الفلتان الأمني يعزز تناحر ميليشيات أردوغان.. ويعزز قبضة «قسد» شمال وشرق البلاد
| حلب- خالد زنكلو
نجح نظام رجب طيب أردوغان من خلال اتباع سياسة فرّق تسد، داخل صفوف الميليشيات التي يمولها في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق سورية، في تعزيز تناحر متزعميها للاستحواذ على مكاسب النفوذ والسيطرة، ما فاقم حال الفلتان الأمني الداعم للصراع ضمن حلقة مفرغة تساعد المحتل على تكريس سلطته في حكم المناطق.
وبدا جلياً أن الصراع على السلطة والمكاسب المادية في مناطق الاحتلال التركي، لا يقتصر على منطقة بعينها بل هو ظاهرة متفشية مرتبطة وقائمة بدوام الاحتلال لتقوية قبضته عبر إدارة التناقضات والمنافع التي يهبها، أو يغض الطرف عن تجاوزاتها بين متزعمي الميليشيات على اختلاف مشاربهم وأهوائهم.
وقالت مصادر أهلية في أرياف حلب المحتلة لـ«الوطن»: إن حالة من الاحتقان والفلتان الأمني تسود مدينتي الباب وجرابلس شمال شرق المحافظة وصولاً إلى إعزاز ومنبج بريفها الشمالي، غذّاها تهاون النظام التركي في ضبط الأمن والاستقرار واتباع المحاصصة والمنفعة المتبادلة سبيلاً لشد ساعد من يواليه من المرتزقة، وإضعاف من يدور خارج فلك مخططاته وأطماعه.
وبينت المصادر أن نظام أردوغان أخلى مسؤوليته من الاقتتال الدائر بين الميليشيات داخل مدينة الباب وترك الباب مفتوحاً للمفخخات، وعمليات الاغتيال كي تفعل فعلها في جرابلس وإعزاز وبقية مناطق الشمال السوري المحتلة.
وحسب المصادر، بات ملف تجنيد المرتزقة للقتال في مناطق النزاع والصراع خارج سورية ولمصلحة النظام التركي، الشغل الشاغل لمتزعمي الميليشيات التابعة له لمراكمة ثرواتهم وإيجاد فرص عمل تنتشل الباحثين عن عمل من البطالة المتفاقمة بفعل الكساد وركود الاقتصاد ورواج الفساد والمحسوبيات.
وفي شمال شرق البلاد، ظل التوتر سيد الموقف في العلاقة التي تحكم بين متزعمي الميليشيات ببعضهم بعضاً، على خلفية الاقتتال الدائر بينهم منذ أسبوع في مدينة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة.
وأفادت مصادر محلية في رأس العين لـ«الوطن»، أن الاشتباكات تجددت أمس، ولليوم الثالث على التوالي بين إرهابيي ميليشيات «أحرار الشرقية» و«الفرقة عشرين» من جهة وإرهابيي ميليشيات «فرقة الحمزة» من جهة أخرى، داخل المدينة وفي بلدة تل حلف إلى الجنوب الغربي منها.
ولفتت إلى أن سبب الخلاف بين الميليشيات، الذي دخل على خطه مرتزقة «السلطان مراد» و«لواء شهداء بدر»، سببه الصراع بين المتزعمين على الامتيازات والنفوذ والاستحواذ على عمليات تهريب المواد الغذائية إلى مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» العميلة لواشنطن، بالإضافة إلى قيادة عمليات تهريب الأشخاص إلى الداخل التركي مقابل الحصول على أموال ضخمة مقابل ذلك.