رياضة

نطق ومناطق..!

| مالك حمود

يغيب المنطق عن الكثير من محطاتنا الرياضية، لدرجة أن الأمر بات مستساغاً، والغريب عندما يصبح المنطق من الحالات الغريبة في ساحتنا الرياضية التائهة بين الصح والغلط.

منتخبنا للآنسات ورغم مرور عدة شهور على مشاركته الأسيوية في الأردن إلا أن لاعباته ما زلن بانتظار التعويضات المستحقة عادة، والأغرب في الحكاية ما يقال عن أن التعويضات منحت للطاقم الإداري والفني، فماذا يمنع من صرف تعويضات اللاعبات إذاً؟!

نغمة التأخير المديد بصرف مستحقات لاعبي المنتخبات ليست جديدة في عصر القيادة الرياضية الحالية، فالمنتخب الوطني لم ينس التأخير الطويل في قبض مكافأة التأهل إلى البطولة الأسيوية..! واليوم العدوى تنتقل إلى منتخب الآنسات!

وفي الساحة ذاتها نجد أن المنطق يفرض نفسه في مباريات المجموعة الأولى لنهائي دوري الشابات (تحت 19 سنة) عندما تقام منافسات هذه المجموعة في اللاذقية، وحكمة اتحاد السلة في ذلك بتوزيع الفعاليات المهمة لكرة السلة على المحافظات، من باب التشجيع والمساهمة في زيادة انتشار اللعبة وتوسيع قاعدة جماهيريتها، فالأدوار الحاسمة لم تعد محصورة في دمشق، بل أصبحنا نراها تنتشر في حماة وحلب واللاذقية وربما ذهبت إلى محافظات أخرى، لكن المنطق سرعان ما يغيب عن تجمع اللاذقية، حيث تقام مبارياته في الصالة القديمة للمدينة الرياضية ذات الأرضية التارتان، وهي ذاتها التي تسببت بمشكلة في بداية دوري الآنسات واستوجبت تأجيل مباراة تشرين والثورة..!

ماذا يمنع من إقامة مباريات كهذه في الصالة الرئيسية التي تم وضعها قيد الخدمة في الآونة الأخيرة بعد أعمال الصيانة الكاملة والشاملة التي طالتها؟! وهل ظن المعنيون أن المباريات الرسمية في هذه الصالة المحدثة محصورة على الكبار؟!

والمنطق يظهر مجدداً في نصف نهائي دوري الناشئات حيث تقام مبارياته في صالة الفيحاء الرئيسية، في حالة إيجابية، فالصالة الرئيسية جديرة باستضافتها لمباريات قوية وحاسمة كهذه ولو على مستوى الفئات العمرية التي كانت مظلومة في السنوات السابقة حينما كانت تقام مبارياتها بالفيحاء ضمن الصالة الفرعية، واللعب على ملعبين في آن واحد، والجمهور معظمه يتابع المباريات وقوفاً، ناهيك عن صغر مساحة الملعب، وقرب السلات من الجدار الإسمنتي الذي يمكن أن يتسبب بالإصابات!

ويعود المنطق للغياب مجدداً لدى وضع برامج الدوري حيث التقاطع بين الفئات، والمشكلة في تناقض التعليمات مع واقع المنافسات، حيث يسمح للاعبة الفئة الأدنى باللعب مع الفئة الأعلى، ومن ثم كان الأجدر باتحاد السلة أن يحسبها بشكل صحيح، ويباعد بين مباريات الآنسات وبقية الفئات الأنثوية منعاً لتعارض النشاطين، وهذا ما حصل بطلب الوحدة والجلاء من اتحاد السلة تأجيل مبارياتهما في دوري الآنسات باعتبار أن فريق الآنسات في كل من هذين الناديين يضم عدداً واسعاً من الناشئات اللواتي يشاركن في مرحلة حاسمة من البطولة!

والأغرب من هذا كله أن موافقة اتحاد السلة لم تأت بسهولة تجاه التأجيل والتعديل، من باب أن دوري الآنسات هو دوري محترفات، ولا علاقة له ببقية الفئات العمرية..!

لكنه أجل..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن