رياضة

أسود الأطلس على حافة التأهل السادس للمونديال … ثأر عمره 48 عاماً يحفّز الأشقاء

المغرب- عبد العالي صدوقي

تدخل المنتخبات الإفريقية غمار المحطة الأخيرة من منافسات تصفيات كأس العالم قطر 2022 بمواجهات حاسمة تجمع أجود المنتخبات في القارة السمراء، ومن بين هذه المنتخبات أربعة منتخبات عربية حيث سيواجه أسود الأطلس المغرب منتخب الكونغو الديمقراطية ويواجه منتخب نسور قرطاج تونس نظيره المالي، أما المنتخب المصري فسيكون في مواجهة ساخنة أمام بطل إفريقيا منتخب السنغال في إعادة لنهائي كأس أمم أفريقيا الكاميرون 2022 في حين سيواجه منتخب الجزائر نظيره الكاميروني، أما المواجهة الخامسة فستجمع بين منتخبي نيجيريا وغانا.

وستلعب هذه المباريات بطريقة ذهاب وإياب حيث يتأهل كل منتخب يتفوق في مجموع المباراتين على خصمه إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022 والتي ستعرف وجود خمسة منتخبات إفريقية.

طموح كبير لليوث

من جهته يسعى المنتخب المغربي لخطف بطاقة العبور للمونديال للمرة السادسة في تاريخه كثالث أكثر المنتخبات الإفريقية حضوراً في المونديال بجانب منتخب تونس ووراء كل من الكاميرون ونيجيريا وذلك حينما يواجه يومي الجمعة بكنشاسا والثلاثاء بالدار البيضاء منتخب الكونغو الديمقراطية الذي سبق له الحضور في المونديال في مناسبة واحدة فقط كانت تحت اسم البلد القديم «زائير»، وذلك في دورة ألمانيا 1974 وكان ذلك الـتأهل على حساب المغرب بالذات، وهذا ما يتمنى الكونغوليون تكراره في مواجهتي كنشاسا وكازابلانكا، حيث استعان المدرب الأرجنتيني للمنتخب الكونغولي بكل أسلحته الهجومية ونجومه المتألقة في الملاعب الأوروبية على أمل تحقيق تأهل تاريخي غاب قرابة النصف قرن عن منتخب الكونغو.

أما المنتخب المغربي فسيخوض هذه المواجهتين في خضم العديد من الاضطرابات التي يعاني منها معسكر أسود الأطلس خصوصاً بعد إعلان النجمين حكيم زياش ونصير مزراوي اعتزالهما الدولي إضافة لاستمرار تغييب المهاجم عبد الرزاق حمد اللـه وكأن هذا كله لا يكفي لتأتي بعد ذلك إقالة مساعد المدرب واللاعب الدولي السابق مصطفى حجي من طاقم المنتخب قبل أسبوع من المواجهة المرتقبة بجانب طبيب المنتخب، ما يجعل المهمة محفوفة بالمخاطر وتنذر بغياب الاستقرار وتفكك وسط معسكر المنتخب وتثير الكثير من المخاوف والتوجس وسط الجماهير المغربية الطامحة في محو نكسة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة بعد الخروج المخجل من ربع نهائي المسابقة أمام منتخب مصر والتي طالبت على أثرها بإقالة المدرب وحيد خليلوزيتش الغارق في مستنقع الخلافات والتصدعات بينه وبين أقوى لاعبي المغرب.

أوراق خليلوزيتش

ولهذه المهمة استدعى الناخب الوطني البوسني وحيد خليلوزيتش أغلب الأسماء التي حضرت في نهائيات أمم أفريقيا الأخيرة مع استثناءات قليلة تمثلت في تغييب كل من أيمن برقوق وأشرف بن شرقي وخصوصاً زكريا أبو خلال وسفيان رحيمي فيما عرفت قائمة المنتخب المغربي استدعاء جديد للاعب برشلونة الإسباني عبد الصمد الزلزولي الذي كان قد رفض الالتحاق بأسود الأطلس خلال كأس أمم إفريقيا الأخيرة وشهدت قائمة المغرب أيضاً عودة لاعب الوداد يحيى جبران ويحيى عطية اللـه بعد تألقهم اللافت مع الوداد الرياضي في دوري أبطال إفريقيا.

وجهاً لوجه

وتقابل المنتخبان في 13 مناسبة سابقة على مستوى المنتخبات الأساسية انتصر المغاربة في 4 منها وخسروا مباراتين فيما انتهت سبع مباريات أخرى بالتعادل سجل المغاربة 17 هدفاً مقابل تلقيهم لـ9 أهداف في مواجهاتهم السابقة ضد الكونغو الديمقراطية.

أما على مستوى تصفيات كأس العالم فقد تقابل المنتخبان لأول مرة في تصفيات كأس العالم ألمانيا 1974 حيث خسر المغاربة بكينشاسا بـ3-0 في مباراة عرفت احتجاجاً بالغاً للمغاربة بسبب التحكيم وسوء المعاملة التي لقوها من منتخب زائير وبسبب ذلك انسحب أسود الأطلس من مواجهة الإياب فاعتبرت الفيفا منتخب زائير (الكونغو الديمقراطية) فائزا بـ0-2 ما منح الأخير بطاقة التأهل للمرة الأولى والوحيدة في تاريخ البلد لنهائيات كأس العالم.

ثم تواجه المنتخبان مرة أخرى في إطار تصفيات كأس العالم خلال دور المجموعات الأول من تصفيات كأس العالم إيطاليا 1990 فتعادل المنتخبان ذهابا بكينشاسا 0-0 وإياباً بمدينة القنيطرة المغربية بنتيجة 1-1، لتكون مواجهة الجمعة هي الرابعة بين المنتخبين في تصفيات كأس العالم.

أما آخر مباراة في بطولة رسمية جمعت بينهما فكانت في دورة أمم إفريقيا الغابون 2017 خلال الجولة الأولى من دور المجموعات حيث انتصر حينها منتخب الكونغو الديمقراطية بهدف نظيف على حساب أسود الأطلس.

وتقابل المنتخبان في مباراة ودية بعد ذلك بمدينة الرباط بالمغرب انتهت بنتيجة هدف لكل جانب، ويعتبر الانتصار الذي حققه أصدقاء الدولي المغربي السابق يوسف فرتوت (هاتريك) ومصطفى حجي (هدف) على منتخب زائير أو الكونغو الديمقراطية في مباراة ودية في غشت من عام 1996 بنتيجة 7-0 هي أقوى نتيجة وانتصار تحقق في مباريات الفريقين.

لغة الحاضر

تبقى هذه الأرقام جزءاً من التاريخ أما الحاضر فله واقعه وحساباته الخاصة التي ستجعل كل منتخب يدافع على كامل حظوظه من أجل معانقة التاريخ وتحقيق الـتأهل لأكبر محفل كروي على الأرض لهذا تأمل الجماهير المغربية أن يكون الجمعة المبارك هو يوم سعد لها ولمنتخبها وترجو أن يعود بنتيجة إيجابية من كينشاسا وتأكيد تلك النتيجة الثلاثاء المقبل بالدار البيضاء وبالتالي خطف بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022 للمرة السادسة في تاريخ الكرة المغربية بعد سنوات دورات المكسيك 1970 و1986، ثم الولايات المتحدة الأميركية 1994 وفرنسا 1998 فروسيا 2018.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن