تظاهرات حاشدة في إسبانيا احتجاجاً على ارتفاع كلفة المعيشة … «لوموند»: الوضع في أوكرانيا سيبطئ تعافي الاقتصاد العالمي
| وكالات
حذرت صحيفة «لوموند» الفرنسية من أن الوضع في أوكرانيا سيبطئ تعافي الاقتصاد العالمي الذي ضعف كثيراً بسبب جائحة فيروس كورونا وقد يغيره إلى الأبد، في حين تظاهر آلاف الإسبانيين في العاصمة مدريد احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة والوقود في البلاد.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تتوقع انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي في العالم بمقدار 1 بالمئة وزيادة التضخم بمقدار 2.5 بالمئة، ونقلت عن تصريح كبير الاقتصاديين للمنظمة، لورينس بون، قوله: قد بدأت هذه الأزمة تؤثر في نمو أسعار الطاقة والغذاء والمعادن.
وذكرت الصحيفة أن هذه المنظمة الدولية كانت تتوقع في كانون الأول الماضي أن نمو الاقتصاد العالمي في عام 2022 سيبلغ 4.5 بالمئة، لكنها قررت في بداية آذار الجاري إلغاء نشر تنبؤاتها السابقة بسبب «زيادة عوامل الشكوك».
ونقلت الصحيفة أيضاً عن موقف صندوق النقد الدولي الذي يرى أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا قد تؤدي إلى عواقب طويلة الأجل بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وقال الصندوق: على المدى الطويل يمكن أن يغير هذا النزاع النظام الاقتصادي والجيوسياسي بشكل جذري، وإذا تغيرت شروط التجارة في موارد الطاقة، فسيتم إعادة بناء سلاسل التوريد وتقسيم شبكات الدفع وستعيد البلدان النظر في تكوين احتياطياتها من الذهب والعملات الأجنبية.
على خط مواز خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع إسبانيا، تلبيةً لدعوة اليمين المتطرف، للاحتجاج على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة والوقود، التي تفاقمت بسبب الأزمة في أوكرانيا.
ونُظّمت تجمعات في المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد بدعوة من حزب «فوكس» اليميني المتطرف، وسط استياء اجتماعي متزايد من التضخم الذي بلغ قرابة 8 بالمئة، في أعلى مستوى له منذ 35 عاماً.
وتجمّع عدة آلاف أمام مبنى بلدية مدريد، ملوحين بالأعلام الإسبانية، وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، الذي يقوم بجولة أوروبية للضغط من أجل استجابة مشتركة من الاتحاد الأوروبي على ارتفاع أسعار الطاقة.
وفي السياق، قال زعيم حزب «فوكس» سانتياغو أباسكال: لدينا أسوأ حكومة، إنها ليست حكومة، إنها مصنع بؤس ينهب ويبتز العمال من خلال الضرائب التعسفية، مضيفاً: لن نغادر الشوارع حتى يتم إسقاط الحكومة غير الشرعية.
كذلك، دفع ارتفاع الأسعار اتحاد العمال العام ونقابة اللجان العمالية، وهما أكبر نقابتين في إسبانيا، إلى الدعوة إلى إضراب على مستوى البلاد في 23 آذار.
وبدأ سائقو الشاحنات الإسبانية، قبل أسبوع، إضراباً لأجل غير مسمى بسبب ارتفاع أسعار الوقود، ومن المقرر أن تكشف الحكومة عن إجراءات لتخفيض أسعار الطاقة والوقود في 29 من آذار.
من جهته، اتهم الوزير فيليكس بولانوس اليمين المتطرف بتعقيد الوضع، وقال في تصريحٍ للتلفزيون الإسباني الرسمي: إنهم ليسوا وطنيين، إنهم مثيرو شغب.
وحذّر البنك المركزي الأوروبي من أن التضخم في منطقة اليورو قد يصل إلى 7.1 بالمئة هذا العام، في سيناريو قاسٍ يسعى لاستيعاب عواقب وضع متفاقم جرّاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على الاقتصاد الروسي.
ووفقاً لوكالة «بلومبرغ» ترجّح التوقعات التي نشرت في الموقع الإلكتروني للبنك المركزي الأوروبي أن تؤدي عقوبات أكثر صرامةً على روسيا إلى اضطرابات في سلاسل القيمة العالمية، وارتفاع أسعار الطاقة جرّاء انخفاضات أكثر حدّة في الإمدادات، وإعادة تسعير أقوى في أسواق المال، إضافة إلى آثار أكبر لجولة ثانية من ارتفاع الأسعار.