سورية

«التركي» يقلص وجوده في «خفض التصعيد» وارتباك في صفوف إرهابييه … الجيش يدمي «النصرة» ويعترض رتلاً للاحتلال الأميركي.. و«الحربي» يدمر مخابئ للدواعش

| حلب– خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات

بينما دمر الطيران الحربي السوري والروسي، أمس، مخابئ لتنظيم داعش الإرهابي في البادية الشرقية، وقضى على العديد من الإرهابيين في منطقة «خفض التصعيد»، تمر الأخيرة في حالة من المخاض في ظل التغيرات التي تعيشها، على الرغم من ثبات خطوط التماس فيها لأكثر من سنتين، ما قد يوحي بمستقبل مجهول محفوف بالمخاطر يصعب التكهن بمنحنى تطوراته.

فبينما واظب إرهابيو النظام التركي على خروقاتهم لوقف إطلاق النار في «خفض التصعيد»، ساري المفعول منذ ٥ آذار ٢٠٢٠، رد الجيش العربي السوري بقوة على اعتداءاتهم المتكررة باتجاه نقاط تمركزه بريف إدلب الجنوبي، وواصلت المسيّرات نشاطها الدؤوب بما يدل على التحضير لعمل عسكري ما، في وقت أعاد جيش الاحتلال التركي انتشار قواته في المنطقة بالتزامن مع تحركاته لتقليص عديد جنوده وعتاده العسكري إلى خارج المنطقة التي طال فيها تملص وتعنت نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بتنفيذ التزاماته التي نصت عليها الاتفاقيات الثنائية مع روسيا.

وأفادت مصادر ميدانية في ريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العربي السوري استهدفت أمس بقذائف المدفعية والصواريخ مصادر النيران في محيط بلدات البارة وسفوهن وفليفل والفطيرة وبينين بجبل الزاوية جنوب إدلب، محققة إصابات مباشرة أدت إلى جرح وقتل عدد من مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.

وأشارت إلى أن الجيش العربي السوري، خاض اشتباكات مع مسلحي «الفتح المبين» في محور بلدة كفرروما بريف إدلب الجنوبي إثر استهداف نقاط انتشاره، لافتاً إلى أن وسائط نيران الجيش لقنت المعتدين درساً كبيراً دفعتهم إلى إخلاء بعض نقاطهم المتقدمة بعد أن تكبدوا خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.

وبالتزامن، ذكرت مصادر محلية في إدلب لـ«الوطن»، أن المقاتلات الروسية والطائرات المسيّرة التابعة لسلاح الجو الروسي استمرت بالتحليق على مدار الساعة، ولليوم الثالث على التوالي، في أكثر من منطقة في محافظة إدلب شملت خطوط التماس جنوبها وشرقها ومدينة إدلب وريف المحافظة الشمالي، لاسيما في محيط مدينة معرتمصرين، والتي سبق أن وجهت المقاتلات الروسية فيها ضربات عديدة لمعاقل وأوكار «جبهة النصرة».

وأثار رصد المسيّرات الروسية لعموم مناطق «خفض التصعيد» وتحديث بنك أهدافها باستمرار وتزويد غرفة العمليات بها، خوف «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الممولة من النظام التركي مثل «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي استنفرت مسلحيها عند جبهات القتال تحسباً لعملية عسكرية للجيش العربي السوري بمساندة قوات الجو الروسية.

إلى ذلك، بينت مصادر معارضة، أن نظام أردوغان أوعز إلى جيش الاحتلال التركي بسحب ٤٠٠ عنصر من قواته المتمركزة في نقاط مراقبته غير الشرعية ومن قواعده العسكرية المنتشرة في إدلب باتجاه العراق لقتال «حزب العمال الكردستاني»، الأمر الذي تسبب بردود فعل غاضبة في صفوف تنظيمات وميليشيات أردوغان في «خفض التصعيد» والتي تعتقد أن مهمة جيش الاحتلال التركي في المنطقة هي حمايتها من أي هجوم للجيش العربي السوري لتطهيرها من الإرهاب.

وأول من أمس كشفت «الوطن»، أن جيش الاحتلال التركي أعاد تموضع قواته في إدلب، وعمد إلى سحب ٣ أرتال عسكرية من خطوط التماس بجبل الزاوية إلى شمال طريق عام حلب- اللاذقية خلال الأسبوعين المنصرمين، والمعروفة بـ«M4»، ما فسره مراقبون على أنه مناورة عسكرية وليس خطوة جدية نحو تنفيذ «اتفاق موسكو» مع روسيا لفتح الطريق الدولية أمام حركة المرور والترانزيت.

وأما في البادية الشرقية، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك شن غارات على مواقع لداعش في بادية حمص طالت مخابئ محصنة للتنظيم، مؤكداً أن الغارات حققت أهدافها ودمرت تلك المخابئ.

إلى شمال شرق البلاد، فقد اعترض حاجز للجيش العربي السوري رتل عربات عسكرية لقوات الاحتلال الأميركي في بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي حسب ما نقلت وكالة «سانا» عن مصادر محلية.

وقالت المصادر: إن «حاجزاً للجيش يتمركز قرب قريتي قبر الصغير وقبور الغراجنة في بلدة تل تمر بالحسكة، أوقف 6 عربات عسكرية لقوات الاحتلال الأميركية حاولت دخول القريتين وطردها خارج المنطقة.

ويوم الجمعة الماضي، أوقف أهالي قريتي رحية السودة وطامنة الرحية في ريف القامشلي الجنوبي بمساندة حاجز للجيش، 6 آليات عسكرية لقوات الاحتلال الأميركي حاولت دخول قرية طامنة الرحية عبر حاجز رحية السودة وطردوها من المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن