شؤون محلية

هدايا الأم رمزية في اللاذقية مغلفة «بأسف»

| اللاذقية – عبير سمير محمود

اختلفت معظم معايدات الأبناء لأمهاتهم هذا العام في محافظة اللاذقية، إذ سبق «الاعتذار» كل كلمات وعبارات التغني، وذلك بسبب عدم قدرة الكثيرين منهم على جلب «هدايا ثمينة» جراء الغلاء الفاحش في أسعار جميع المواد.

وحسب العديد من الأبناء، فقد طالبت الأمهات بعدم تقديم الهدايا لهن تقديراً منهن لظروف أبنائهن، واعتبرن أن لقاء الأولاد والأحفاد وهم بصحة جيدة هو أكبر هدية في هذا اليوم.

يقول هاني: إن الهدايا باتت رمزية ومنها مواد وسلع تستفيد منها في المنزل، لا أن تكون هدايا خاصة كالألبسة والذهب الذي بات منسياً بشكل تام ولكن لا بد أن نذكره لكونه الهدية الأغلى لست الحبايب قبل سنوات من الآن، قائلاً: ربما في كل عام نستغني عن هدية ما، فمنذ سنوات استغنينا عن الذهب وبعده استغنينا عن الأطقم والأدوات المنزلية، واليوم نستغني عن مواد أساسية، فماذا بقي لنا لنهدي والدتنا ما باستطاعتنا؟

من جانبها تقول مريم إن الهدية ليست بقيمتها بل بما تحمله من معنى لهذه السيدة العظيمة التي ما بخلت علينا يوماً، ولكن قدّرت الظروف أن تجعلنا عاجزين أمام الوالدة عن شراء هدية ترد جزءاً صغيراً مما قدمته لنا طوال حياتها، وذكرت أنها اختارت عدداً من الأواني الميلامين من أحد المحال التجارية.

في المقابل، يرى باسل أنه مهما اشتدت الظروف يستطيع أي منا أن يجمع ثمن هدية لهذا اليوم الوحيد في السنة الذي يكرّم الأمهات بشكل رسمي، قائلاً إن الهدية ضرورية للتعبير عن التقدير ولو بشكل رمزي، وقد اختار لوالدته أن يستبدل لها النظارة الطبية بأخرى جديدة حرص على تجميع قيمتها منذ عدة أشهر لتكون هديته في هذه المناسبة.

في الجانب الآخر، اعتبرت لين أنه من الضروري أن يتم إلغاء هذا العيد بشكل علني وأن يقتصر على الاحتفال من دون ضوضاء مراعاة لمشاعر الأبناء ممن فقدوا أمهاتهم ومن الأمهات من فقدن أبناءهن سواء والدة شهيد أو أي أم مكلومة لا هدية لها ولا أبناء يعايدونها، فجميع هؤلاء يقضون هذا اليوم بتعاسة لا أحد يشعر بها سواهم، ورأت أن الأم ليست بحاجة ليوم واحد لنحتفي بها إنما جميع الأيام أمامنا لنثبت لها مدى حبنا واحترامنا لها بشكل عام.

وفي السوق، قال عدد من أصحاب محال الهدايا، إن الإقبال ضعيف جداً على هدايا الأم رغم العروض الكبيرة التي أعلنت عنها محلات في المحافظة، مشيرين إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين بشكل كبير خلال الفترة الحالية.

وذكر أحد الباعة أن هناك ركوداً في حركة السوق هذه الأيام على عكس سنوات سابقة حينما كانت الأيادي تتسابق لانتقاء هدية لست الحبايب قبل أسبوع من المناسبة، في حين اليوم تقتصر العملية الشرائية على بعض فئات المجتمع لا أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن