عربي ودولي

«وول ستريت جورنال»: الحرب في أوكرانيا تعقّد الإستراتيجية العسكرية لإدارة بايدن بشأن الصين وروسيا

| وكالات

كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن واشنطن تخطط لتعزيز الإنفاق العسكري وزيادة وجودها العسكري بالقرب من روسيا رداً على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مع محاولة الحفاظ على التركيز طويل الأجل على مواجهة الصين.
وفي تقرير لها، أشارت «وول ستريت جورنال» نقلاً عن مسؤولين حاليين وسابقين إلى أن العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا التي بدأت في 24 شباط الماضي أثارت دعوات من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس من أجل زيادة الإنفاق على الدفاع بعشرات المليارات، في حين وصف الحلفاء في أوروبا الحرب بأنها دعوة للاستيقاظ تتطلب خطوات عسكرية لم يكن من الممكن تصورها قبل أشهر فقط.
ولفت التقرير إلى أنه مع ذلك تسعى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى تحقيق التوازن بين ما تعتبره لحظة محورية لأوروبا والرغبة في إبقاء تركيز الولايات المتحدة على آسيا.
تقرير «وول ستريت جورنال» أضاف: «منذ عام 2018، حددت إستراتيجية البنتاغون الصين وروسيا باعتبارهما مصدر قلق رئيسياً، وكوريا الشمالية وإيران والتطرف العنيف على أنها تهديدات ثانوية، وكان من المتوقع أن يتم استبدال نهج «اثنين زائد ثلاثة»، خصمان رئيسيان مع ثلاثة خصوم ثانويين، بإستراتيجية «واحد زائد أربعة»، التي وضعت الصين في المرتبة الأولى ووضعت روسيا من بين التهديدات الأقل»، موضحاً أنه على الرغم من التركيز المتزايد على موسكو، فإن الإستراتيجية الدفاعية الأميركية الجديدة، التي كان من المقرر إصدارها في وقت سابق من هذا العام، قد تم تأجيلها مع تفاقم الأزمة الروسية».
وأكد مسؤول في البنتاغون للصحيفة أن صانعي السياسات أكملوا الوثيقة في أواخر العام الماضي وأدخلوا تعديلات طفيفة على اللغة بعد الحرب، لكنهم لم يجروا إعادة كتابة كاملة للوثيقة، وعندما يتم إصدارها في الأشهر المقبلة ستظل الإستراتيجية تمنح روسيا أولوية ثانوية بعد الصين.
وأكمل المسؤول: لا تزال الصين في تقييمنا الدولة الوحيدة التي يمكنها تحدي الولايات المتحدة بشكل منهجي في الوقت الحالي ولبقية هذا القرن، وهذا يعني دبلوماسياً وتكنولوجياً واقتصادياً وعسكرياً وجيوسياسياً، وروسيا ليست في ذلك المعسكر.. لم يكونوا (الروس) قبل عام، وليسوا هم اليوم.
وكشفت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا أثارت مخاوف بين كبار المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين والعسكريين بشأن إغفال التهديد الإستراتيجي من الصين.
ونقلت الصحيفة عن ماكنزي إيغلن في معهد «أميركان إنتربرايز» الميول اليمينية، قوله في إشارة إلى البنتاغون: «هناك ضغط قوي في المبنى لعدم المبالغة في أهمية روسيا على المدى الطويل بسبب أوكرانيا، وأعتقد أن ما سيظهر في نهاية المطاف سيكون نسخة مخففة لما كانوا ذاهبين إليه بالفعل، وهو أن الصين كانت الأولوية، بما في ذلك روسيا».
ومع ذلك، فإن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تجبر المسؤولين الأميركيين على الكفاح من جديد لمواجهة خصمين رئيسيين في وقت واحد، وهي المشكلة التي أحيت نقاشات الحرب الباردة الخاملة منذ فترة طويلة حول الكمية مقابل الجودة في توزيع القوات النادرة بين أوروبا وآسيا.
هذا ورفض البيت الأبيض التعليق على التغييرات في إستراتيجيته العسكرية، أو على خطة إستراتيجية منفصلة وشاملة، تسمى إستراتيجية الأمن القومي، التي تم تأجيلها أيضاً.
في حين أنه من غير الواضح مقدار الأموال الإضافية التي ستكون متاحة للبنتاغون للمساعدة في تخفيف هذه المقايضات، إذ أفاد كل من الجمهوريين والديمقراطيين في «الكابيتول» بأن الحرب في أوكرانيا غيرت الجدل حول الأولويات العسكرية، ما جعل الزيادة الحادة في الإنفاق الدفاعي أمراً مؤكداً فعلياً.
من جانبها، قالت نائبة رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب وقائد البحرية السابق إيلين لوريا: سيزداد الطلب على الغواصات والمدمرات الأميركية المجهزة بصواريخ ورادار متقدم في كل المسارح والشرق الأوسط، مما يجبر البنتاغون على إجراء مقايضات مؤلمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن