منتخبنا الوطني لكرة القدم في لقاء حفظ ماء الوجه مع لبنان … غياب مؤثر وحماس مفقود والآمال مؤجلة
| ناصر النجار
يلتقي في الثانية من بعد ظهر اليوم منتخبنا الوطني لكرة القدم مع المنتخب اللبناني على ملعب صيدا ضمن مباريات الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 (نهاية العام).
منتخبنا الوطني غادر دمشق يوم الاثنين بعد مؤتمر صحفي صباحي وتمرين خفيف، وتمرن استعداداً للمباراة يومي الثلاثاء والأربعاء فقط.
ولأن المباراة لم تعد مهمة للقائمين على كرتنا فاكتفوا بهذه المساحة من التمارين وتناسوا أن اللقاء مهم من باب حفظ ماء الوجه، أولاً: من غير المنطق أن ننهي التصفيات الآسيوية دون بصمة بتسجيل حضور شرفي عبر فوز ولو وحيداً، ثانياً: من الضروري رد اعتبار كرتنا من المنتخب اللبناني الذي تفوق علينا في مباراة الذهاب 3/2، وهي المباراة التي قصمت ظهر منتخبنا وجعلته بعيداً عن كل الحسابات، وفقدنا وقتها أكثر من نصف حظوظنا ببلوغ المركز الثالث.
وبالمقابل فإن المباراة مهمة لمنتخب لبنان الذي يجتهد لبلوغ ثالث الترتيب على أمل أن يلتحق بالملحق الآسيوي كإنجاز يحسب للكرة اللبنانية.
من الناحية النظرية فإن الفريقين على كفة متساوية من حيث المستوى لكن نلاحظ أمرين في غاية الأهمية، الأمر الأول: جدية المنتخب اللبناني في المباريات التي يلعبها رغم ظروفه التي تماثل ظروفنا، والأمر الثاني: إن المنتخب اللبناني يلعب على قلب رجل واحد عكس منتخبنا الذي أنهكته الصراعات والخلافات والأهواء الشخصية.
غيابات مؤثرة
المشكلة التي تعترض المنتخب الوطني تتمثل بغياب عناصر مؤثرة جداً على صعيد خطي الوسط والهجوم، وهذا الأمر يفقد منتخبنا الكثير من أوراقه الرابحة التي كان من الممكن أن يعول عليها عشاق الكرة الكثير في المباراتين الوداعيتين.
وربما كان مبدأ (مصائب قوم عند قوم فوائد) حاضراً على أن يستفيد اللاعبون البدلاء من هذا الغياب فيثبتوا وجودهم ويقدموا أنفسهم بشكل جيد ليلفتوا الأنظار من جديد رغم أن تجاربهم السابقة مع المنتخب لم تكن ذات تأثير لافت!
والمعضلة الثانية أن من يقود مباراتينا مع لبنان والعراق المدرب المساعد السابق الذي عاصر من سبقه من مدربين، فهو من المدرسة الكروية ذاتها التي لم تحقق النجاح المطلوب، وهذا الأمر يجب ألا يقلل من شأن المدرب الخامس غسان معتوق وإن كان كما نعتقد أنه مدرب طوارئ وهو يفهم هذا الأمر تماماً.
لذلك المطلوب من المعتوق أشياء كثيرة، أولها: أن يثبت أن كلامنا السابق غير صحيح، وثانيها: أن يخرج من عباءة المدرب المساعد (مدرب الظل) وثالثها: أن يقدم نفسه بشكل جيد، فالفرصة جاءته على طبق من ذهب، ورغم قناعتنا أن الظروف المحيطة بالمنتخب لا تساعد أي مدرب في العالم إلا أنه من المفترض أن يقدم لنا لمسة خاصة، مع العلم أن المواجهة مع لبنان ثم العراق ليستا بالصعبتين لأن المنتخبين يشبهاننا بكل شيء، بالأزمات وكورونا والإخفاق الكروي والفشل بالنتائج.
