومصيره يقرره بنفسه وعليه أن يفوز دون أن ينتظر خدمة من أحد، وهذا الكلام أكده لنا مدرب الفريق طارق جبان الذي قال: سنلعب دائماً للفوز بكل المباريات حتى لا نضع أنفسنا تحت رحمة أحد وبعد الوثبة لن تكون باقي المباريات سهلة لأن أغلب الفرق في دائرة الخطر والفرق المرتاحة لحد ما تطمح لدخول مربع الأقوياء والمنافسة على المركز الثالث لأنها تدرك أن اللحاق بالمتصدرين الوثبة وتشرين صعب جداً.
بعد الوثبة يستضيف البحارة عفرين ثم يشدون الرحال لدمشق للقاء الوحدة ويعودون لملعبهم بعدها لاستضافة الطليعة ثم يواجهون جبلة في جبلة بديربي صعب جداً ولاسيما أن جبلة في خطر الهبوط ثم يلعبون مع الحرجلة والفتوة في اللاذقية وما بين هاتين المباراتين يلعبون مع الكرامة والجيش في حمص ودمشق.
هل يحافظ البحارة على لقبهم؟
لا تبدو الأمور سهلة بوجود منافس صعب كالوثبة يفوز دائماً ولكنها ليست مستحيلة على فريق امتلك لاعبوه ثقافة الفوز وجمهوره متعة الانتصارات، لذلك يرافقه في حله وترحاله وسيكون له دور كبير في المباريات القادمة وخاصة مع الوثبة في حمص، حيث سيلعب الوثبة على أرضه فيما سيكون الجمهور مشتركاً بين الفريقين ولطالما حقق تشرين المطلوب في حمص والشيء المريح لمدرب تشرين أن تشكيلته الأساسية ليس فيها أي غيابات بسبب الإنذارات أو الإصابات عكس منافسه الذي سيغيب عنه اثنان من أبرز لاعبيه وكل ما يأمله عشاق الفريقين أن يتم تكليف طاقم تحكيم على قدر كبير من المسؤولية والشجاعة والحكمة لقيادة هذه المباراة لأن ما شاهدناه في بعض مباريات المرحلة السابقة من أخطاء تحكيمية لا يسر الخاطر ويترك ألف إشارة استفهام على مستوى التحكيم السوري.