اعتبرتها انتهاكاً للعلاقات الدولية.. وهددت بالرد بالمثل … الصين: العقوبات الأميركية تدخّل في شؤوننا

هددت الصين الولايات المتحدة بإجراءات مضادة لفرضها عقوبات على عدد من المسؤولين الصينيين، ووصفت وزارة الخارجية الصينية واشنطن بأنها «المنتهك الرئيس لحقوق الإنسان في العالم».
في حين قال التلفزيون الصيني إنه لم يتم حتى الآن العثور على أي ناجين أو حتى جثث لركاب الطائرة الصينية المنكوبة التي تحطمت أول من أمس الإثنين في جنوب الصين وعلى متنها 132 شخصاً.
وحسب وكالة «شينخوا» طالبت الصين الولايات المتحدة أمس بإلغاء العقوبات المفروضة على مسؤولين صينيين على الفور وإلا فإنها ستواجه إجراءات مضادة من بكين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، في إيجاز صحفي أمس: إن البيان الأميركي مملوء بالتحيز الإيديولوجي والأكاذيب السياسية ويشوه سمعة الصين ويقمع المسؤولين الصينيين من دون سبب، لافتاً إلى أن ما فعلته الولايات المتحدة الآن ينتهك القانون والأعراف الدولية ويتدخل بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للصين.
بدورها أكدت السفارة الصينية في الولايات المتحدة أن العقوبات الأميركية ضد المسؤولين الصينيين تشكل انتهاكاً خطيراً للعلاقات الدولية.
وحسب وكالة «تاس» قال المتحدث باسم السفارة الصينية، ليو بينجيو: ما تتحدث عنه واشنطن بشأن ما تسميه «مشكلات حقوق الإنسان» في الصين لا وجود له إطلاقاً، وأياً كانت القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على المسؤولين الصينيين تحت ذريعة أو أخرى، فإنها تنتهك الأعراف الرئيسية التي تحكم العلاقات الدولية وتشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية للصين ونحن نعارضها بشدة.
وشدد ليو على أن الصين ستواصل اتخاذ إجراءات حازمة لحماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها في التطور.
ووسعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الإثنين حظر السفر إلى الولايات المتحدة المفروض على مسؤولين صينيين، ليطول مسؤولين جدداً تزعم واشنطن بتورطهم في «قمع الأقليات العرقية والدينية»، بينما لم تحدد الوزارة المسؤولين الصينيين الذين سيخضعون للحظر الموسع، ولم تذكر عدد المسؤولين الذين سيطولهم هذا الإجراء.
وفي سياق منفصل قال التلفزيون الرسمي الصيني: إنه لم يكن هناك مواطنون أجانب على متن طائرة الركاب المنكوبة «737-800» التابعة لشركة «تشاينا إيسترن».
وقالت مصلحة الطيران المدني الصينية: في الوقت الحاضر، تأكد أن هذه الرحلة تحطمت»، مضيفة إنها قامت بتنشيط استجابة الطوارئ، وأرسلت مجموعة عمل إلى مكان الحادث.
وقالت المصلحة: إن الطائرة كانت تقل 123 راكباً و9 من أفراد طاقم الرحلة، وكان تقرير سابق لوسائل إعلام حكومية قد أفاد بأنه كان هناك 133 شخصاً على متنها.
من جهتها أوضحت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية، أن الطائرة تحطمت في محافظة تنغ بالقرب من ووتشو و«تسببت بحريق في الجبل»، نقلاً عن مكتب إدارة الطوارئ بالمقاطعة، مشيرة إلى أن موقع التحطم على بعد نحو 150 ميلاً من قوانغتشو، مما يعني أن الطائرة قد قطعت نحو 500 ميل قبل السقوط.
وأظهرت بيانات التتبع أن الرحلة كانت تسير على ارتفاع طبيعي يبلغ نحو 30 ألف قدم، عندما دخلت فجأة في هبوط حاد، ثم استقرت الطائرة لفترة وجيزة على ارتفاع 1000 قدم قبل أن تنقطع البيانات فجأة، بعد نحو 40 ثانية.
وقالت صحيفة «الشعب» اليومية الحكومية: إن 117 من رجال الإنقاذ يعملون في موقع التحطم، وإن 650 من رجال الإنقاذ ورجال الإطفاء، الذين نظمتهم إدارة الإطفاء في قوانغشي، كانوا متوجهين إلى الموقع.
وقالت خدمة الإطفاء في جوانجشي: إن أطقمها تكافح لإخماد حريق على منحدر تسبب فيه التحطم، وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية من وكالة «ناسا» حريقاً هائلاً في المنطقة.
وقالت قناة «CCTV» الصينية: إن شركة «تشاينا إيسترن» شكلت 9 فرق منفصلة للعمل في كل شيء بدءاً من التخلص من الحطام إلى التحقيق في الحادث ومساعدة أسر الركاب.
ووفقاً لوكالة «أسوشيتد برس»، تم تسليم الطائرة إلى شركة «تشاينا إيسترن» بواسطة بوينغ في حزيران 2015.
وقال روبرت سوموالت، الرئيس السابق للمجلس الوطني لسلامة النقل: إن طائرة «737-800» تتمتع بسجل أمان جيد للغاية على مر السنين.
وتمتعت الصين بسجل تحسد عليه في مجال السلامة الجوية في السنوات الأخيرة، في بلد تتقاطع فيه المطارات المبنية حديثاً وتخدمها شركات طيران جديدة، تم إنشاؤها لمواكبة النمو السريع الذي تشهده البلاد على مدى العقود القليلة الماضية.