لا نطلب من المعتوق أن يملك عصاً سحرية ولكن نعتقد أن أسهل المواجهات ستكون له ومن المفترض أن يثبت وجوده بهما، فمنتخبنا لا يقابل اليابان أو كوريا الجنوبية أو أستراليا أو البرازيل.
حماس باهت
المؤتمر الصحفي الذي عقده المدير الفني للمنتخب الوطني لم يكن ذاك المؤتمر الحماسي، وربما لو كنا ذاهبين لمعسكر خارجي لوجدنا حماساً أكثر، وربما سخونة في الحوار والكلام، حتى إن وسائل الإعلام غابت عنه، وقد يدل هذا الأمر على مساحة التشاؤم الكبيرة في المنتخب أو لنقل بالقائمين عليه وباللجنة المؤقتة.
ولم تكن الأجواء مريحة لطرح الأسئلة، فماذا ستسأل؟ وعن أي شيء سنتكلم؟
إذا كان لاعبونا الذين نعوّل عليهم الكثير، هربوا من هاتين المباراتين بأي دعوى أو عذر؟ والمشكلة أن أغلب الغائبين لا يتعرضون للإصابات والأزمات النفسية إلا في أيام الفيفا! أليست هذه مفارقة عجيبة؟
لكن الأخطر ما ذهب إليه المدرب من الحديث عن قادمات الأيام، وكأنه ينعى هذه الأيام الكروية، وهذه الفترة المظلمة التي عاشتها وتعيشها كرتنا.
تمنى على الفترة القادمة أن تكون أفضل على صعيد كرة القدم بعد انتخاب اتحاد كروي جديد، وأن يكون الاتحاد الجديد على قدر المسؤولية والقيام بخطة عمل واضحة وبعيدة المدى للنهوض بالكرة السورية على وجه العموم!
هذا النعي المباشر يؤكد لنا أن المرحلة المتبقية من عمر التصفيات هي استمرار للمراحل السابقة، وهو يلفت النظر إلى ما بعد هذه التصفيات، وهذا الكلام بقدر ما فيه من إحباط وتشاؤم بقدر ما يريد أن يفهمنا ألا ننتظر أي شيء من المنتخب، وعلينا أن ننسى ونتطلع إلى ما بعد الانتخابات القادمة فلعل وعسى تكون فترة أفضل، لذلك بمثل هذا التفكير وهذه النظرة من الصعب أن نتجاوز لبنان والعراق، والحماس أيضاً وجدناه معدوماً عند الجمهور وكأن جمهور الكرة السورية لم يعد يعنيه المنتخب في مباراتيه القادمتين من قريب أو بعيد.
الفكرة الغائبة
مساحة التشاؤم التي ظهرت في المؤتمر الصحفي وما رافقه من شعور بارد لا حماس فيه هو انطباع يرصد أجواء كرة القدم وأحوال اللجنة المؤقتة تحديداً.
ودائماً على هذه اللجنة ومن يقودها أن تثبت فشلها التام وأن تختم أعمالها بالسواد المظلم.
وليس منطقياً أن نسير بالمنتخب على المنوال نفسه، وكان بإمكان اللجنة أن تقدم لمن سيخلفها هدية مجانية بمنتخب واعد من الجيل الشاب من الموهوبين وما أكثرهم.
الخسارة هي خسارة سواء لعبت بالمنتخب الأول أو الرديف أو الأولمبي، لكن النظرة دوماً موجهة لمقدار الفائدة من المباراة سواء كنت فائزاً فيها أم خاسراً.
لذلك غاب الفكر الاحترافي عن اللجنة المؤقتة وكان من الأفضل أن تقدم لنا كوكبة من اللاعبين الجدد الموهوبين كما قدمت ياسين سامية كوجه جديد، فهناك الكثير من الوجوه الشابة يمكن أن تضع قدمها في مستقبل كرتنا.
على صعيد المركز الأخطر (حراسة المرمى) كنا نتمنى لو شاهدنا حراس مرمى من الشباب الواعد، وهو أفضل من البعض الذي أكل عليهم الزمن وشرب، وكأن اللجنة المؤقتة تطبق مقولة (من جرّب المجرب عقله مخرب) على نفسها أو إنها لا تستطيع ضم أو شطب أي لاعب للمنتخب!
