ماكرون أجرى اتصالاً مع بوتين.. والبنتاغون: الوضع الأمني في القارة الأوروبية تغير … موسكو: العلاقات الروسية – الأميركية على وشك الانهيار
| الوطن
على أعتاب انتهاء الشهر الأول للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لا يبدو أن موسكو بصدد الحياد عن أهدافها التي حددتها وأعلنتها للجميع، وفيما الميدان يسير على توقيتها ووفقاً لحساباتها المسبقة، يبدو أن سلاح العقوبات في وجهها وصل لحائطه المسدود فلا بدائل حاضرة لمصادر الطاقة الروسية ولا لعبة إبعاد الصين عن روسيا نجحت في تحقيق أهدافها، لتتجه واشنطن صوب عقد المزيد من الاجتماعات والبحث عن خيارات محكومة بمثل ما سبقها من نتائج، حيث التصعيد والتهويل لم يعد يأتي بأي نتيجة لا سياسية ولا ميدانية.
حبل الاتصالات الأوروبية مع روسيا لم ينقطع، حيث نقلت وكالة «تاس» الروسية أمس عن الكرملين قوله في بيان له: إنه «بمبادرة من الجانب الفرنسي أجرى بوتين اتصالاً هاتفياً مع ماكرون تم خلاله تبادل شامل للآراء حول الوضع في أوكرانيا، بما في ذلك مسار المفاوضات الجارية بين ممثلي روسيا وأوكرانيا».
الكرملين كان وصف المفاوضات الجارية حالياً مع أوكرانيا بأنها «أبطأ وأقل مغزى مما تود روسيا»، وكشف الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن بلاده سلمت كييف مسودة الوثائق في إطار عملية التفاوض وأجابت كييف على بعضها.
وأضاف بيسكوف في تصريحات صحفية: «الكرملين لم يكشف عن تفاصيل المفاوضات بين وفدي روسيا وأوكرانيا حتى لا يضر بعملية التفاوض».
نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اعتبر أنه يتعين على واشنطن التوقف عن التصعيد في العلاقات مع موسكو، وعن توجيه التهديدات لها وضخ الأسلحة إلى كييف والتأثير عليها لحل الأزمة.
ولفت ريابكوف إلى أن العلاقات الروسية – الأميركية على وشك الانهيار، وأن آفاق تطورها لاحقاً تعتمد على الخط الذي تختاره واشنطن.
ريابكوف حذر «الناتو» من أي خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في العلاقات، وأضاف نائب الوزير: «نحذر الحلفاء في حلف شمال الأطلسي من الخطوات المتهورة التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التصعيد، ونكرر أن الخطوة الصحيحة الوحيدة، وطريقة العمل من جانب أعضاء حلف شمال الأطلسي الآن هي المساعدة في وقف المسار المدمر وغير المسؤول على الإطلاق الذي تتبعه سلطات كييف».
«الناتو» أعلن من جهته عن الرد على روسيا بتعزيز وجوده الدفاعي في الجزء الشرقي من دول الحلف.
وقالت المتحدثة باسم «الناتو»، أوانا لونجيسكو: «نحن نواجه حقيقة جديدة لأمننا، ورداً على ذلك، عزز الناتو وجوده الدفاعي في الجزء الشرقي من الحلف بمزيد من القوات والطائرات والسفن».
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إنه أجرى مباحثات مهمة مع أمين عام الناتو بشأن تعزيز قدرات الحلف على الردع والدفاع، مشيراً إلى أن قادة الناتو سيؤكدون خلال اجتماعهم المرتقب على دعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
من جهته اعتبر المتحدث باسم البنتاغون أنه صرف النظر عن مآلات الحرب في أوكرانيا فإن الوضع الأمني في القارة الأوروبية قد تغير.
تأتي هذه التطورات في وقت ارتفعت فيه أسعار النفط، خلال تعاملات أمس، بأكثر من 2.5 بالمئة، في ظل مناقشات الاتحاد الأوروبي لفرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا تطول صادرات قطاع النفط.
وكالة «أسوشيتد برس» كشفت أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو اتفاق شراء مشترك للغاز الطبيعي وضمان امتلاء منشآته التخزينية، في وقت رفض فيه المستشار الألماني أولاف شولتس، مرة أخرى الدعوات إلى مقاطعة إمدادات الطاقة الروسية في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.