لم يكن هذا الموسم فأل خير على سلة رجال الجيش، حيث اعترض الفريق منذ بداية الدوري الكثير من المنغصات ساهمت في تعكير أجوائه وتراجع مستواه ونتائجه، فمني الفريق بخسارات ما أنزل اللـه بها من سلطان لم تكن على البال، وجاءت مؤلمة بعدما كبا الفريق أمام فرق لا تجاريه من حيث العراقة والسجل الحافل بالإنجازات الأمر الذي ساهم في إحداث مشكلات كان الفريق بغنى عنها.
مشكلات مالية وإدارية
ليست هي المرة الأولى التي تخسر بها سلة الجيش في الدوري، وليست هي المرة الأولى التي يتراجع مركزه على لائحة الترتيب، وإنما هي المرة الأولى التي تطل المشكلات المالية برأسها على الفريق وتساهم في تراجع نتائجه، لأن نادي الجيش معروف عنه بأنه سخي من الناحية المادية والمشكلات المالية التي كانت تعصف بالأندية كان هو بمنأى عنها، لكن الأمور تغيّرت وأصبحت سلة الجيش كغيرها من الأندية تعاني الأمرين بعدما وصل الفريق لحد الهاوية في الفترة الماضية، ولولا تدخل الإدارة في الوقت المستقطع لكان حال الفريق في خبر كان، الأمر الذي ساهم في تفاوت مستواه وتراجع نتائجه، لكن الإدارة حلّت نصف المشكلة المتعلقة بالشق المادي غير أنها لم تنتبه إلى المشكلة الفنية، والتي بدأها اللاعبون الذين بدؤوا يتذمرون من مدرب الفريق عدي خباز وباتوا يتهاونون أثناء سير التحضيرات دون جدّية وانضباط، ودون أن يتمكن المدرب نفسه من وضع حد لهذه التصرفات الطائشة، الأمر الذي دفع بالإدارة التي تعاملت مع الأمر على مبدأ (أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً) وقامت بإجراء تغييرات إدارية حيث أبعدت مشرف اللعبة أشرف أيتوني، وكلفت مكانه العقيد المتقاعد علي عيسى، وكما قامت بتعيين الكابتن علي عباس كإداري عام للفريق بديلاً من النقيب علي شاهين، ثم قامت بدفع جزء كبير من المستحقات المالية المتراكمة للاعبي الفريق، لكن المشكلة الفنية بقيت كما هي، ولم تتغير الأمور لا بل زادت بعد خسارة الفريق القاسية أمام أهلي حلب، لتأتي خسارته الثالثة على التوالي أمام الجلاء لتكون بمنزلة القشة التي قصمت ظهر البعير وأطاحت بمدرب الفريق عدي خباز الذي قدم للفريق الكثير منذ بداية الدوري وكانت نتائجه جيدة عندما فاز على أهلي حلب في مرحلة الذهاب بحلب، وحقق نتائج جيدة في كأس السوبر، لكن يبدو أن القائمين على الفريق لا يعرفون من الرياضة سوى لغة الفوز.
تكليف
مصائب قوم عند قوم فوائد، يبدو أن هذه المقولة تنطبق على واقع سلة الجيش، فبعد استقالة مدرب الكرامة خالد أبو طوق من قيادة الفريق كانت هذه الاستقالة بمنزلة فرصة لإدارة الجيش لإجراء التغيير الفني الذي كانت تضمره للمدرب خباز منذ عدة أيام، لتفح قناة اتصال مع المدرب أبو طوق الذي لم يتوان عن قبول المهمة التي وجدها جيدة وكرد اعتبار له بعد نهايته غير السعيدة مع نادي الكرامة، وقد باشر أبو طوق مهامه مع الفريق بعد جلسة ودية مع القائمين على اللعبة، والأمور الهادئة عادت لتسيطر على أجواء الفريق ما يدعو للتفاؤل بنتائج جيدة في المراحل المقبلة، مع العلم أن المدرب أبو طوق يعد من أكثر المدربين تحقيقاً للإنجازات مع سلة ناديه الأم الجيش بعد سلسلة من البطولات في المواسم الماضية القريبة.