من المؤكد أن السرور الوحيد الذي ننتظره هو نهاية هذه الحقبة المظلمة على أمل أن نشهد بداية جديدة وجيدة مع اتحاد كروي جديد ينظر إلى مصلحة الكرة السورية أكثر من نظرته إلى فوائده ومصالحه الشخصية.
المناسبة
لبنان × سورية ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022.
المكان: ملعب صيدا البلدي – الحكم: القطري عبد الرحمن الجاسم
الزمان: الخميس 24 آذار 2022، الساعة الثانية ظهراً.
نتيجة الذهاب 3/2 سجل للبنان محمد جلال قدوح هدفين وسوني سعد وسجل لمنتخبنا عمر خريبين وعمر السومة.
تشكيلة منتخب سورية
إبراهيم عالمة (جبلة)، خالد حاج عثمان، محمد ريحانية (الاتحاد)، أحمد مدنية (تشرين)، حسين رحال (الوثبة)، حسين جويد، مصطفى جنيد (حطين).
المحترفون في الدوريات العربية: عمرو ميداني، سعد أحمد، عبد الله الشامي، يوسف محمد، مؤيد الخولي، خالد كردغلي، مؤيد عجان، عمرو جنيات، كامل حميشة، محمد العنز، ثائر كروما، محمد الحلاق، محمد المرمور، ملهم بابولي، مارديك مرديكيان، علاء الدالي، ياسين سامية.
محترفو أوروبا: أوليفر كاسكو.
أبرز الغائبين: محمود المواس: تراكم إنذارات.
عمر السومة: أسباب نفسية.
عمر خريبين، عبد الرحمن ويس، إياز عثمان، محمود البحر، أحمد الصالح، فهد يوسف وورد السلامة (إصابة) وهناك لاعبون لم يتم استدعاؤهم كمحمد صهيون، ومحمد عثمان وغيرهم ممن كانوا في المباريات السابقة حسب رؤية المدرب الفنية.
إدارة المنتخب
إياد مندو (مدير المنتخب) غسان معتوق (المدير الفني) موفق فتح الله (مدير إداري) فراس معسعس (مدرب مساعد) رامي كيال (مدرب مساعد) مالك شكوحي (مدرب حراس)، فادي جباوي (محلل أداء)، عبد الوكيل المصري (إداري)، فادي الرباط (منسق عام)، أحمد كنجو (طبيب)، عماد الأميري (منسق إعلامي)، فراس الحوراني (مصور)، منصور الشحاف (معالج فيزيائي)، وسام غيبور وبشير البكر (مدلكان) أوس محمد، فراس زين (للتجهيزات).
يرأس البعثة في لبنان عضو اللجنة المؤقتة عبد الحميد الخطيب، ويرأسها في الإمارات عضو اللجنة المؤقتة رضوان الأبرش.
خارج هذه القائمة هناك العديد من المسافرين مع المنتخب من المتنفذين والمدعومين من الإداريين والإعلاميين والأصحاب.
وجهاً لوجه
التقى المنتخبان السوري واللبناني خمساً وعشرين مرة وكان الفوز حليف سورية في 15 مباراة مقابل 5 تعادلات و5 هزائم والأهداف 49/29 لمصلحة سورية، ولكن الملاحظ أن المباريات الثلاث الأخيرة انتهت لمصلحة لبنان، 2/صفر ودياً عام 2013 و2/1 في غرب آسيا 2019 و3/2 في ذهاب التصفيات الحالية.
مباريات اليوم (الخميس) 24 آذار
أستراليا × اليابان، كوريا الجنوبية × إيران، فيتنام × عمان، لبنان × سورية، الصين × السعودية، العراق × الإمارات.
مباريات الثلاثاء 29 آذار
اليابان × فيتنام، إيران × لبنان، الإمارات × كوريا الجنوبية، عمان × الصين، سورية × العراق، السعودية × أستراليا.