عربي ودولي

عليان لـ«الوطن»: نحن أمام معركة كبيرة اسمها انتفاضة الأسرى

| منذر عيد

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مسؤول ملف الأسرى والشهداء والجرحى جميل عليان، أمس الأحد، أن ما يجري في السجون الصهيونية ضد الأسرى الفلسطينيين، ما هو إلا معركة ممتدة منذ أكثر من 74 عاماً، منذ اغتصاب فلسطين، معركة تتخذ مراحل بين المد والجزر ولكن أهدافها وأدواتها واحدة، هذه المعركة يهدف العدو الصهيوني منها إلى إحداث شرخ في العقل الفلسطيني وفي النموذج الفلسطيني، لأن الأسرى يمثلون رأس حربة الحق الفلسطيني في مواجهة الشر الصهيوني، ومن ثم يريد العدو الصهيوني أن يكسر هذا النموذج من أجل كسر النضال الفلسطيني الذي سجله الأسرى على مدى عقود.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» عبر «واتساب» أوضح عليان أن المعركة اليوم بين الأسرى والسجان ليست جديدة على الأسرى الفلسطينيين، فهم واثقون بالنصر، والعدو فقد هيبته وأمنه وتلطخت سمعته بالوحل منذ الانتصار الذي حققه الأسرى في سجن جلبوع عبر نفق الحرية، وكشف ذاك الانتصار هشاشة الكيان على المستوى الأمني والأخلاقي والاجتماعي والسياسي، وفي هذه اللحظة قرر أن ينتقم لذاته ويحاول استعادة هيبته، وخاصة أن العدو لا يمتلك مقومات الحياة وهو كيان طارئ سينتهي قريباً.

وبين عليان أن الأسرى قرروا خوض معركة مع السجان لإجهاض خطواته ضدهم والمتمثلة في نزع كل متطلبات الحياة اليومية من الرعاية الطبية وزيارة الأهل والمحامين والعزل الانفرادي والتفتيش الأمني اليومي، وهي معركة إستراتيجية وليست تكتيكية، هي معركة كل الأسرى، وستتخذ شكلا جديداً في 25 من الشهر الحالي عبر الإضراب الشامل عن الطعام، وقد تم تشكيل لجنة طوارئ وطنية عليا، وجميع الأسرى متفقون على جميع الخطوات لمواجهة السجان، ولجنة الطوارئ هذه تضم كبرى الفصائل في المعتقل مهمتها تنسيق كل الخطوات وصولاً إلى معركة الإضراب عن الطعام.

وبيّن عليان أن العدو يتخبط على مستوى ملف الأسرى وملف المقاومة، وملف وجوده الذي يسميه «يهودية الدولة»، وكذلك علاقاته الخارجية، ودخل مرحلة التردد، وهي المرحلة التي تسبق انهيار الدول والأمم، والعدو دخل المرحلة التي تسبق مرحلة انهيار «الدولة الصهيونية».

وقال: «الأسرى ليسوا وحدهم بل إن الشعب الفلسطيني برمته معهم في هذه المعركة، كذلك يجب أن يكون محور المقاومة جزءاً من معركة الأسرى، وهذه المعركة ستؤسس لمرحلة مهمة وجديدة كما أسست عملية سيف القدس وعملية نفق جلبوع. مرحلة الإضراب عن الطعام ستسرع بانهيار العدو الصهيوني وتفكك منظومته الأمنية والاقتصادية والسياسية».

وأضاف: «نحن أمام معركة تتطلب منا استنهاض كل القوى، ومشاركة الشعب العربي وأحرار العالم ومحور المقاومة من أجل إحداث انتصار سريع، لأن العدو لن يحتمل معركة جديدة مع الفلسطينيين وفي المنطقة».

وبيّن عليان: هناك تنسيق بين الأسرى والفصائل، وما يتم اتخاذه من خطوات في سجون الاحتلال هو تعبير عن حالة الإجماع الفلسطيني لكل محور ولمشروع المقاومة الفلسطينية، ومن ثم هذه الخطوات يتم تنسيقها بين الأسرى والفصائل، والفصائل مستعدة وترقب ما يجري ولن تسمح بأن يستفرد العدو بالأسرى وستتدخل كما تدخلت سابقاً لنصرتهم.

وشدد على أن الفصائل الفلسطينية تدرك أن الأسير يعادل حرمة الأقصى والمقدسات والأرض الفلسطينية، فهو الذي يكتب تاريخ فلسطين وتاريخ المقاومة والمواجهة للشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية المقاومة ومحور المقاومة الذين هم جزء من هذه المعركة، ونحن أمام معركة كبيرة جداً لكوننا نعيش في عالم لا يحتمل وجود الضعفاء، والفلسطيني لم ولن يقبل العبودية وسينتصر على الجلاد الصهيوني، وما يحدث في الضفة الغربية من مواجهة الاحتلال هو انتفاضة حقيقية تتم بكل الأدوات «العسكرية، والشعبية، والأسرى»، يمكن تسميتها بانتفاضة الأسرى وانتصارنا في معركة الأسرى يعني اقترابنا من تحرير فلسطين.

وأشار عليان إلى أن العدو يستهدف جميع أسرانا، لكنه يركز الآن على أسرى حركة الجهاد لأنهم يعتبرون القنبلة الموقوتة الأقرب للانفجار، وأسرى الجهاد يحظون بالنسبة الأكبر من العزل الانفرادي، وفي التنقلات اليومية، وبالاعتداءات كما حدث مؤخراً في سجن النقب عندما تم الاعتداء على غرفتين لسجناء الجهاد، لكن حركة الجهاد لا تواجه منفردة وترفع شعاراً وهو وطنية القضية وإسـلاميتها وعروبتهـا، لأن هـذه المعركـة معركة كل فلسطين وكل الأمة وليست معركة الجهاد.

وقال: «العدو يريد أن يكسر إرادة الأسير، ونأمل من أجهزة السلطة الفلسطينية أن تأخذ دوراً مهما في معركة الأسرى، نمتلك أدوات قوة، لكن هناك أدوات للأسف ما زالت مكبلة، وهي أدوات السلطة، ولو انطلقت ستعمل على تغيير كبير جداً لمصلحة الانتصار الفلسطيني، الجهاد الإسلامي مستهدف، لكن الكل مستهدف، القضية الفلسطينية، والمشروع الوطني والوعي الفلسطيني جميعهم مستهدفون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن