انتقدت بكين العقوبات على موسكو مؤكدة أن سبب الأزمة في أوكرانيا هو توسع الناتو شرقاً، رافضة في السياق الاتهامات غير المبررة تجاهها.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أعلن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن بلاده لا تقبل أي ضغط خارجي وترفض كل الاتهامات التي لا أساس لها الموجهة إليها فيما يخص الأزمة الأوكرانية.
وجاء في بيان صدر عن الوزير ونشر على موقع وزارة الخارجية الصينية، أمس الأحد: ستواصل الصين استخلاص نتائجها المستقلة بطريقة موضوعية وعادلة، على أساس جوهر القضية، مضيفاً: لن نقبل أبداً أي إجبار أو ضغط من الخارج، وسنرفض أي اتهامات وشبهات لا أساس لها موجهة إلى الصين.
وقال وانغ يي: «إن موقف الصين موضوعي وعادل ويتماشى مع تطلعات معظم الدول وسيظهر الوقت أنه في الجانب الصحيح من التاريخ».
وذكر وانغ يي أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أوضح موقف الصين من القضية الأوكرانية بشكل واضح وشامل، قائلاً: تنحصر الرسالة الأكثر أهمية في أن الصين كانت دائماً قوة تؤيد السلام في العالم كله، وكنا ندعم دائماً حماية السلام ومواجهة الحرب. مشيراً إلى أن أسباب هذا الموقف تعود إلى التقاليد الصينية التاريخية، وهو يعد أساساً للسياسة الخارجية الصينية.
وبدوره انتقد نائب وزير الخارجية الصيني، له يوي تشنغ، العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، مؤكداً أن السبب الجذري للأزمــة في أوكرانيا «يكمن في عقلية الحرب الباردة وسـياسة القوة» لدى الغرب.
وحسب موقع «روسيا اليوم» حذر، له يوي، من أن الناتو في حال توسعه أكثر، فإنه سيقترب من ضواحي موسكو حيث يمكن لصاروخ أن يضرب الكرملين في غضون سبع أو ثماني دقائق.
وأضاف إن محاصرة دولة كبرى، ولاسيما قوة نووية مثل روسيا في زاوية، سيترتب عليه تداعيات مروعة للغاية، بحيث لا يمكن التفكير فيها، مشدداً على أن حلف الناتو كان يجب أن يتفكك ويُدرج في التاريخ جنباً إلى جنب مع حلف وارسو.
وأوضح، له يوي، قائلاً: لكن بدلاً من التفكك، واصل الناتو تعزيز قواته وتوسعه، وتدخل عسكرياً في دول مثل يوغوسلافيا والعراق وسورية وأفغانستان، يمكن للمرء أن يتوقع العواقب الناجمة عن السير على هذا الطريق.
وأشار الدبلوماسي الصيني إلى أن الرئيس شي جين بينغ في محادثاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة الفائت حث الأطراف في أوكرانيا على إظهار الإرادة السياسية والحرص على استمرار الحوار والمفاوضات، لافتاً إلى أنه يجب على الولايات المتحدة وحلف الناتو إجراء حوار مع روسيا لمعالجة جوهر الأزمة الأوكرانية وتخفيف المخاوف الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول من أمس الغرب بـ«تقويض أسس النظام العالمي»، مشدداً على أن تعاون موسكو وبكين سيتعزز في هذه الظروف.
وقال لافروف، في كلمة ألقاها أمام المشاركين في المسار الدولي من مسابقة «زعماء روسيا»، متحدثاً عن أفق التعاون بين موسكو وبكين: هذا التعاون سيتوطد، وفي ظروف تقويض الغرب بشكل صارخ جميع الأسس التي يعتمد عليها النظام العالمي، يتعين علينا كدولتين كبريين التفكير في كيفية مواصلة حياتنا في هذا العالم.
وخاطب لافروف الغرب بالقول: «إنها الصين في ملعبكم حالياً وتحقق فوزاً عليكم وفقاً لقواعدكم، هل يعني هذا لكم أن الوقت حان لتغيير قواعد اللعبة؟ يبدو أن الأمر كذلك.
وشدد الوزير على أن سلوك الغرب في الملف الأوكراني وعقوباته ضد روسيا وقضايا أخرى يؤكد غياب مصداقية له إما كمنطقة تنشأ فيها العملات الاحتياطية الرئيسية أو كشركاء اقتصاديين أو كدول يمكن تخزين احتياطيات الذهب فيها.